إليك ما نعرفه عن سلالات كوفيد-19 الرئيسية وإن كان ممكنًا للقاحات أن تحمي منها.

بدا في الأشهر القليلة الأولى من الجائحة أن سارس-كوف-2 -وهو الفيروس التاجي الذي يسبب كوفيد-19- لم يتحور ليعطي متغيراتٍ جديدة.

كان ذلك مريحًا حينها؛ إذ يكون علاج المرض-أو الوقاية منه- أسهل عندما لا يطور الفايروس متغيراتٍ جديدةً من نفسه، إلّا أن هذا تغير بسرعة عندما بدأ العلماء يلاحظون تغيرات جينية.

توجد الآن العديد من متغيرات فيروس كورونا المستجد منتشرةً في جميع أنحاء العالم، يشترك العديد منها بطفراتٍ محددة تجعلها أكثر عدوى وربما أكثر خطورة. على الرغم من تطورها بشكلٍ مستقل، أصبحت هذه المتغيرات أكثر انتشارًا وهيمنةً من الفيروس التاجي الأصلي في بعض المناطق والبلدان.

فيما يلي تقرير سريع عن سلالات الفيروس التاجي الرئيسية التي يجب معرفتها، والأمور المختلفة فيها، وما إذا كانت تشكل تهديدًا للجهد المستمر لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس.

هناك بعض المتغيرات أقل شيوعًا وانتشارًا، مثل متغيرات فيروس كورونا COH.20G/501Y و COH.20G/677H التي رُصدت لأول مرة في كولومبوس/أوهايو، وهي أقل انتشارًا من غيرها حاليًا ولا يوجد الكثير من البيانات المتاحة للمناقشة حولها.

1- متغير المملكة المتحدة

الاسم: B.1.1.7، ويُعرف أيضًا باسم 20I/501Y.V1 المتغير المرتبط بـ VOC 202012/01، ولكن يمكننا تسميته بمتغير المملكة المتحدة.

مكان اكتشافه: رُصد B.1.1.7 لأول مرة في المملكة المتحدة في ديسمبر عام 2020، عندما أجرى العلماء فحص التسلسل (PCR) للعينات التي جُمعت في سبتمبر، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه السلالة الأكثر شيوعًا في المملكة المتحدة.

أماكن انتشاره الحالية: انتشر المتغير بسرعة في جميع أنحاء العالم ورُصد على مستويات مختلفة في 94 دولة، بما في ذلك معظم الولايات الأمريكية.

الطفرات الهامة: يتميز B.1.1.7 ببعض الطفرات الرئيسية، والأكثر أهمية هو الحذف في المواضع 69 و 70 في الجينوم الفيروسي الذي يغير شكل البروزات البروتينية المعروفة باسم “البروتين الشوكي” التي تنتشر على سطح غلاف الفيروس.

ماذا يعني ذلك؟

يبدو أن البروتينات الشوكية المتحورة تجعل المتغير B.1.1.7 أكثر عدوى، تشير البيانات إلى أن المتغير أكثر قابلية للانتشار بنسبة 30 إلى 80٪؜ من الفيروس التاجي الأصلي، ما يعني أنه ينتشر بسهولة أكبر بين المضيفين الجدد، وتشير الأبحاث الأولية إلى أن B.1.1.7 أيضًا أكثر فتكًا، أو على الأقل يمكن أن يسبب حالات مرضية أشد.

ماذا بالنسبة للقاحات؟

لا توجد بيانات قوية حتى الآن تشير إلى أن اللقاحات المستخدمة حاليًا ستواجه أي مشكلة إضافية في الحماية من B.1.1.7.

2- متغير جنوب أفريقيا

الاسم: B.1.351، ويعرف أيضًا باسم 20H/501Y.V2.

مكان اكتشافه: اكتشف لأول مرة في خليج نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، في أكتوبر من العام 2020.

أماكن انتشاره الحالية: انتشر B.1.351 في الكثير من المناطق حول العالم، ورُصد حتى الآن في 48 دولة، ولا سيما في أمريكا الشمالية وأوروبا وحول جنوب أفريقيا.

الطفرات الهامة: يحتوي متغير جنوب أفريقيا وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، على ثماني طفرات في بروتيناته الشوكية، لكن ثلاثًا منها فقط تبدو مهمة، والجدير بالذكر أن حذف المواقع 69 و 70 في متغير المملكة المتحدة غير موجود هنا.

ما يجب أن تعرفه عن متغيرات فيروس كورونا الخمسة المنتشرة في العالم - هل يمكن للقاحات أن تحمينا من سلالات كوفيد-19 الجديدة التي ظهرت مؤخرا؟

ماذا يعني ذلك؟

يبدو B.1.351 أكثر عدوى مثل متغير المملكة المتحدة، لكن لا يبدو أنه يزيد من شدة الأعراض. أشارت بعض الأبحاث الأولية إلى أن بروتيناته الشوكية المتحورة، وخاصةً طفرة E484K قد تجعل الأجسام المضادة المشكَّلة ضد الفيروس التاجي الأصلي غير فعالة تجاه هذا المتغير، أو قد تمنع الجهاز المناعي من التعرف على الفايروس، ما يزيد من احتمال أن يعيد المتغير إصابة الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل وتعافوا من سلالة مختلفة من الفيروسات التاجية.

