ما هي البكتيريا آكلة اللحم ؟


يشير مصطلح “البكتيريا آكلة اللحم” لعدة أنواع مختلفة من البكتيريا والتي تسبب (التهاب اللفافة الناخر)، وهي عدوى بكتيرية حادة تدمّر العضلات والجلد والأنسجة السفلية. وتشير كلمة (الناخر- necrotizing) إلى ذلك الشيء الذي يسبب موت أنسجة الجسم.

ويبدأ التهاب اللفافة الناخر كجرحٍ في الساق وينتهي بالبتر، مع أنّها حالة نادرة، إلا أنّ لديها ارتفاع في معدّل الوفيات. وتبدو البكتيريا آكلة اللحم كفيلم رعب، ورغم ذلك فإن الوقاية منها أمر ممكن في الواقع.

الأسباب:

البكتيريا المكورة العقدية المقيحة، والتي يشار إليها عادةً بالبكتيريا آكلة اللحم، وهي نفس البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق.

هذه البكتيريا على وجه الخصوص هي المسببة للشكل الحاد من المرض والمميت غالبًا، عندما تصيب اللفافة أو النسيج الضام المحيط بالعضلات، والأوعية الدموية، والأعصاب. رغم أن هناك عدة أنواع بكتيرية تسبب التهاب اللفافة الناخر.

وقالت الدكتورة ماري فارون (Mary B. Farone) من قسم الأحياء في جامعة ولاية تينيسي الوسطى: «هناك العديد من البكتيريا الأخرى والتي تعرف ب (آكلة اللحم)، مثل: المكورات العنقودية الذهبية، والإشريكية القولونية، والكليبسيلا، والكلوستريديوم، والإيروموناس هايدروفيلا».
وأضافت: «هذه العدوى قد يسببها نوع واحد من البكتيريا كالبكتيريا المكورة العقدية المقيحة (التي تعدّ السبب الأكثر شيوعًا لإلتهاب اللفافة الناخر)، وقد تسببها عدة أنواع من البكتيريا».

تبدأ إصابة الأنسجة الرخوة عندما تدخل البكتيريا الجسم، وعادةً من خلال الكشط أو الجرح غير المعقم، وبمجرد دخولها الجسم تبدأ بالنمو وإطلاق السموم، فتقوم السموم بقتل الأنسجة والتأثير على تدفّق الدم إلى المنطقة.
وبمجرد موت الأنسجة؛ تنتشر البكتيريا بسرعة في جميع أنحاء الجسم عن طريق مجرى الدم.

في حالة الإصابة بالبكتيريا المكورة العقدية المقيحة تنتج سمًا يعرف بالمستضد الفوقي، والذي ينشط نوع من خلايا الدم البيضاء والتي تعرف بالخلايا التائية، التي تسبب زيادة في إنتاج بروتينات تسمى سيتوكينات والتي تعيث فسادًا في الخلايا.

وقالت الدكتورة ماري: «عليك ألاّ تقلق من البكتيريا آكلة اللحم إن كنت تتمتع بجهاز مناعة سليم، وتعتني بالجروح بشكل صحيح، إذ أنّ هذه الأنواع من العدوى نادرة. كما أنه من الضروري التعرّف على أعراض العدوى والتحذير من نتائجها السيئة، للتعامل بوعي عند الحاجة للعناية الطبية».

إنّ الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة على وجه الخصوص هم الذين لديهم مناعة منخفضة أو أقل قدرة على الشفاء، كمرضى الكلى والسكري والسرطان.

الأعراض:

يمكن لأعراض البكتيريا آكلة اللحم أن تظهر في غضون ساعات من الإصابة. ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها؛ فإنّ الأعراض كالتالي:

1- وجع كألم الشدّ العضلي.
2- حرارة في الجلد.
3- ظهور وانتشار سريع لمناطق منتفخة حمراء أو أرجوانية اللون.
4- ظهور تقرّحات، وبثرات أو بقع سوداء على الجلد.
5- ألم حاد.
6- حمى.
7- قشعريرة.
8- إرهاق.
9- تقيؤ.

التشخيص والعلاج:

إنّ العلاج الفوري لالتهاب اللفافة الناخر ضروري لمنع الموت. وأحيانًا بإمكان المهني الطبي إجراء التشخيص من خلال النظر في الجرح، كما يتم طلب عدة اختبارات مثل: الأشعة المقطعية، واختبارات الدم أو خزعة من أنسجة الجلد.

يتضمن العلاج المضادات الحيوية القوية، والتي تعمل ضد نطاق واسع من الأمراض، والتي تعطى مباشرةً من خلال الوريد. وإجراء جراحة لتفريغ التقرحات وإزالة الأنسجة الميتة. وفي بعض الحالات تسمى جرعة الأجسام المضادة ب (الغلوبولينات المناعية المانحة)، للمساعدة في مكافحة العدوى. وقد يكون هناك حاجة إلى العلاج بالأكسجين تحت الضغط، والترقيع أو التطعيم الجلدي.

إذا تسببت العدوى بإحداث كمية حادة في موت الأنسجة، قد يقوم المهني الطبي ببتر الأطراف المصابة. وقد تكون هناك أيضًا حاجة إلى البتر لمنع المرض من الانتشار.

الوقاية:

أفضل طريقة لمنع عدوى البكتيريا آكلة اللحم هو التأكد أنّ الجروح يتم العناية بها بشكل صحيح. بالنسبة للجروح الصغيرة، يتم تنظيفها وإبقائها مغطاة بضمادات نظيفة وجافة حتى يتم شفاؤها.

إضافةً إلى تجنب استخدام الدردور المائي، وأحواض المياه الساخنة، وحمامات السباحة حتى يتم شفاء أي عدوى. وتحتاج الجروح العميقة إلى عناية طبية، ويجب إعطاء المضادات الحيوية لمنع انتشار البكتيريا من خلال طبقات الجلد.


إعداد: لينا إبراهيم
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر