أمر عدم الإنعاش:

أمر عدم الإنعاش أو DNR order هو أمر طبي يكتبه طبيب يطلب فيه من مقدِّمي الرعاية الصحية عدم القيام بالإنعاش القلبي الرئوي CPR للمريض في حال توقّف تنفّسه أو قلبه.

يتمّ إعداد أمر عدم الإنعاش قبل حدوث حالة الطوارئ، ويسمح للمريض باختيار ما إذا كان يريد الحصول على إنعاش قلبي رئوي في الحالات الطارئة أم لا، وهو أمر خاصٌّ فقط بالإنعاش القلبي الرئوي ولا يحوي أيّة أوامر أو تعليمات بخصوص العلاجات الأخرى مثل تسكين الألم أو التغذية أو الأدوية الأخرى.

يكتب الطبيب الأمرَ فقط بعد الحديث والنقاش مع المريض في حال كان ذلك ممكنًا، وفي حال تعذّر النقاش مع المريض يجب أن يكون القرار بعد الحديث مع وكيل المريض أو عائلته.

الأطباء والعاملون في الكادر الطبي هم الأكثر اختيارًا لإنشاء أمر عدم الإنعاش مقارنة بالأشخاص من خارج المجال الطبي وذلك لأنّهم يعرفون ويشاهدون يوميًّا ما لا يشاهده الإنسان العادي، ويعلمون أنّ نسبة نجاح الإنعاش بالنسبة للمريض المتقدّم في السن هي 18-20% في أحسن الأحوال، وأنه بعد نهاية الإنعاش بنجاح فهنالك نسبة مهمّة جدًّا لإمكانية حدوث أذية دماغية نتيجة نقص التروية وإمكانية حدوث كسور الأضلاع وأذيتها لأحشاء الصدر والبطن نتيجة الضغط على الصدر أثناء عملية الإنعاش.

ما هو الإنعاش؟

إنّ الإنعاش القلبي الرئوي هو العلاج الذي يتلقّاه المريض عندما يتوقف تنفّسه أو تدفّق الدم لديه وقد يتضمّن:

  • إجراءات بسيطة مثل التنفس الاصطناعي «فم إلى فم» والضغط على الصدر.
  • الصدمة الكهربائية لإعادة نظم القلب الطبيعي.
  • أنابيب التنفّس لفتح الطريق الهوائي.
  • الأدوية.

اتخاذ القرار:

في حال كنت قريبًا من نهاية حياتك أو لديك مرض لن يتحسّن أو يُشفى، فبإمكانك أن تختار فيما إذا كنت تريد الحصول على الإنعاش القلبي الرئوي في الحالات الطارئة.

في حال كنت تريد الحصول على الإنعاش، فليس عليك القيام بأيّ شيء، أمّا في حال كنت تريد عدم الحصول على إنعاش، فعليك التحدّث مع طبيبك والتنسيق معه لإعداد أمر عدم الإنعاش.

هذا القرار قد يكون صعبًا بالنسبة لك وللأشخاص المحيطين بك وليس هنالك قاعدة صارمة وسريعة حول ما قد تختاره.

فكّر في المشكلة في الوقت الذي تكون فيه ما زلت قادرًا على اتّخاذ قراراتك بنفسك، تعلّم أكثر عن حالتك الطبية وما المتوقّع لك في المستقبل، وتحدّث مع طبيبك حول إيجابيات وسلبيات الإنعاش القلبي الرئوي.

يمكن أن يكون أمر عدم الإنعاش جزءًا من خطّة رعاية المسنين، والتركيز في هذه الخطة للرعاية هو ليس بهدف إطالة الحياة، ولكن لعلاج أعراض مثل الألم أو ضيق التنفس والحفاظ على راحة المريض.

في حال كان لديك أمر DNR، فيحقّ لك دائمًا أن تغيّر رأيك وتطلب الحصول على الإنعاش في الحالات الطارئة.

كيف يتمّ إعداد أمر عدم الإنعاش؟

  • في حال قرّرت الحصول على أمر عدم الإنعاش، فيجب عليك الحديث مع طبيبك أو فريق الرعاية الصحية حول رغبتك، وقد يستجيب طبيبك لطلبك ويحقّق رغبتك، أو قد ينقل رعايتك إلى طبيب أخر لينفّذ رغبتك.
  • في حال كنت مريضًا في المشفى أو دار رعاية المسنين، يجب أن يوافق طبيبك على تسوية أيّ خلافات لكي تُنفَّذ رغبتك.
  • يمكن للطبيب أن يملأ الاستمارة من أجل ترتيب أمر عدم الإنعاش.
  • يكتب الطبيب أمر عدم الإنعاش في ملفّك الطبي في حال كنت في المشفى.
  • يمكن لطبيبك أن يخبرك كيف تحصل على بطاقة عدم إنعاش توضع في المحفظة أو سوار خاصّ أو أي مستندات أخرى خاصّة بأمر عدم الإنعاش في المنزل أو في أماكن خارج المستشفيات.

تأكّد من:

  • تضمين رغبتك ضمن توكيل الرعاية الصحية الخاصّ بك.
  • تبليغ وكيل الرعاية الصحية وعائلتك بالقرار الذي اتّخذته.
  • في حال أردت تغيير رأيك، تحدّث مع طبيبك أو فريق الرعاية الصحية على الفور، وأخبر أيضًا عائلتك ومقدّمي الرعاية الصحية بقرارك، وقم بإتلاف أيّ وثائق لديك تتضمن أمر عدم الإنعاش.

متى تكون غير قادر على اتخاذ القرار:

قد تكون بسبب مرض أو إصابة ما غير قادر على حسم رغبتك حول الحصول على الإنعاش من عدمه، لذا:

  • في حال كان طبيبك قد كتب أمر عدم الإنعاش مسبقًا بناءً على طلبك، فقد لا تتجاوز عائلتك هذا الأمر.
  • قد تكون وكّلت شخصًا ليتحدّث باسمك ويقرّر نيابةً عنك، مثل وكيل رعاية صحية، وفي هذه الحالة فإنّ هذا الشخص أو الوصي القانوني من الممكن أن يوافق على أمر عدم الإنعاش لك.
  • في حال لم تكن قد سمّيت أحدًا ليتحدّث نيابة عنك، فيمكن لعضو من عائلتك أو أحد اصدقائك أن يوافق على أمر عدم الإنعاش الخاصّ بك، ولكن فقط عندما تكون غير قادر على اتخاذ القرارات الطبية الخاصة بك والمتعلقة بصحتك.

وفي الواقع، في حال توقّف قلبك في الشارع لا في المشفى، فمن الممكن لأحد المارة أن يقدّم لك الإنعاش القلبي الرئوي بغضّ النظر عن رغبتك بعدم الحصول عليه، وبعد ذلك لا يواجه أي تبعات قانونية أو عقوبات، فإنّ أفراد الطاقم الطبي فقط هم الملزمون بأمر عدم الإنعاش.


  • ترجمة: أنس حاج حسن
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر