في كثير من الأحيان وبعيدًا عن القلق أو العصبية، قد نرى شخصًا شارد الذهن بدأَ بمضغ شيء غير مُتوقَّع كالثلج، ما يُعد تصرفًا غريبًا بعض الشيء.

توضح طبيبة الأسنان كارين كان: «قد يبدو من الغريب انجذاب الشخص لمضغ شيء بارد مثل الثلج، لكنّ سبب ذلك يعود للإحساس المُسكِّن الذي يمنحه هذا الأمر».

يزيد مضغ الثلج من تدفق الدّم إلى الدماغ، ويحفز الجهاز العصبي نظير الودي، الذي بدوره يعطي تأثيرًا مُهدِّئًا، وهذا من شأنه أن يُرسِّخ هذه العادة عند الناس الذين يشعرون بأنهم أفضل عند مضغ الثلج.

مضغ الثلج المزمن معروف بمصطلح أكل الثلج pagophagia، لكن هذه العادة بالتأكيد غير جيدة ويجب التخلص منها.

مخاطر مضغ الثلج:

توجد العديد من الجوانب السيئة لمضغ الثلج المزمن فهو ضار جدًا لصحة الجسم والأسنان.

يُسبب مضغ الثلج بقوة مرة أو مرتين إلى حدوث مشكلات، وليس من الضرورة مضغه كل يوم ليحدث ذلك، ولا يحتاج مضغ الثلج على قوة عض كبيرة لكسر السن خاصة إذا احتوى السن تصدعات صغيرة مسبقًا، فأكل قطعة خبز صغيرة يمكنها أن تكسره إذا كان متصدعًا.

بعض التأثيرات الجانبية السلبية لمضغ الثلج:

 يمكن أن يكسر الحشوات أو التيجان إلى قطع صغيرة:

تُشير الدكتورة كان إلى أنه يمكن أن تُكسر الحشوات أو التيجان بسهولة خاصةً إذا تم العض بالأسنان المعالَجين سابقًا.

وأضافت الدكتورة أنّ التيجان البيضاء تُصنَع من نوع من الخزف، يمكن أن تكون بعض أنواع الخزف أقوى من غيرها ولكنّها تبقى قابلة للكسر أو التصدع.

يحدث هذا الانكسار عند الضغط على الأسنان بطرق أخرى، فمثلًا من الطبيعي أن يحدث كسر في الخزف عند مضغ الثلج الذي يسحق الأسنان، كما يمكن أن يتأذى ترميم الأسنان وكذلك الحشوات عند العض بشدة في منطقة واحدة.

 قد يؤذي الأجهزة التقويمية:

يُعد مضغ الثلج عادة سيئة خاصة للأشخاص الذين يرتدون أجهزة تقويمية، لأنه يؤدي لكسر أو انتزاع الحاصرة المثبَّتة.

 قد يُسبب ألم العضلات:

يتطلب مضغ الثلج استخدام قوة زائدة لعضلات الفك ما يُسبب ألمًا بالعضلات.

 يخرب مينا الأسنان:

المينا الطبقة الخارجية من الأسنان، وهي المادة الأصلب في جسم الإنسان ومع ذلك فهي قابلة للتخريب والتلف.

تقول الطبيبة كان إنه يمكن تشبيه مينا الأسنان بالطبق الصيني فهو معرض للكسر جدا، وقد يُسبب مضغ الثلج كسرًا للسن غير قابل للترميم، وذلك يعتمد على مقدار القوة المطبقة على السن.

 يمكن أن يكسر السن:

يؤدي مضغ الثّلج كعادة يومية أو بشكل متكرر لكسر السن، وأحيانًا يمكن لطعام طري أن يُسبب احتكاك الأسنان ببعضها وكسرها.

يمكن أن تتطور في الأسنان ما يسمى بالخطوط الشعرية، وهي خطوط كسر دقيقة توجد في مينا الأسنان.

تُرى هذه الخطوط أحيانًا بتسليط ضوء على الأسنان، لكنها تكون دقيقةً جدًا، ويمكن أن تنمو أكثر وتصبح أعمق وأوسع وغير قابلة للترميم، ويمكن أن تُخسَر الأسنان إذا كسرت.

هل يدل مضغ الثلج على الإصابة بفقر الدم؟

تدلّ الرغبة بمضغ الثلج دائمًا على الإصابة بعوز الحديد (فقر الدم). عند رؤية شخص ما يمضغ الثلج دائمًا يجب تحويله الى طبيب مختص لإجراء فحوصات دموية للتحقق من مستويات الحديد في المصل.

كيف يمكن إيقاف مضغ الثلج؟

عمومًا، إذا كان الشخص يمضغ الثلج كل يوم فهذه علامة على احتمال حدوث شيء ما مثل عوز الحديد أو العصبية والقلق.

تجدر الإشارة أنّ مضغ الثلج مرة واحدة ليس وسواسًا قهريًا، لكن مضغه المزمن يشير إلى بعض الحالات الانفعالية.

يعطي الإحساس البارد لمضغ الثلج عند بعض الأشخاص تأثيرًا مسكنًا مرغوبًا، لذلك بدلًا من مضغ الثلج يمكن تركه يذوب داخل الفم فقط أو مزج الثلج المُكسَّر في العصائر.

تقترح الدكتورة كان توخِّي الحذر عند استبدال مضغ الثلج بنوع أخر من الأشياء التي تحتاج إلى المضغ أيضًا، فمثلًا مضغ العلكة، على الرغم من أنها طرية إلا أنها تحتاج إلى قوة عضلية كبيرة ويُمكن أن يُكسَر السن إذا كان معرَّضًا للكسر.

قد يتوجه الطبيب المعالج إلى العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Therapy الذي يُستخدم عادةً للمساعدة على التخلص من عادات أخرى، وقد يصعب التخلص من عادة مضغ الثلج لأنها تؤمن تأثيرًا مهدئًا، فكثير من الناس يشعرون بالراحة عند مضغه.

يُساهم التوتر وسلوك الوسواس القهري أحيانًا بتعزيز عادة مضغ الثلج، وهنا يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا.

تجب مراجعة الطبيب عند الخوف من تخريب الحشوات أو التيجان الخزفية أو حتى السن نفسه وإجراء صورة شعاعية وفحص سريري لتحديد ما يحدث ومعرفة خطة العلاج.

في حال وجود ألم بالأسنان، فمن الممكن أن تكون قد فُقدَت الحشوة وقد ينكسر السن ويمكن أن يتخرب الغشاء الصغير حول السن أيضًا، والأفضل مراجعة اختصاصي الأسنان الذي يحدد سبب ومدى الضرر.

اقرأ أيضًا:

متلازمة تناول الثلج القهري «باغوفاجيا»: الأسباب والعلاج

عشر عادات تدمر أسنانك

ترجمة: سوزان محمد

تدقيق:لين الشيخ عبيد

المصدر