قد نشعر بالخدر والنخز المؤقتين عند الجلوس في وضعية معينة، أو عند إسناد الرأس على إحدى الذراعين مدةً طويلة. لكن إذا استمر الخدر والنخز الشديدان لوقت طويل فسيؤثران في الحركة، ويكون ذلك غالبًا علامة على حالة عصبية معينة أو ضرر عصبي.

يركز هذا المقال على أسباب الخدر والنخز، متضمنةً التصلب المتعدد، إضافةً إلى العلاجات الممكنة.

ما أسباب الخدر والنخز ؟

الخدر هو تغير الإحساس أو نقصه أو فقدانه، أما النخز فيعني الشعور بنقر أو وخز غريب، وكلاهما يُعَد نوعًا من أنواع التنميل أو المَذَل المؤقت.

يحدث هذا الإحساس عادةً بعد الجلوس أو الوقوف في وضعية معينة أو ارتداء ملابس ضيقة وقتًا طويلًا، إذ يسبب ذلك ضغطًا شديدًا على الأعصاب والأوعية الدموية، ما يؤدي إلى نقص الإحساس، وتختفي الأعراض بعد إزالة الضغط عن العصب.

التصلب المتعدد:

يُعَد الخدر والنخز من الأعراض الشائعة الأولى لهذا المرض. يسبب التصلب المتعدد الخدر والوخز المعتدل إلى الشديد في مناطق معينة من الجسد تشمل:

  •  الذراعين واليدين.
  •  الساقين والقدمين.
  •  الوجه.
  •  الجذع (يُسمى عندها عناق التصلب المتعدد).

نادرًا ما تكون هذه الأعراض دائمةً أو تسبب الإعاقة، ولكن قد يؤدي الخدر الحاد إلى صعوبة تحريك الجزء المتنمل وأداء الأنشطة اليومية، مثل عدم قدرة الشخص على الإمساك بالأشياء أو الكتابة، وعدم قدرته على المشي والقيادة إذا أصيب بالخدر في ساقيه أو قدميه، وأيضًا قد لا يميز إذا كان يعض لسانه أو داخل فمه حال أصيب وجهه بالخدر، وقد يؤدي الخدر الشديد إلى عدم التمييز بين الحرارة والبرودة الشديدتين، ما يزيد خطر الحروق أو قضمة الصقيع.

حالات أخرى:

تشمل الحالات الأخرى التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي وقد تسبب الخدر والنخز ما يلي:

  • الجلطات الدماغية: من العلامات المبكرة للجلطات الخدر المفاجئ في الذراع أو الساق أو الوجه، خصوصًا إذا كان في جانب واحد من الجسد.
  • الجلطات الخفيفة: قد تؤدي النوبة الإقفارية العابرة أو الجلطة الخفيفة إلى خدر جانب واحد من الوجه وإصابته بالشلل.
  • التهاب الدماغ: في الحالات الشديدة يؤدي التهاب الدماغ والحبل الشوكي إلى فقدان الإحساس في أجزاء من الجسم، وقد يسبب شللًا جزئيًا في الذراعين أو الساقين.
  • التهاب النخاع المستعرض: يسبب التهاب الحبل الشوكي شعورًا يشبه الضغط على الجذع، إضافةً إلى ضعف الساقين، والذراعين أحيانًا.
  • الأورام: تضغط الأورام على أجزاء من الدماغ والحبل الشوكي، ما يسبب الشعور بالخدر والنخز. تسبب أورام القشرة الدماغية (الجزء الخارجي من الدماغ) الخدر في أحد جانبي الجسم، وتسبب الأورام في الأعصاب الدماغية أو بالقرب منها الخدر في الوجه إضافةً إلى ضعف عضلاته، أما أورام الحبل الشوكي فتسبب الخدر في كلا الذراعين والساقين.
  • تضرر الظهر أو العنق: قد تؤدي إصابات الظهر والعنق إلى تلف الأعصاب أو الضغط عليها، ما يسبب الخدر والنخز.
  • نقص المغنيسيوم: للمغنيسيوم دور مهم في تنظيم عمل عدة أجهزة في الجسم متضمنةً الأعصاب، وقد يسبب النقص الحاد في المغنيسيوم الخدر والنخز.

ما هي أسباب الشعور بالخدر والنخز في الأطراف؟ وما العلاج - إسناد الرأس على إحدى الذراعين - تطبيق ضغط على الأعصاب والأوعية الدموية - الاعتلال العصبي

قد يحدث الخدر والنخز بسبب بعض الحالات المرضية في أجزاء معينة من الجسم، مثل:

 الساقين والقدمين

يعاني بعض مرضى السكري الاعتلال العصبي السكري، وهو أحد أنواع التلف العصبي. يحصل هذا الاعتلال بمرور الزمن، وقد يكون بسبب الآثار الاستقلابية لمرض السكري.

يعاني نحو ثلث إلى نصف مرضى السكري الاعتلال العصبي المحيطي، الذي يسبب الخدر والألم في الساقين والقدمين، أو -في حالات أقل شيوعًا- في اليدين والذراعين.

 اليدين

قد يسبب نقص فيتامين (ب12) أو فقر الدم الخبيث تلف الأعصاب، بسبب انخفاض معدل كريات الدم الحمر في الدم وانخفاض نسبة الأكسجين، ما يؤدي إلى الاعتلال العصبي المحيطي. أيضًا قد يسبب تلف الكبد الكحولي الاعتلال العصبي المحيطي، ويؤثر في اليدين والقدمين.

وقد تسبب عدة أدوية الاعتلال العصبي المحيطي، مثل:

  •  أدوية القلب والضغط.
  •  أدوية السرطان والعلاج الكيمياوي.
  •  أدوية الإيدز.
  •  الأدوية المضادة للكحول.
  •  مضادات التشنج.
  •  أدوية الجلد.
  •  المضادات الحيوية والفيروسية.

وقد تسبب نوبات الذعر أو الخوف المفاجئ والتوتر والقلق دون وجود خطر حقيقي عدة أعراض منها الخدر والنخز في اليدين.

 الأصابع

الكالسيوم مهم جدًا لصحة الأعصاب وتدفق الدم، وقد يؤدي نقص الكالسيوم إلى الخدر والنخز في الأصابع.

تسبب متلازمة النفق الرسغي الخدر والنخز والألم في اليدين والأصابع، وتحدث نتيجة انضغاط العصب المتوسط (وهو عصب رئيسي في الذراع) في المكان الذي يمر فيه ضمن الرسغ.

 الوجه

قد تسبب أمراض الفم وآلام الأسنان ضغطًا على أعصاب الوجه، ينتج عنه الخدر والنخز في الوجه والفم.

التشخيص

لتشخيص سبب الخدر والنخز يطلب الطبيب عادةً نُبذة عن التاريخ الطبي للمريض، ويُجري عدة فحوص جسدية، ويستفسر عن الأعراض. يطلب بعض الأطباء فحوصات مخبرية مثل فحص الدم لتأكيد أسباب محتملة أو استبعادها.

تتطلب بعض الحالات إجراء فحوص أدق، مثل الرنين المغناطيسي والفحوص التصويرية الأخرى. تساعد اختبارات التوصيل العصبي والتخطيط الكهربي للعضلات على تحديد مدى الضرر العصبي ونوعه، خصوصًا عندما يكون سبب النخز هو الاعتلال العصبي.

العلاج

يعتمد العلاج على السبب:

التصلب المتعدد:

عادةً، لا يسبب الخدر المصاحب للتصلب المتعدد الألم. قد يخفف النياسين (فيتامين ب3) الالتهاب والخدر المصاحب له. أما في حالات الخدر الشديد والمؤلم فيتضمن العلاج الستيرويدات القشرية مدةً قصيرة، وذلك لتخفيف الالتهاب وتسريع عملية الشفاء.

من الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات المختلفة والتي تساعد على التقليل من الخدر والنخز المرافق للتصلب المتعدد:

  •  غابابنتين.
  •  بريغابالين.
  •  كاربامازابين.
  •  فينيتوين.
  •  أميتريبتالين.
  •  إميبرامين.
  •  نورتريبتالين.

حالات أخرى:

قد تساعد بعض الأدوية المختلفة على تخفيف الخدر والنخز الناتجين عن حالات أخرى (سوى التصلب المتعدد) مثل:

  • الجلطة: علاجات الجلطات الدماغية الإقفارية (في غضون 3 ساعات من بدء الأعراض) والعمليات الجراحية أو العمليات داخل الأوعية الدموية لعلاج الجلطة الدماغية النزفية.
  • التهاب النخاع المستعرض: مسكنات الألم أو المضادات الفيروسية أو الغلوبيولين المناعي، أو العلاج بنقل بلازما الدم.
  • التهاب السحايا: المضادات الحيوية ومضادات التشنج والستيرويدات القشرية.
  • الأورام: الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيمياوي وأدوية أخرى.
  • الاعتلال العصبي السكري: الرياضة والحمية الغذائية الصحية والالتزام بأدوية السكري، إضافةً إلى الفحص المنتظم للقدمين لملاحظة أي تغيرات.
  • متلازمة النفق الرسغي: مقومات الرسغ ومسكنات الألم وتمارين الانزلاق العصبي أو الجراحة، ويفضل تفادي الأنشطة التي قد تحفز هذه الحالة.
  • فقر الدم الخبيث: حقن فيتامين (ب12) أو الحبوب أو جيل الأنف أو البخاخات.
  • نقص الكالسيوم ونقص المغنيسيوم: المغذيات أو المكملات الغذائية واتباع حمية غذائية، إضافةً إلى الابتعاد عن المحفزات ومعالجة المسببات الرئيسية.

