كلنا قد تعبنا من محاولة إجراء التجارب للتخلص من إزعاج البعوض، من شمعات (citronella) مرورًا بالمراهم والكريمات، وصولًا للكرة المنحنية.

جميعنا مقتنعون بأن هذه الوسائل تقوم بوظيفتها وتبقينا آمنين من خطر هذه المخلوقات الصغيرة المصاصة للدماء.

لكن كيف يمكننا أن نعرف ما مدى فعالية هذه الوسائل في إبقاء هذه المخلوقات بعيدًا عنا؟

وفي ظل جائحة فايروس زيكا التي ما زالت محتدمة في الأمريكيتين، تجددت الحاجة لإيجاد طريقة للتخلص من إزعاج البعوض.

نشرت حديثًا ورقة بحثية في دورية علم الحشرات، تعمقت في مدى فعالية المستحضرات المقاومة للبعوض، ويمكننا القول إنه وللأسف فإن النتائج ليست جيدة جدًا.

تبين أنه لا يوجد منتج من المنتجات الـ 11 المفحوصة فعال بنسبة 100%، وبعضها حتى لم يكن مفيدًا على الإطلاق.

ولمعرفة ذلك، قام الباحثون بوضع الطعم -والذي كان في هذه حالة الإنسان- في نفق يجري به الهواء بالجوار من قفص يحتوي على بعوض الزاعجة المصرية؛ لمعرفة هل سينجذب البعوض للطعم أم سيبتعد عنه عند وجوده في مجال المنتجات المضادة للبعوض.

وجد العلماء أن شمعات (citronella) لا يوجد لها أي تأثير مطلقًا في إبعاد البعوض، بل في الواقع قامت بجذب عدد أكثر قليلًا من البعوض تجاه الإنسان مقارنة بوجود الإنسان لوحده.

أما بالنسبة للبخاخات التي ترش على الجسم، فعلى الرغم من أنها لم تظهر سوى أثر قليل إحصائيًا في إبعاد البعوض؛ إلا أن هذا لا يعني أنك لا يمكن أن تتعرض للدغ، خاصة في ظل وجود كمية كبيرة من البعوض في الوسط الذي تجلس به.

بينما كانت أفضل الوسائل للحماية من لدغ البعوض هي زيت الليمون وبخاخ رذاذ شجر الكينا (شجر الكافور)، ومادة الديت (DEET)وهي مادة كيميائية طاردة للحشرات معدة للوضع على الجسم، وقد قللت هذه الوسائل من جذب البعوض بنسبة 60%.

وبالنسبة للإفراط في استخدام وسائل الحماية فإن ذلك لم ينفع كثيرًا.

أما فيما يخص السوار الذي يلبس في اليد والذي يحوي على مادة طاردة للبعوض وطارد البعوض الصوتي الذي يقوم ببث موجات فوق صوتية تزعج البعوض؛ فقد كانت هاتين الوسيلتين سيئتين جدًا وبدون أي فائدة.

وكتب المحرر الرئيسي في الدراسة مهاجمًا: «لا يوجد أي دليل علمي يدل على أنه بالإمكان ردع البعوض بواسطة الموجات الصوتية، ونحن نعتبر هذه الأجهزة مجرد مكافئ لزيت الأفعى»، في إشارة إلى أن هذه الأجهزة مشكوك بأمرها وبفائدتها.

لكن على كل الأحوال كان هناك جهاز واحد قابل للاستخدام وكان ذو أثر إيجابي، وهو بخاخ مادة الميتوفلوترين الذي يستخدم لرش الميتوفلوترين حول اللباس، قد كان فعلًا جيدًا بالنتيجة التي قدمها في إبعاد البعوض.

وهنا نصل إلى أن أفضل طريقة بإبقاء البخاخ قريبًا منا، ورغم ذلك يجب أخذ الحذر بأن هذه المنتجات ليست بنفس الفعالية التي تدعيها الشركات المصنعة، ويجب أخذ الحذر خاصة عندما تعرف أنك ذاهب إلى مكان ستتعرض فيه لكميات كبيرة من البعوض.


  • ترجمة: كمال سلامي.
  • تدقيق: دانه أبو فرحة.
  • تحرير:ناجية الأحمد
  • المصدر