عمّ تعبر مستويات الأكسجين في الدم ؟

تُظهر مستويات الأكسجة في الدم كمية الأكسجين التي تحملها الكريات الحمراء، إذ ينظم الجسم مستويات الأكسجين في الدم بدقة، ومن الضروري المحافظة على نسبة متوازنة دقيقة للدم المشبع بالأكسجين للصحة عمومًا.

لا داعي لفحص مستويات الأكسجة في الدم لمعظم الأطفال والبالغين، ولا يطلب الطبيب هذا الفحص غالبًا، إلا إذا كانت هناك علامات لمشكلة ما كصعوبة التنفس والآلام الصدرية. ولكن يجب على الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنةً فحص مستويات الأكسجة لديهم، مثل الذين يعانون أمراض القلب والربو والانسداد الرئوي المزمن. ففي هذه الحالات، يستخدم الطبيب مستويات الأكسجة في الدم لتقييم مدى فعالية العلاج أو وجوب تعديله.

كيف تقاس مستويات أكسجة الدم؟

تقاس بطريقتين:

فحص الغازات الدموية الشريانية:

هو فحص دموي يقيس مستويات الأكسجين في الدم ، ويكشف مستويات الغازات الأخرى في الدم، بالإضافة إلى قياس حموضة الدم، وهو فحص دقيق غير غازٍ.

ولإجرائه يسحب الطبيب الدم من شريان لا من وريد، فالشرايين بعكس الأوردة، تملك نبضًا محسوسًا، والدم المسحوب من الشرايين هو دم مؤكسج بخلاف الدم الوريدي.

يُستخدم الشريان الذي في الرسغ لأن جسه أسهل من باقي مناطق الجسم، ومع ذلك قد يصعب سحب الدم من هذه المنطقة مقارنةً بالوريد القريب من بالمرفق؛ لأن الشرايين أعمق من الأوردة، وقد ينزعج المريض لأن الرسغ منطقة حساسة.

مستوى الأكسجين الطبيعي في الدم - كمية الأكسجين التي تحملها الكريات الحمراء - نسبة متوازنة دقيقة للدم المشبع بالأكسجين - الدم الوريدي - مستويات الأكسجة

مقياس الأكسجة النبضي:

هو جهاز غير غازٍ يقدّر كمية الأكسجين في الدم، وذلك بالأشعة تحت الحمراء التي يرسلها إلى الشعيرات الدموية في إصبع اليد أو القدم أو شحمة الأذن، ويقيس كمية الأشعة المنعكسة من الغازات. وتشير القراءة إلى النسبة المئوية لإشباع الدم بالأكسجين (SpO2)، ولهذا المقياس مجال خطأ يبلغ 2%، أي أن النتيجة قد تكون أعلى من القيمة الحقيقية بنسبة 2% أو أقل منها.

قد يكون هذا المقياس أقل دقة ولكن إجراءه أسهل بكثير لدى الأطباء، لذلك يعتمدون عليه في القراءات السريعة.

قد تؤثر بعض الأمور على قراءة المقياس -كطلاء الأظافر الداكن أو برودة الأطراف- وتجعله يعطي قراءةً أدنى من القيمة الحقيقية، وقد يزيل الطبيب طلاء الأظافر إذا حصل على قراءة منخفضة بنسبة غير معقولة.

تستطيع إجراء هذا القياس بمفردك لأنه غير غازٍ، ويمكنك شراء المقياس من أي مكان يوفر الأدوات الطبية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل ذلك؛ لفهم معنى النتيجة التي يعطيها المقياس.

ما القيم الطبيعية للأكسجة الدموية؟

تعطي القيم التالية فكرة عن معنى نتيجة فحص مستوى الأكسجين في الدم:

القيم الطبيعية: تبلغ قيم الغازات الدموية الطبيعية لرئتين سليمتين بين 80-100 مم زئبقي، وعند استخدام مقياس الأكسجة النبضي تكون القراءة الطبيعية بين 95-100%.

لكن قد لا تنطبق هذه القيم على بعض الحالات كالأمراض الرئوية وداء الانسداد الرئوي المزمن، ويخبر الأطباء المريض بالقيم الملائمة لكل حالة على حدة. ففي الحالات الشديدة من الانسداد الرئوي المزمن على سبيل المثال، تكون قيم مقياس الأكسجة النبضي الواقعة بين 88-92% شائعة.

