تُعرف متلازمة هورنر أيضًا باسم الشلل الودي العصبي أو متلازمة برنارد هورنر. هي مجموعة أعراض تحدث عندما يكون هناك اضطراب في مسار الأعصاب التي تمتد من الدماغ إلى الوجه. تُعدّ هذه المتلازمة نادرة نوعًا ما، ويمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي للأشخاص في أي عمر.

أعراض متلازمة هورنر

تؤثر أعراض متلازمة هورنر عادةً على جانب واحد فقط من وجهك. وقد تواجه مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك ما يلي:

  •  أن يكون بؤبؤ إحدى العينين أصغر من الثاني ويبقى أصغر.
  •  بؤبؤ العين التي تعاني من الأعراض لا يتوسع في غرفة مظلمة أو يتوسع ببطء شديد. ولذلك قد يصعُب عليك أن ترى في الظلام.
  •  قد يتدلى جفنك العلوي، ويسمى ذلك (تدلي الجفون-Ptosis).
  •  قد يبدو جفنك السفلي مرتفعًا قليلًا.
  •  قد يكون لديك نقص في التعرق على جانب واحد أو منطقة واحدة من الوجه. وهذا ما يسمى انعدام التعرق.
  •  قد يكون للرُضّع لون قزحية أفتح في العين المصابة.
  •  قد لا يعاني الأطفال من الاحمرار أو (البَيغ-Flushing) على الجانب المصاب من وجوههم.

ما هي الأسباب المحتملة؟

السبب العام لمتلازمة هورنر هو تلف مسار العصب بين الدماغ والوجه فيما يسمى الجهاز العصبي الودي. يتحكم هذا الجهاز العصبي في وظائف كثيرة، منها حجم البؤبؤ ومعدل ضربات القلب وضغط الدم والتعرق وغيرها. يتيح هذا النظام لجسمك الاستجابة بشكل صحيح لأية تغيرات في البيئة من حولك.

هناك ثلاثة أقسام مختلفة لهذا المسار العصبي، أي ثلاث خلايا عصبية، والتي قد تتضرر في متلازمة هورنر، وتسمى الخلايا العصبية من الرتبة الأولى، والخلايا العصبية من الرتبة الثانية، والخلايا العصبية من الرتبة الثالثة. كل قسم يمكن أن يتضرر نتيجة مجموعة مختلفة من الأسباب المحتملة.

ينتقل مسار الخلايا العصبية من الرتبة الأولى من قاعدة الدماغ إلى قمة الحبل الشوكي. قد يكون سبب تلفها ما يلي:

  •  صدمة في الرقبة.
  •  السكتة الدماغية.
  •  الأورام.
  •  أمراض مثل التصلب المتعدد الذي يؤثر على الغطاء الخارجي الحامي للخلايا العصبية.
  •  تجويف أو كيس العمود الفقري.

يمتد مسار الخلايا العصبية من الرتبة الثانية من العمود الفقري، فوق منطقة الصدر العليا، إلى جانب الرقبة. قد يكون سبب التلف فيها ما يلي:

  •  جراحة تجويف الصدر.
  •  تضرر الأوعية الدموية الرئيسية للقلب.
  •  ورم على الغطاء الخارجي الحامي للخلايا العصبية.
  •  سرطان الرئة.
  •  إصابة رضّية.
  • يمتد مسار الخلايا العصبية من الرتبة الثالثة من الرقبة إلى جلد الوجه والعضلات التي تتحكم بالقزحية والجفون. قد يكون سبب التلف فيها ما يلي:
  •  إصابة أو تلف إما الشريان السباتي أو الوريد الوداجي على جانب رقبتك.
  •  الصداع الشديد، بما في ذلك الصداع النصفي ”الشقيقة“ والصداع العنقودي.
  •  خمج أو ورم في قاعدة جمجمتك.

تشمل الأسباب الشائعة لإصابة الأطفال بمتلازمة هورنر ما يلي:

  •  الورم الأرومي العصبي، وهو ورم في الجهاز الهرموني والعصبي.
  •  إصابة أثناء الولادة لأكتافهم أو رقبتهم.
  •  الخلل الخلقي في الشريان الأبهر للقلب.

هناك أيضًا ما يسمى بمتلازمة هورنر مجهولة السبب. أي أن سببها غير معروف.

كيف يتم تشخيص متلازمة هورنر ؟

تشخّص متلازمة هورنر على مراحل. يبدأ الطبيب أولًا بالفحص البدني ويتنبّه لأعراضك، وفي حالة الاشتباه بمتلازمة هورنر، يحيلك إلى طبيب عيون.

سيجري طبيب العيون اختبار قطرة العين لمقارنة استجابة البؤبؤين. إذا حددت نتائج هذا الاختبار أن الأعراض ناتجة عن تلف الأعصاب، فستُجرى اختبارات أُخرى، وستُسدخدم هذه الاختبارات الإضافية للعثور على السبب الكامن وراء التلف. بعض هذه الاختبارات الإضافية قد تشمل:

  •  التصوير بالرنين المغنطيسي.
  •  التصوير المقطعي المحوسب.
  •  الأشعة البسيطة.
  •  فحوصات الدم.
  •  اختبارات البول.

خيارات العلاج

لا يوجد علاج محدد لمتلازمة هورنر. إنما تُعالج الحالة التي تسببت في متلازمة هورنر. في بعض الحالات، إذا كانت الأعراض خفيفة، فلا حاجة إلى علاج.

المضاعفات والحالات المرتبطة بها

هناك بعض الأعراض الخطيرة لمتلازمة هورنر التي يجب عليك مراقبتها. إذا ظهرت، فيجب الاتصال بالطبيب على الفور. تشمل هذه الأعراض الخطيرة:

  •  الشعور بالدوار.
  •  مشاكل في الرؤية.
  •  آلام الرقبة أو الصداع المفاجئ والشديد.
  •  ضعف العضلات أو عدم القدرة على التحكم في حركات عضلاتك.

حالات أخرى يمكن أن يكون لها أعراض مشابهة لمتلازمة هورنر. هذه الحالات هي (متلازمة آدي-Adie) (ومتلازمة فالينبيرغ-Wallenberg).

متلازمة آدي

وهي اضطراب عصبي نادر يصيب العين أيضًا. عادة، يكون البؤبؤ أكبر في العين المصابة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يبدو أصغر فتختلط بمتلازمة هورنر. سيسمح الفحص الإضافي لطبيبك بتأكيد تشخيص متلازمة أدي.

متلازمة فالينبيرغ

هي أيضًا اضطراب نادر سببه جلطة دموية. بعض أعراضها تحاكي متلازمة هورنر، ومع ذلك، فإن المزيد من الاختبارات ستُظهر أعراضًا أخرى وأسبابًا تجعل الطبيب يؤكد هذا التشخيص.

الآفاق والإنذار

إذا كنت تعاني من أيٍ من أعراض متلازمة هورنر، فمن الضروري أن تحدد موعدًا مع أخصائي طبي. إن الحصول على تشخيص مناسب وإيجاد السبب وراء المتلازمة أمران في غاية الأهمية. حتى لو كانت الأعراض خفيفة، فقد تكون معالجة السبب الأساسي أمرًا مُلحًّا.

اقرأ أيضًا:

المتلازمة الكبدية الكلوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

متلازمة النفق الرسغي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

متلازمة غاردنر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

متلازمة بروغادا: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: إياد رشيد الشاعر

تدقيق: عون حداد

المصدر