المصدر

مشهد كوني لكسوف مزدوج! عبور الأرض والقمر معًا أمام الشمس


صورة للكسوف المزدوج في بداية أيلول/سبتمبر 2016 منسوبة إلى: مرصد ديناميكيا الأرض، وكالة الناسا

صورة للكسوف المزدوج في بداية أيلول/سبتمبر 2016
منسوبة إلى: مرصد ديناميكيا الأرض، وكالة الناسا

قامت وكالة ناسا خلال الأسبوع الماضي وبواسطة قمر صناعي بالتقاط مشهد لا يمكن لأي من سكان الأرض مشاهدته، ويتمثل في عبور القمر والأرض في نفس الوقت أمام الشمس.

رُصِدَ الكسوف المزدوج بواسطة القمر الصناعي (مرصد ديناميكيا الشمس- SDO/Solar Dynamics Observatory) المُصَمَّم لمراقبة الشمس وغلافها الجوي. ويحمل هذا المرصد مجموعة من الأجهزة والأدوات التي تسمح له بتصوير الشمس في ثلاثة عشر طولًا موجيًا مُمَكِّنـًا الباحثين بفِهمٍ أفضل للدورات الشمسيَّة أي للتغيرات الدوريَّة في النشاط الشمسي بما في ذلك تغيرات مستويات إشعاع الشمس وتغيرات مظهرها.

ويتواجد مرصد ديناميكيا الشمس على مدار جغرافي ثابت فوق محطة أرضيَّة في نيو مكسيكو، أي أنَّ هذا المدار يمتلك فترة مداريَّة تُساوي الوقت اللازم لتُتِم الأرض دورةً كاملة حول نفسها وكأنَّه في موقع ثابت بالنسبة لمُشاهد من الأرض. وقد صُمِّم هذا المدار للحصول على أوضح صورة ممكنة للشمس.

ويشهد القمر الصناعي خلال مرتين في السنة فتراتٍ لكسوفٍ يومي خاص، يتمثَّل بعبور الأرض بينه وبين الشمس. وحسب وكالة ناسا، تدوم هذه المواسم لعدة أسابيع حاجبةً معها المشهد المُراد تصويره لمدة 72 دقيقة في اليوم.

وفي اليوم الأول من أيلول/سبتمبر الماضي، حدث ذلك الكسوف الخاص مُتزامَنًا مع مرور القمر متوسطًا الأرض والشمس. وقد التقط المرصد في هذه الحالة مشهدًا تكون الأرض فيه حاجِبة للشمس وبزوال الأرض يظهر القمر وراء الأرض بتأخرٍ قليل.

وتتميَّز حواف الأرض في الصورة المُلتقطة بضبابيَّة المنظر، وذلك بسبب غلاف الأرض الجوي المُمتص للضوء. وبما أنَّه لا وجود لغلاف جوي على سطح القمر، تظهر حوافه بشكل ثاقب وواضح فوق الشمس.

فحتى الأرضيون لم يُفوتوا المشهد الكوني، إذ لوحظ من إفريقيا «خصوصًا إفريقيا الجنوبيَّة» عبور القمر خلال الشمس مُشكلًا كسوفًا حلقيًا.
ويحدث الكسوف الحلقي عندما يعبر القمر بين الأرض والشمس عند أبعد نقطة يصل إليها القمر في مداره. وبالتالي يظهر القمر صغيرًا لا يمكنه بذلك حجب كل قرص الشمس. ويتخلَّف عن هذه الظاهرة تأثير «حلقة النار» الشهير.

وفي نفس اليوم، الأول من أيلول/سبتمبر 2016، لم يكن مرصد ديناميكيا الشمس المُصوِر الوحيد، ففي الوقت الذي التقط فيه مَشاهدًا للكسوف المزدوج، قام سكان إفريقيا الوسطى وإفريقيا الجنوبيَّة بتصوير ونشر صور للكسوف الحلقي ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما قامت صحيفة «Mail & Guardian» بجمع أغلبية الصور.


ترجمة: عبروش محمَّد السَّعيد
تدقيق: هبة فارس

المصدر