الوقاية

تختلف طرق الوقاية من الخدر والنخز وفقًا للحالة، إذ تساهم بعض العادات الصحية اليومية في تخفيف حدوث الخدر والنخز المصاحبين للتصلب المتعدد أو منعه، مثل:

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف قليلة الدهون.
  • تناول كميات كافية من فيتامين (د) والبيوتين (فيتامين ب7).
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام.
  • تجنب الحر والبرد الشديدين.
  • انتظام أوقات النوم.
  • التقليل من تناول الكحول والتدخين، والأفضل الإقلاع تمامًا.
  • تقليل التوتر والسيطرة عليه.

تشمل طرق الوقاية من الخدر والنخز الناتجين عن حالات طبية أخرى:

  • تناول أطعمة قليلة الدهون غنية بالألياف، والإكثار من الفواكه والخضراوات.
  • تقليل تناول الملح (الصوديوم).
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة تمارين رياضية معتدلة مدةً لا تقل عن ساعتين ونصف أسبوعيًا.
  • الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول.
  • غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية أو الطعام مع الآخرين، خاصةً إذا كانوا معرضين للإصابة بالعدوى.
  • أخذ اللقاحات الضرورية في مواعيدها.
  • تجنب التعرض للإشعاعات.
  • التقليل من الحركات المتكررة لليدين أو الرسغين.
  • تناول أطعمة غنية بفيتامين (ب12) وفيتامين (د) والكالسيوم والمغنيسيوم، أو تناول المكملات الغذائية.
  • معالجة آلام الظهر مبكرًا وتجنب الأنشطة التي تزيد الألم.
  • طلب الاستشارة النفسية في حالات القلق والتوتر المستمر.
  • التحكم في التوتر.

متى تجب استشارة الطبيب؟

عليك استشارة الطبيب إذا استمر الخدر والنخز دون سبب واضح، أو عند ظهور أي من هذه الأعراض:

  •  التعب والإعياء.
  •  مشاكل في النظر.
  •  ألم العضلات وضعفها.
  •  مشاكل في المثانة والأمعاء.
  •  الألم.
  •  القلق المفرط.
  •  ألم في الظهر أو العنق.
  •  نقص الشهية للطعام.

تستدعي بعض الأعراض الرعاية الصحية الطارئة إذا ترافقت مع الخدر والنخز، وتتضمن:

  •  ظهور الأعراض في أحد جانبي الجسم.
  •  الارتباك وصعوبة الكلام أو الكلام غير الواضح.
  •  ألم في الصدر.
  •  الصداع الشديد.
  •  حمى مفاجئة.
  •  تشنجات.
  •  التقيؤ والغثيان.
  •  تصلب الرقبة.
  •  التحسس من الضوء.
  •  شحوب لون البشرة أو تحوله إلى الأصفر.
  •  عدم انتظام ضربات القلب.

الخلاصة

  •  تسبب العديد من الحالات الخدر والنخز، ومنها التصلب المتعدد.
  •  تختلف حدة الأعراض وتكرارها وموقعها باختلاف سبب الحالة.
  •  لا يوجد علاج لكل الأسباب، لكن الأعراض غالبًا مؤقتة وغير مؤلمة، ويستجيب أكثر المرضى للعلاجات المنزلية.
  •  قد تخفف الكثير من الأدوية والعلاجات والعادات حدوث هذه الأعراض أو تمنعها.
  •  إذا كنت تعاني الخدر والنخز دون سبب واضح، عليك مراجعة الطبيب فورًا، إذ تتحسن أكثر الحالات المصحوبة بالخدر والنخز بالعلاج المبكر، فمثلًا يقلل العلاج المبكر للتصلب المتعدد خطر المضاعفات الحادة، خاصةً الإعاقة الجسدية.

اقرأ أيضًا:

متلازمة ما قبل الطمث: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

اعتلال عضلة القلب المقيد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: غند ضرغام

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر