ما هي مجموعة العشرين؟

مجموعة العشرين Group of 20 أو اختصارًا G-20 هي تجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لأكبر 19 اقتصادًا في العالم، إضافةً إلى الاتحاد الأوروبي. تشكلت هذه المجموعة سنة 1999، وفُوضت لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي والتجارة الدولية والتنظيم التشريعي للأسواق المالية.

مجموعة العشرين هي منتدى اقتصادي وليست كيانًا تشريعيًّا، لذا فإن قراراتها ليست ملزمة، لكنها مؤثرة في سياسات الدول والتعاون الدولي.

تُشكل اقتصادات المجموعة معًا نحو 90% من الناتج الاجمالي العالمي، و80% من التجارة الدولية، ونحو ثلثي سكان العالم.

بعد القمة الافتتاحية لقادة دول مجموعة العشرين عام 2008، أعلن هؤلاء القادة أن المجموعة سوف تحل محل مجموعة الثماني باعتبارها مجلسًا اقتصاديًّا دوليًّا.

اهتمامات مجموعة العشرين

تتفق الموضوعات محل النقاش في مجموعة العشرين مع الاهتمامات الاقتصادية العالمية لدولها الأعضاء. تركز النقاشات أساسًا على استدامة الثبات المالي العالمي والديون السيادية، وهي أكثر الموضوعات تكرارًا في اجتماعات القمة، إلى جانب نقاشات أخرى حول نمو الاقتصاد العالمي والتنظيم التشريعي للأسواق المالية.

عكست أولويات جدول أعمال قمة أوساكا 2019 اهتمامات متباينة. اقترحت اليابان -باعتبارها مضيف القمة- التركيز على موضوعات الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار والابتكار والبيئة والطاقة والبطالة ودعم المرأة والتطوير والصحة.

في حين اقترحت الأرجنتين التركيز على موضوعات مستقبل الأعمال والبنية التحتية للتطوير واستدامة مستقبل الطعام والتنظيم التشريعي للعملات المُشفَّرة والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. طُرح الموضوعان الأخيران بالفعل في قمة أوساكا 2019، وربما طُرحا مجددًا في قمة الرياض 2020، وإيطاليا 2021، ونيودلهي 2022.

مجموعة العشرين G-20: ما سياساتها وإلى ماذا تهدف؟ - تجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لأكبر 19 اقتصادًا في العالم

مجموعة العشرين مقابل مجموعة السبع

تضم مجموعة العشرين الدول الأعضاء بمجموعة السبع، التي تشكلت سنة 1975، وضمت الاقتصادات الأكبر في العالم آنذاك، وهي فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا. عُقدت اجتماعات مجموعة السبع سنويًّا واهتمت بالشؤون الاقتصادية والمالية الدولية.

تتميز مجموعة السبع عن مجموعة العشرين، إلى جانب كونها الأقدم، بأنها تجمُّع سياسي لا اقتصادي فقط، إذ تضم الاجتماعات -إلى جانب وزراء المالية – قادة الدول (الرؤساء أو رؤساء الحكومات). ومع ذلك، فقد اتجهت المجموعة نحو عقد قمم تضم القادة السياسيين إلى جانب وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية.

تشكلت مجموعة السبع حصرًا من دول متقدمة، بينما لم تكن الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في مجموعة العشرين كذلك. في الحقيقة، كانت الحاجة إلى تأسيس منتدى يضم دولًا نامية إلى جانب الدول المتقدمة هي الدافع لتكوين مجموعة العشرين من الأساس.

روسيا ومجموعةُ العشرين

كان لمجموعة السبع ومجموعة العشرين موقفين مختلفين حول عضوية روسيا لكل منهما، وذلك بعد التدخل الروسي في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم. انضمت روسيا رسميًّا لمجموعة السبع سنة 1998 لتصبح بذلك مجموعة الثماني. وقد علقت المجموعة عضوية روسيا بعد الأزمة الأوكرانية، ما دفع روسيا إلى الخروج من المجموعة رسميًّا سنة 2017.

أما في قمة مجموعة العشرين في بريسبن بأستراليا سنة 2014، فقد اقترحت أستراليا منع روسيا من حضور القمة بسبب الأزمة الأوكرانية، لكن دون خروجها من المجموعة، ويرجع الموقف الروسي القوي في المجموعة جزئيًّا إلى الدعم القوي الذي تحظى به من البرازيل والهند والصين، وهو ما يُعرف بمجموعة BRIC.

العضوية والقيادة

تتكون مجموعة العشرين من أعضاء مجموعة السبع، إضافةً إلى كل من: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، والصين، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، وروسيا، والسعودية، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا. إضافةً إلى ذلك تدعو المجموعة بعض الدول لتكون ضيوفًا على فعالياتها.

إسبانيا مثلًا ضيف دائم على فعاليات مجموعة العشرين، إضافةً إلى مقعد لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومقعدين لضيفين إفريقيين، يمثل أحدهما الاتحاد الإفريقي، ويمثل الآخر منظمة شراكة التنمية الإفريقية، ومقعد إضافي لدولة يدعوها رئيس الدولة المستضيفة لمجموعة العشرين، وتنتمي غالبًا إلى نفس القارة.

مثلًا، دُعي كل من هولندا، وإسبانيا، وسنغافورة، وفييتنام لحضور قمة أوساكا باليابان 2019. أيضا تُوجه الدعوة إلى عدد من المنظمات الدولية وهي صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الثبات المالي، ومنظمة التجارة العالمية.

يتم اختيار الدولة رئيس مجموعة العشرين من أربع مجموعات من الدول الأعضاء بالتناوب، بعد الاتفاق الداخلي بين دول كل مجموعة على مرشح لها.

الانتقادات الموجهة إليها

منذ نشأتها، ثار جدل حول مجموعة العشرين، وتعلق بأمور الشفافية والمساءلة، وجذبت الانتقادات الانتباه لغياب ميثاق رسمي لمجموعة العشرين، ولحقيقة أن كل اجتماعاتها تتم خلف أبواب مغلقة.

تضمنت الانتقادات الأخرى للمجموعة تشجيع المجموعة لاتفاقيات التجارة الحُرة، الداعمة للشركات العملاقة، المسؤولة بدورها -من وجهةُ نظر المحتجين- عن أزمات مثل التغيرات المناخية وغياب العدالة الاجتماعية وتهديد الديموقراطية.

أيضا طالت سهام النقد سياسات العضوية بمجموعة العشرين، ووُصفَت بالتعنت. وأشار المنتقدون إلى سياسة المجموعة فيما يتعلق باختيار الضيوف، خاصة الدول الإفريقية، إذ وصف المحتجون هذه السياسة بأنها مجرد جهود شكلية للإيحاء بالتنوع الاقتصادي في المجموعة.

وهو ما تحدث عنه سابقًا الرئيس أوباما إذ قال: «يرغب الجميع في الانضمام إلى أصغر مجموعة ممكنة، لكننا نتحدث عن مجموعة تضم أكبر 21 اقتصادًا في العالم، ومع ذلك يشعر الكثيرون بالظلم لعدم انضمامهم».

اقرأ أيضًا:

مجموعة صغيرة من الشركات تتحكم في مصير العالم

التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب ضد الصين تضرب الطبقة الفقيرة بأمريكا بقوة

ترجمة: أحمد السقا

تدقيق: سلمى عفش

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر