يُعرّف معقد المتفطرات الطيرية بكونه مجموعةً من الجراثيم المرتبطة بالمتفطرة السليّة، تشيع هذه الجراثيم جدًا في الطعام والماء والتربة، لدرجة أن كل شخص تقريبًا لديه هذه الجراثيم في جسده! لكن الجيد في الأمر أنها غير ممرضة في حالة سلامة الجهاز المناعي، بل تكمن خطورتها لدى الأشخاص المضعفين مناعيًا كالمصابين بفيروس عوز المناعة البشري المكتسب.

تُسبب جراثيم معقد المتفطرات الطيرية المشاكل عادةً بعد دخول عدوى فيروس عوز المناعة البشري المكتسب مرحلة متلازمة العوز المناعي المكتسب أو ما يعرف بالإيدز، إذ يقل عدد اللمفاويات التائية CD4 عن 50 خلية.

الوقاية من معقد المتفطرات الطيرية عند هؤلاء ممكنة ببدء العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) باكرًا وعدم السماح لتعداد اللمفاويات التائية CD4 بالانخفاض، أما إذا حدثت العدوى في أثناء وجود الانخفاض في عدد اللمفاويات التائية فيمكن معالجة العدوى، ولكن العلاج سيستغرق فترةً طويلةً إلى أن يرتفع تعداد اللمفاويات التائية CD4 مجددًا استجابةً لمضادات الفيروسات القهقرية.

أعراض الإصابة بمعقد المتفطرات الطيرية:

قد تكون العدوى موضعية مقتصرة على جزءٍ واحدٍ مثل الرئتين أو العظام أو الأمعاء، أو منتشرة في عدة أجزاء من الجسم.

من أعراض العدوى المنتشرة ما يلي:

  •  حُمّى أو قشعريرة.
  •  تعرق ليلي.
  •  آلام بطنية.
  •  إسهال.
  •  فقدان الوزن.
  •  تعب.
  •  ضخامة عقد لمفية.
  •  فقر دم.

قد توجد أعراضٌ أكثر خطورة مثل:

  •  إنتان الدم.
  •  ذات الرئة.
  •  التهاب الكبد.

تشخيص الإصابة بمعقد المتفطرات الطيرية:

إن أعراض الإصابة غير نوعية، وهي شبيهة بأعراض إنتاناتٍ أخرى، والتشخيص الصحيح هو مفتاح العلاج، من أجل ذلك يجب أن يُلحق الفحص السريري بفحوص أخرى متممة لكشف وجود الجراثيم المتهمة، مثل زرع الدم والبول والقشع ونقي العظم والأنسجة، ومن ثمّ قراءة نتائج الزرع بعد عدة أسابيع.

يجب إجراء تحاليل دموية أيضًا للتحقق من وجود مشاكل مثل فقر الدم واضطراباتٍ كبدية. ويساعد التصوير المقطعي المحوسب للصدر والبطن على التحقق من حال العقد اللمفاوية أو الكبد أو الطحال. الخزعة النسيجية والفحص المجهري إحدى وسائل التشخيص المتاحة أيضًا.

علاج الإصابة بمعقد المتفطرات الطيرية:

يجب دومًا بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية كجزءٍ أساسي من استراتيجية العلاج، ويتضمن العلاج أيضًا المضادات الحيوية اللازمة التي تؤثر على جراثيم معقد المتفطرات الطيرية، هذه المضادات تُشارك ولا تعطى على حدة لتجنب حصول مقاومة عليها.

تُعد مشاركة الكلاريثروميسين أو الأزيثروميسين مع الإيثامبوتول مشاركةً فعالة، وبحسب شدة العدوى والحالة المناعية للمريض، قد يحتاج إلى إضافة أحد المضادات التالية:

  •  الأميكاسين.
  •  الموكسيفلوكساسين.
  •  الريفابوتين.
  •  الريفامبين.

بعد السيطرة المبدئية على العدوى، يجب الاستمرار بالعلاج مدة 12 شهرًا تقريبًا، ويتكون هذا العلاج عمومًا من نفس الأدوية في العلاج البدئي.

قد تؤدي أدوية معقد المتفطرات الطيرية ألى آثار جانبية، مثل:

  •  غثيان.
  •  إقياء.
  •  إسهال.
  •  آلام بطنية.
  • تورم العين الذي يسبب الألم العيني، رهاب الضوء، والاحمرار، وعدم وضوح الرؤية.
  •  طفح الجلدي.
  •  حكة.
  •  فقر دم.
  •  فقدان السمع.
  •  نمل في القدمين.
  •  صداع.

قد تتداخل أدوية معقد المتفطرات الطيرية أيضًا مع عمل الأدوية المضادة للفطريات، وحبوب منع الحمل.

الوقاية من الإصابة بمعقد المتفطرات الطيرية:

تُعد الوقاية أمرًا صعبًا بسبب شيوع جراثيم معقد المتفطرات الطيرية في البيئة. أفضل طريقة للوقاية من معقد المتفطرات الطيرية عند المصابين بفيروس عوز المناعة البشري المكتسب هي تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية.

لا يوصى بالعلاج الوقائي الإضافي بالمضادات الحيوية للوقاية من معقد المتفطرات الطيرية عند مرضى متلازمة العوز المناعي المكتسب إذا كان المريض يتلقى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، الذي سيجعل فيروس عوز المناعة البشري المكتسب غير قابلٍ للكشف في الدم.

أمّا إذا حدثت الإصابة بمعقد المتفطرات الطيرية على أرضية انخفاض تعداد اللمفاويات التائية CD4، سيكون العلاج بالمضادات الحيوية أمرًا ضروريًا، إضافةً إلى مضادات الفيروسات القهقرية، إلى أن تحقق هذه المضادات ارتفاعًا في تعداد اللمفاويات التائية CD4 إلى رقم أعلى من مئة خلية ولمدة 6 أشهر، عندها يمكن إيقاف المضادات الحيوية الخاصة بمعقد المتفطرات الطيرية.

اقرأ أيضًا:

لقاح بي سي جي: ما أعراضه الجانبية؟ ومتى يكون ضروريًا؟

السل الرئوي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: هيا منصور

تدقيق: بتول جنيد

المصدر