ماذا بالنسبة للقاحات؟

من الناحية النظرية، قد لا تؤمّن اللقاحات الحالية المصممة ضد فيروس كورونا الأصلي حمايةً من هذا المتغير بما أنه قادر على تجنب الاستجابة المناعية الموجهة ضد الفيروس الأصلي، ولكن هذا مجرد تخمين في الوقت الحالي. لحسن الحظ، أظهرت دراسة أولية أن لقاح فايزر قد يحمي من المتغير الجنوب أفريقي، ولكن ربما ليس بنفس فعالية حمايته من الفيروس التاجي الأصلي.

3- المتغير البرازيلي

الاسم: P.1، ويعرف أيضًا باسم 20J/501Y.3

مكان اكتشافه: اكتشف هذا المتغير في 6 يناير 2021، عندما وصل أربعة مسافرين من البرازيل إلى مطار بالقرب من طوكيو وكانت مسحاتهم إيجابية، ونتيجة لذلك، قدم المسؤولون افتراضًا معقولًا بأنّ هذا المتغير كان ينتشر بالفعل في البرازيل، حيث يسبب حاليًا تفشيًا واسع النطاق في مدينة ماناوس.

أماكن انتشاره الحالية: رُصد متغير P.1 في 25 دولة والعديد من الولايات الأمريكية، ويعمل المسؤولون في المملكة المتحدة على كبح تفشي هذا المتغير قبل أن ينتشر في أنحاء البلاد.

الطفرات الهامة: يوجد حتى الآن متغيران فرعيان للمتغير البرازيلي معروفان باسم 28-AM-1 و 28-AM-2، إلا أنهما يبدوان متشابهين وظيفيًا، وتتشارك متغيرات فيروس كورونا الفرعية هذه أهم طفرات المتغير البرازيلي وهي K417T و E484K و N501Y، وتوجد هذه الطفرات جميعها في جزء من البروتين الشوكي الذي يرتبط بالمستقبلات على الخلايا المضيفة، وذلك وفقًا لمركز CDC.

ماذا يعني ذلك؟

يبدو أن هذه الطفرات تجعل الأجسام المضادة الطبيعية التي تشكلت سابقًا ضد الفيروس التاجي الأصلي غير فعالة ضد هذا المتغير، وهذا يعني أن المتغير البرازيلي قد يصيب الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل وتعافوا من سلالة مختلفة من الفيروس التاجي، إلا أن هذه البيانات تعتمد على دراسات أولية لم يتم التحقق منها بالكامل، ويتطلب الأمر مزيدًا من العمل لإصدار بيانٍ شاملٍ في هذا الصدد.

ماذا بالنسبة للقاحات؟

قد يكون المتغير P.1 قادرًا على إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بأحد اللقاحات المتوفرة حاليًا، ولكن إثبات ذلك يتطلب التحقق من الدراسات الأولية التي أجريت حول هذا الأمر.

4- متغير لوس أنجلوس

الاسم: CAL.20C، ويعرف أيضًا باسم 20C/S:452R;/B1429

مكان اكتشافه: ظهر المتغير CAL.20C لأول مرة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، لكن لم يُرصد وجوده مرةً أخرى حتى شهر سبتمبر، ولم ينتشر فعليًّا حتى شهر نوفمبر.

أماكن انتشاره الحالية: اقتصر وجود متغير لوس أنجلوس لفترة من الوقت على جنوب ولاية كاليفورنيا، ويمكن العثور عليه الآن في العديد من الولايات الأمريكية وفي 17 دولة أخرى.

الطفرات الهامة: يوجد لدى متغير لوس أنجلوس عدد قليل من الطفرات المميزة، لكن يبدو أن طفرات L452R و W152C تؤثر على البروتين الشوكي بشكل مشابه لطفرات متغيرات فيروس كورونا الأخرى.

ماذا يعني ذلك؟

تشير البيانات الأولية إلى أن طفرات البروتين الشوكي تجعل المتغير أكثر قابليةً للانتقال، وتزيد من قدرته على الالتصاق بالخلايا المضيفة.

ماذا بالنسبة للقاحات؟

لا توجد معلومات كافية حتى الآن.

5- متغير حيوان المنك الدنماركي

الاسم: Cluster 5، ويعرف أيضًا باسم ΔFVI-spike.

مكان اكتشافه: رُصد هذا المتغير أول مرة لدى البشر المخالطين لحيوان المنك في الدنمارك في شهر سبتمبر عام 2020.

أماكن انتشاره الحالية: ربما لا ينتشر هذا المتغير الآن في أي مكان، وقد أُعلِن في نوفمبر 2020 أنه انقرض على الأرجح.

الطفرات الهامة: كان للمتغير الدنماركي طفرة في الموقعين 69 و 70 تمامًا كمتغير المملكة المتحدة، بالإضافة إلى القليل من الطفرات الأخرى.

ماذا يعني ذلك؟

ربما تكون هذه السلالة أقل حساسية للأجسام المضادة، ما يقلل من قدرة جهازنا المناعي على مواجهة العدوى المحتملة بهذا المتغير.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للقاحات؟

ربما تكون اللقاحات أقل فعالية، لكن قد لا يكون هناك داعٍ للقلق بشأن ذلك؛ إلا اذا ظهرت هذه السلالة مجددًا بشكل مفاجئ.

اقرأ أيضًا:

لماذا تفشت سلالات فيروس كورونا الجديدة حول العالم بهذه السرعة؟

ماذا نعرف عن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد؟

ترجمة: محمد أحمد بصل

تدقيق: نايا بطّاح

المصدر