متلازمة الرجل الأحمر هي رد الفعل السلبي الأكثر شيوعًا لدواء الفانكومايسين، وتُعرف أيضًا باسم متلازمة الرقبة الحمراء، وترجع التسمية إلى الطفح الأحمر الذي يتطور على الوجه والرقبة والجذع عند المصابين بهذه المتلازمة.

الفانكومايسين هو مضاد حيوي يستخدم غالبًا لعلاج الالتهابات الجرثومية الخطيرة بما في ذلك تلك التي تسببها المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، إذ يمنعها من تشكيل جدرانها الخلوية ما يؤدي إلى موتها، وهذا يمنع نمو المستعمرات الجرثومية ويوقف انتشار العدوى.

يمكن أيضًا استخدام الفانكومايسين لمن يعانون الحساسية لأنواع أخرى من المضادات الحيوية مثل البنسلين.

الأعراض:

العرض الرئيسي لمتلازمة الرجل الأحمر هو طفح جلدي أحمر شديد على الوجه والرقبة والجزء العلوي من الجسم، ويظهر الطفح عادةً أثناء التسريب الوريدي (IV) للفانكومايسين أو بعده، وغالبًا ما يزداد احتمال ظهور الطفح الجلديّ بزيادة سرعة تسريب الدواء.

عادةً ما يظهر الطفح الجلدي بعد 10 إلى 30 دقيقة من بداية إعطاء الفانكومايسين، وشوهدت حالاتٌ من ردود الفعل المتأخرة لدى الأشخاص الذين كانوا يتلقون العلاج بالفانكومايسين لأيام عدة.

قد في يكون رد الفعل التالي لتسريب الفانكومايسين في كثيرٍ من الحالات خفيفًا لدرجةٍ تحول دون ملاحظته، ولوحظت لدى كثيرٍ من المرضى أعراض عدم الراحة والإحساس بالحرق والحكة، وتشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا والأكثر خطورةً ما يلي:

  •  انخفاض ضغط الدم.
  •  ضيق في التنفس.
  •  دوار.
  •  صداع.
  •  قشعريرة.
  •  حمى.
  •  ألم صدري.

أسباب متلازمة الرجل الأحمر:

كان يعتقد الأطباء في البداية أن متلازمة الرجل الأحمر تنجم عن الشوائب الموجودة في مستحضرات الفانكومايسين، وكان يطلق على هذه المتلازمة في تلك الفترة لقب (طين ميسيسيبي)، إلا أن المتلازمة استمرت في الحدوث على الرغم من التحسينات الكبيرة في نقاء مستحضرات الفانكومايسين.

من المعروف الآن أن متلازمة الرجل الأحمر تنتج عن فرط تحفيز خلايا مناعية معينة في الجسم استجابةً للفانكومايسين، وتسمى هذه الخلايا باسم الخلايا البدينة، وهي نوع من أنواع الخلايا المناعية التي ترتبط بردود الفعل التحسسية، وتُنتج الخلايا البدينة عند التحفيز الزائد لها كميات كبيرة من مركب يسمى الهيستامين الذي يؤدي بدوره إلى أعراض متلازمة الرجل الأحمر.

ويمكن لأنواع أخرى من المضادات الحيوية أن تسبب متلازمة الرجل الأحمر في حالاتٍ نادرةٍ، مثل: السيبروفلوكساسين والسيفيبيم والريفامبين (أو الريفامبيسين).

عوامل الخطر:

عامل الخطر الرئيسي لتطور متلازمة الرجل الأحمر هو إعطاء الفانكومايسين عبر التسريب الوريدي بسرعة كبيرة، وللحد من خطر تطور المتلازمة يجب إعطاء الفانكومايسين ببطء على مدار ساعة واحدة على الأقل.

وُجِد أن متلازمة الرجل الأحمر تحدث بنسبة أعلى لدى الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة وخاصة عند الأطفال.

ويكون احتمال تطور متلازمة الرجل الأحمر الناتجة عن الفانكومايسين أعلى عند الذين أُصيبوا بها في السابق، ولكن لا يبدو أن شدة الأعراض تختلف بين الذين أُصيبوا بمتلازمة الرجل الأحمر في الماضي والذين يُصابون بها لأول مرة.

يمكن أن تفاقم بعض الأدوية أعراض متلازمة الرجل الأحمر عندما تُؤخذ بالتزامن مع الفانكومايسين مثل:

  •  أنواع أخرى من المضادات الحيوية، مثل: السيبروفلوكساسين أو الريفامبين.
  •  بعض المسكنات.
  •  بعض المرخيات العضلية.

ويحدث ذلك لأن هذه الأدوية يمكن أن تزيد من تحفيز الخلايا المناعية نفسها التي يحفزها الفانكومايسين، ما يؤدي إلى إمكانية حدوث رد فعلٍ أقوى.

يقلل إبطاء سرعة تسريب الفانكومايسين من خطر الإصابة بمتلازمة الرجل الأحمر، وفي حال الحاجة إلى العلاج المتكرر بالفانكومايسين فيجب أن يعطى بجرعاتٍ أصغر حجمًا وأكثر عددًا.

نسبة الشيوع:

توجد تقارير مختلفة تُبلغ عن حدوث متلازمة الرجل الأحمر، وقد وُجد أنها تحدث في أي مكانٍ في العالم عند 5٪؜ إلى 50٪؜ من الذين عُولِجوا بالفانكومايسين في المستشفى، ويُفسر هذا التباين الكبير في نسبة حدوثها بوجود العديد من الحالات الخفيفة التي قد لا يبلغ عنها دائمًا.

علاج متلازمة الرجل الأحمر:

عادة ما يظهر الطفح الجلدي المرتبط بمتلازمة الرجل الأحمر أثناء التسريب الوريدي للفانكومايسين أو بعده بفترة وجيزة، وتستمر المتلازمة عادةً حوالي 20 دقيقة بعد ظهور الأعراض، إلّا أنها قد تستمر في بعض الحالات لساعات عدة.

الخطوة الأولى في العلاج هي إيقاف تسريب الفانكومايسين فورًا بمجرد ظهور الإصابة بالمتلازمة، ثم تُعطى جرعة فموية من مضادات الهيستامين للمساعدة في تدبير الأعراض، وعندما تكون الحالة أكثر شدةً كأن يحدث انخفاضٌ في ضغط الدم فقد تكون هناك حاجةٌ إلى السوائل الوريدية أو الكورتيكوستيرويدات أو كليهما.

يجبب الانتظار حتى تحسن الأعراض قبل استئناف العلاج بالفانكومايسين، مع ضرورة إعطاء باقي الجرعات بسرعة تسريب أبطأ للحد من خطر تطور رد فعلٍ آخر.

الخلاصة:

غالبًا ما تحدث متلازمة الرجل الأحمر عند تسريب الفانكومايسين عبر الوريد بسرعة كبيرة، ولكنها قد تحدث أيضًا عند إعطاء الدواء بطرقٍ أخرى، والأعراض الأكثر شيوعًا هي الطفح الأحمر الشديد الذي يتطور على الجزء العلوي من الجسم مع الشعور بالحرق أو الحكة.

قلّما تكون أعراض متلازمة الرجل الأحمر خطيرة، ولكنها قد تكون غير مريحة، وتستمر الأعراض لفترة قصيرة ويمكن تدبيرها بمضادات الهيستامين، وتزيد الإصابة السابقة بالمتلازمة من احتمالية إعادة الإصابة بها لاحقًا، وفي حال الإصابة السابقة بها يجب إبلاغ الطبيب بذلك قبل تلقي العلاج بالفانكومايسين.

اقرأ أيضًا:

ما العلاقة بين المضادات الحيوية والحساسية؟

ربع وصفات المضادات الحيوية للأطفال والكبار قد تكون غير ضرورية

ترجمة: محمد بصل

تدقيق: نور عباس

المصدر