تشهد مبيعات السماعات اللاسلكية ازدهارًا كبيرًا، إذ تُقدَّر مبيعات شركة أبل وحدها بنحو مئة مليون سماعة لاسلكية في عام 2020، ومع ذلك يميل الناس إلى ارتداء سماعات الأذن مدة أطول مقارنة بالسماعات اللاسلكية. نتيجةً لذلك، يمكن ملاحظة أن الأذنين أصبحتا أكثر لزوجة. هل هذا شائع؟ وماذا يحدث للأذنين عند ارتداء سماعات الأذن التقليدية؟

رغم توفر سماعات الأذن اللاسلكية حديثًا في الأسواق، لكن هنالك كثير من الأبحاث العلمية الهادفة إلى معرفة التأثيرات بعيدة الأمد لاستخدام مساعدات السمع، التي تمتلك آلية مشابهة في حالات عدة. يوضّح هذا البحث أن الاستخدام طويل الأمد للأجهزة داخل الأذن، قد يسبب مشكلات في شمع الأذن.

وظائف شمع الأذن

يُعد إنتاج شمع الأذن (الصملاخ) عملية طبيعية لدى البشر وكثير من الثدييات الأخرى، إذ يجب وجود طبقة رقيقة من الشمع قرب فتحة قناة الأذن. تُعد المفرزات الشمعة في الأذن مضادة للمياه، وتشكِّل طبقة حامية للأذن، فهي ترطّب جلد قناة الأذن الخارجية، وتحمي الأذن من العدوى، وتشكِّل حاجزًا يمنع الحشرات والجراثيم والماء من دخول الأذن.

يتمتع شمع الأذن المبلل بلون بني وبنية لزجة، في حين يأخذ النوع الجاف اللون الأبيض. يُعد شمع الأذن واقيًا وحاجزًا مهمًا، فقد أشارت تقارير قديمة في القرن التاسع عشر إلى استخدامه بلسمًا للشفاه المتشققة.

تأثيرات سماعات الأذن على هذا النظام

تنظف الأذن نفسها بنفسها، وتؤدي وظيفتها دون انقطاع، لكن مساهمة أية مادة في منع الانتقال الطبيعي لشمع الأذن إلى الخارج قد يسبب مشكلات. لا يؤدي الاستخدام الطبيعي للأجهزة ضمن الأذن في كثير من الأحيان إلى حدوث مشكلة، ولكن قد يؤدي الاستخدام المفرط -نحو يوم كامل- لسماعات الأذن إلى:

  •  ضغط شمع الأذن؛ ما يجعله أقل سيولة وتزداد مصاعب نقله طبيعيًا إلى خارج الأذن.
  •  ضغط شمع الأذن إلى درجة حدوث التهابات؛ ما يؤدي إلى هجرة كريات الدم البيض إلى منطقة الشمع، ونتيجةً لذلك يزداد عدد الخلايا الموجودة في منطقة الانسداد الشمعي.
  •  التأثير السلبي على تدفق الهواء وإيقاف تجفيف شمع الأذن الرطب، إذ يؤدي استمرار التصاق شمع الأذن على جلد قناة الأذن الخارجية مدة طويلة إلى تراكمه.
  •  احتجاز العرق والرطوبة في الأذنين؛ ما يجعلها أكثر عرضة للالتهابات الجرثومية والفطرية.
  •  تشكيل حاجز يمنع الانتقال الطبيعي لشمع الأذن؛ ما يؤدي إلى تحفيز عمل الغدد الإفرازية وزيادة إنتاج شمع الأذن.
  •  تقليل مستوى النظافة العامة في الأذن، في حالة تجاهل تنظيف سماعات الأذن دوريًا وبطريقة صحيحة، وفي حالة تلوثها بالجراثيم أو العوامل المعدية.
  •  إلحاق الضرر بالسمع في حال رفع مستوى صوت السماعات إلى حد كبير.
  •  يؤدي تراكم كميات كبيرة من شمع الأذن إلى مشكلات سمعية، إلى جانب عدد من الأعراض الأخرى؛ مثل: الألم والدوار وطنين الأذن والحكّة.

استخدم سماعات الرأس فوق الأذن

في حال استخدام السماعات مدة طويلة، يؤدي ذلك إلى تدفق كمية أكبر من الهواء الإضافي مقارنةً بسماعات الأذن التقليدية، علمًا أن هذا الحل ليس جيدًا بمقدار جودة ترك الأذنين مفتوحتين للهواء الخارجي، وتبقى إمكانية تراكم شمع الأذن قائمة. نظرًا إلى وجود سماعات الرأس فوق الأذنين خارج قناة الأذن، فإن احتمالية ضغط شمع الأذن أو دخول الجراثيم أو مسببات الأمراض الأخرى إلى الأذن، ستنخفض.

أفضل طريقة للتحكم بشمع الأذن في أغلب الحالات هي تركه كما هو، إذ لا يُنصح باستخدام أعواد القطن بصفة متكررة؛ لأن هذا الفعل يجبر شمع الأذن على الرجوع خلفًا إلى قناة الأذن.

إن لبعض الطرق التقليدية آثار سلبية؛ مثل: قطرات زيت الزيتون أو شموع الأذن.

إذا كان هناك معاناة من تراكم شمع الأذن أو مخاوف تتعلق بالسمع فسيكون لدى طبيب الأسرة مجموعة من خيارات العلاج للمساعدة، وقد يُوجَّه الشخص أيضًا إلى الخدمة الصحية الصحيحة في حال تطلب الأمر تدبيرًا طويل الأمد.

بدايةً، ينظر الطبيب إلى الأذن بأداة خاصة تُدعى منظار الأذن، ثم يحدد الانسدادات أو المشكلات الوظيفية الموجودة.

تتمتع الأذن بآلية رائعة للتنظيف الذاتي، ويجب علينا أن نسمح بحدوث ذلك طبيعيًا، تكون سماعات الأذن جيدة في معظم الحالات ولكن في جميع الأحوال يجب علينا تقليل مدة ارتدائها. وفي نهاية هذا المقال، ننصح بالحفاظ على مستوى الصوت ليكون في مستويات آمنة دائمًا.

اقرأ أيضًا:

اثنتا عشرة طريقة لإخراج الماء من الأذنين

هز الرأس لإخراج الماء من الأذنين قد يسبب إصابات دماغية

ترجمة: حسن دعبول

تدقيق: إيناس خير الدين

مراجعة: حسين جرود

المصدر