القيم الأدنى من الطبيعية: وتسمى هذه الحالة بنقص الأكسجة، وهي حالة مقلقة غالبًا، وكلما كانت مستويات الأكسجة الدموية أقل، كانت حالة نقص الأكسجة أسوأ، إذ قد تؤدي إلى مضاعفات في الأعضاء وأنسجة الجسم.

تعد مستويات الأكسجين الدموي في فحص الغازات الدموية الأدنى من 80 مم زئبقي منخفضة، وكذلك قيم مقياس الأكسجة النبضي الأقل من 95%.

من الضروري معرفة القيم الاعتيادية لكل شخص على حدة وخاصةً أولئك الذين يعانون أمراضًا مزمنةً، إذ يعطي الطبيب فكرةً عن المجالات الطبيعية لكل حالة.

القيم الأعلى من الطبيعية: من الصعب أن تكون قيم الأكسجة أعلى من القيم الطبيعية عند التنفس الطبيعي، فمعظم حالات ارتفاع تلك القيم تكون عند استخدام الأكسجين بالأجهزة المساعدة، ويمكن الكشف عن تلك القيم بفحص الغازات الدموية.

ماذا يحدث عند انخفاض مستويات الأكسجة؟

من الأعراض التي قد تظهر عندما تكون قيم الأكسجة الدموية خارج المجالات الطبيعية:

  •  صعوبة في التنفس.
  •  آلام صدرية.
  •  تشوش.
  •  صداع.
  •  تسارع في القلب.

قد تظهر أعراض الزراق عند استمرار مستويات الأكسجة الدموية المنخفضة، والعلامة المميزة للزراق هي ازرقاق منابت الأظفار والجلد والأغشية المخاطية، وهي حالة إسعافية تستدعي تلقي الرعاية الطبية فورًا عند حدوثها لأنها قد تؤدي إلى القصور التنفسي وهي حالة مهددة للحياة.

كيف يمكن تعديل مستويات الأكسجة الدموية؟

قد يحتاج المريض إلى تعزيز مستوى إشباع الأكسجين إذا كانت مستويات الأكسجة لديه منخفضة أكثر من اللازم، ويُجرى ذلك بواسطة أجهزة الأكسجة المساعدة. يعد الأكسجين الاحتياطي المنزلي علاجًا قد يصفه الطبيب. ومن الضروري اتباع تعليمات الطبيب عن كيفية استخدامه لتجنب المضاعفات.

ما الذي يسبب انخفاض مستويات الأكسجة الدموية؟

من الحالات التي تؤثر سلبًا على مستويات الأكسجة الدموية:

  • حالات الانسداد الرئوي المزمن كالتهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئة (النُفاخ).
  •  متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  •  الربو.
  •  الانهيار الرئوي.
  •  فقر الدم.
  • عيوب القلب الخلقية.
  •  أمراض القلب.
  •  الصمة الرئوية.

تعيق هذه الحالات استنشاق الرئة للهواء الكافي الحاوي على الأكسجين وزفر ثاني أكسيد الكربون. وكذلك فإن الاضطرابات الدموية وأمراض الجهاز الدوري تمنع الدم من استخلاص الأكسجين ونقله إلى الجسم.

بإمكان أي حالة من الحالات السابقة التسبب بانخفاض مستويات الأكسجة، وتبدأ الأعراض بالظهور عند انخفاض مستويات الأكسجة الدموية.

قد يعطي مقياس الأكسجة النبضي قيمًا عاليةً غير دقيقة لدى المدخنين، إذا تكون مستويات أول أكسيد الكربون الدموية لديهم مرتفعة، وهذا المقياس لا يفرّق بين الأكسجين والغازات الأخرى. لذلك فإن فحص الغازات الدموية يعطي القيم الدقيقة للأكسجة الدموية لدى المدخنين.

الخلاصة:

لا يحتاج معظم الناس فحص مستويات الأكسجة لديهم دوريًا، إذ يُطلب ذلك فقط من الذين يعانون مشاكل صحيةً تسبب انخفاض تلك المستويات، وحتى في معظم تلك الحالات يكون مقياس الأكسجة النبضي غير الغازي مفيدًا كفحص الغازات الدموية.

مع وجود نسبة خطأ طفيفة في مقياس الأكسجة النبضي فإنه يكون دقيقًا في معظم الأوقات، وإذا طُلب فحص أدق لمستويات الأكسجة الدموية يمكن اللجوء إلى فحص الغازات الدموية.

اقرأ أيضًا:

نقص تأكسج الدم: الأسباب والعلاج

نقص الأكسجين: أسباب نقص الأكسجين وتشخيصه وعلاجه

ترجمة: ليلان عمر

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر