يبلغ ارتفاع برج ستاينواي (الملقب «أنحف ناطحة سحاب في العالم») 435 مترًا، وقد افتُتح في شهر أبريل 2022 في نيويورك. يُعد البرج من أعلى البنايات في الأمريكيتين، والثالث في مدينة نيويورك، إذ تتكون تلك البناية الفارهة من 84 طابقًا.

الطول والأناقة قرينان لا يفترقان؛ فمثلاً تخضع عارضات الأزياء وكؤوس الشراب والسيجار الفاخر لمعايير صارمة أساسها الطول والنحافة. وتعمد الأساليب الدعائية غالبًا إلى الربط بين الطول والنجاح، فانظر كيف أصبحت أبراج مانهاتن الشاهقة أيقونة الازدهار الاقتصادي، وستاينواي أحدث مثال على ذلك.

يتوسط البرج حي مانهاتن الشهير ويقع أمام حديقة سنترال بارك، ويحمل لقب أنحف ناطحة سحاب في العالم. ومع ارتفاعه البالغ 435 مترًا، فإن عرضه لا يبلغ سوى 18 مترًا فقط، بنسبة عرض إلى طول تساوي 24:1. ومع ذلك، فلا يفوقه في الارتفاع سوى مبنيي مركز التجارة العالمي (541 مترًا)، وبرج الحديقة المركزية – Central Park tower (472 مترًا).

أُطلق على البرج اسم ستاينواي بسبب إنشائه فوق مقر شركة ستاينواي للبيانو، وتكلفت عملية البناء في الحد الجنوبي لسنترال بارك زهاء 2 مليار دولار، بمنطقة ترتفع فيها الإيجارات، وتتراص فيها العقارات الفاخرة، فيما يطلق عليه «طريق المليارديرات».

صُمم البرج ذو الطوابق الأربعة والثمانين بوساطة شركة شوب المعمارية بنيويورك، ليحتوي على 60 شقةٍ سكنيةٍ، وبدأت شركة JDS Development بناءه عام 2013، واستقبل أول ساكنيه في إبريل 2022.

أقل الوحدات سعرًا في هذا ناطحة سحاب ستاينواي ستوديو سكني قيمته 7.75 مليون دولار، ثم تتوالى الأسعار في الارتفاع حتى تصل إلى 66 مليون دولار للشقة العلوية (Penthouse)، وهي تتكون من ثلاثة طوابق متصلة بسلم بيضاوي الشكل، وتصل مساحتها الإجمالية إلى 662 مترًا، تتوزع على أربع غرف للنوم وخمسة حمامات ومصعد خاص، وتتمتع بسقفٍ ارتفاعه 4 أمتار. وإذا فكرت في شرائها، فيؤسفنا إبلاغك أنها بيعت لمشترٍ من خارج الولايات المتحدة فور معاينتها عبر الإنترنت!

وكما تتوقع عزيزي القارئ، فإنها ناطحة سحاب تذخر بالعديد من الخدمات الترفيهية المخصصة للصفوة، مثل حاجب على مدار 24 ساعة، وبواب، وحمام سباحة طوله 25 مترًا، ومركز رياضي مؤلف من طابقين، ومحلات تجارية، ومطاعم خاصة للسكان.

لكن يوجد جانب سلبي للمعيشة في ناطحة سحاب مثل هذه! فتصميمها الغريب جعلها عرضةً للتمايلات التي يصل مداها لثلاثة أقدام (90 سنتيمترًا) حال تعرضها لرياح قوية. ووصل الأمر حد تشكّي بعض زوارها من الدوار الشديد بسبب تلك الاهتزازات. امتدت أيضًا المشكلات لتشمل مبنىً مجاورًا، ولم يُوفق المهندسون في إيجاد حل لها بسبب أبعاد البرج غير التقليدية.

وبصرف النظر عن التفاصيل الهندسية، فقد حقق مبدعو ناطحة سحاب ستاينواي غايتهم في ابتكار تصميم جريء لا يُنسى.

اقرأ أيضًا:

غرق برج الالفية في مدينة ناطحات السحاب سان فرانسيسكو ، ما السبب ؟

برج إيفل: حقائق وتاريخ

ترجمة: أحمد أسامة أبوحليمة

تدقيق: رغد أبو الراغب

مراجعة: حسين جرود

المصدر