يُعد الزنك عنصرًا غذائيًا مهمًا، وله دور في جميع وظائف الجسم. مع ذلك، فإن تناول كميات مرتفعة منه قد تكون ضارةً وقد تُسبّب مجموعة من الأعراض كالغثيان والإسهال والصداع. وفقًا لمكتب المكملات الغذائية (ODS)، فإن الإفراط في تناول الزنك قد يسبب التسمم، ما يعني مشكلات في الجهاز الهضمي. إذا كان التسمم مزمنًا فإنه يعطّل توازن المواد الكيميائية الأخرى في الجسم بما في ذلك النحاس والحديد.

تحتوي العديد من الفيتامينات أو المكملات الغذائية أو حتى أدوية الرشح التي تُصرف من دون وصفة طبية على الزنك. قد يعرّض تناول مكملات متعددة في الوقت ذاته المريض إلى خطر تجاوز الجرعات المحددة التي يحتاجها الجسم من الزنك.

قد يعود سبب تسمم الأشخاص بالزنك إلى البيئة التي تحيط بهم حيث يتواجد الزنك بكميات قليلة في الماء والتربة والأطعمة، علمًا أن معظم أشكال الزنك المتواجدة في البيئة المحيطة تنتج عن الأنشطة البشرية.

قد يكون التسمم الناتج عن فرط الزنك حادًا ما يؤدي إلى آثار جانبية قصيرة المدى، أو مزمنًا تظهر نتائجه على المدى البعيد.

تظهر أعراض التسمم الحاد بعد فترة وجيزة من تناول جرعة عالية من الزنك وقد تشمل ما يلي:

  •  الغثيان.
  •  التقيؤ.
  •  آلام في المعدة.
  •  الإسهال.
  •  الصداع.

قد يعاني الشخص الذي تناول مستويات عالية من الزنك على فترة طويلة من التسمم المزمن الذي قد يؤدي إلى:

  •  انخفاض مستوى الكوليتسرول الجيد – HDL.
  •  انخفاض الوظيفة المناعية.
  •  نقص النحاس.

قد يصاب العاملون في مجال المعادن مثل عمال اللحام بحالة تُعرَف باسم حمى الدخان المعدني. هي حالة حادة وقصيرة الأمد تحدث عندما يُستنشَق الكثير من الزنك من الغبار أو الأبخرة. عادةً ما تستمر أعراضها حوالي 24-48 ساعة فقط وتسبب ما يلي:

  •  القشعريرة.
  •  التعرّق.
  •  الوهن.
  •  الحمى.
  •  ألام عضلية.
  •  آلام صدرية.
  •  السعال.
  •  ضيق النفس.

تظهر هذه الأعراض في غضون بضع ساعات من التعرض الحاد. على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون قابلة للعكس، فإن الأطباء لم يتعرّفوا على الآثار المحتملة الحدوث على المدى البعيد نتيجة استنشاق غبار الزنك.

لم يربط الخبراء بين فرط تناول الزنك والإصابة بالسرطان لكن قد يثبّط التسمم الناتج عن الزنك الجهاز المناعي ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

كمية الزنك الموصى بها يوميًا:

التوصيات حول كميات الزنك (بالملليغرام) التي يجب أن يستهلكها الشخص كل يوم هي كالتالي:

تشير الجرعات القصوى المسموح تناولها إلى أعلى كمية من الزنك يمكن لأي شخص تناولها كل يوم مع وجود مخاطر قليلة أو معدومة على ألا يتجاوز الأشخاص هذه الجرعات. تتساوى الجرعات بين الذكور والإناث لكنها تختلف حسب العمر:

لا تتغير قيم الجرعات القصوى في أثناء الحمل أو الإرضاع لذا ترجع النساء دومًا إلى الجرعات التي تناسب أعمارهن.

قد يتفاعل الزنك مع بعض الأدوية ، بناءً على ذلك تتغير جرعات الزنك الآمنة المسموح تناولها. على سبيل المثال، يمنع عقار أميلوريد (ميدامور) التخلص من الزنك من الجسم ما قد يُراكمه حتى مستويات خطيرة. لذا يجب على الذين يتناولون هذا الدواء تجنب تناول الزنك أو أي مكملات أخرى تحتوي على الزنك ما لم ينصح الطبيب بخلاف ذلك.

يجب على من يتناول أيًّا من الأدوية التالية التحدث مع الطبيب حول ما إذا كان يحتاج إلى زيادة الجرعة المُقدّرة له من الزنك:

  •  مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، هي خافضات ضغط مثل ليسينوبريل (زيستريل).
  •  علاجات الاستروجين.
  •  حبوب منع الحمل.
  •  مدرات البول الثيازيدية أو حبوب الماء كما يطلق عليها.
  •  مثبطات مضخة البروتون مثل الإيزوميبرازول (نيكسيوم).

يجب على الشخص تناول الأدوية أو المكملات التالية على الأقل بعد ساعتين من تناول مكملات الزنك.

  •  النحاس.
  •  الحديد.
  •  المنغنيز.
  •  مضادات الحموضة مثل كربونات الكالسيوم (Tums).
  •  بنسلامين (كوبريمين).

يجب على الذين يتناولون المضادات الحيوية مثل الفلوروكينولون (سبيروفلوكساسين) أو التتراسكلين ( دوكسيسلين) تناول المضاد الحيوي قبل ساعتين من تناول الزنك أو من 4-6 ساعات بعده.

من المهم أيضا التحدث إلى الطبيب قبل تناول مكملات الزنك خاصة إذا كان الشخص يستخدم دواءً أو أكثر من الأدوية التي تتفاعل مع الزنك.

العلاج:

إذا اشتبه الشخص في تناول جرعة زائدة من الزنك، يمكنه الاتصال بمركز مكافحة السموم المحلي أو قسم الطوارئ للحصول على المشورة.

يمكن أن يشرب المريض كوبًا من الحليب لأن الكالسيوم والفوسفور الموجودان في الحليب يقيّدان الزنك الزائد ويمنعان المعدة والأمعاء من امتصاصه.

يُزيل الاستخلاب chelating المعادن الزائدة مثل الزنك والنحاس والرصاص من الجسم. يعطي الطبيب دواءً يقيّد الزنك الزائد ويطرحه من الجسم مع البول. تمنع هذه العملية الجسم من امتصاص الزنك أو المعادن الأخرى، بالتالي تمنع وقوع المزيد من الضرر.

إذا كان التعرض المفرط ناتجًا عن تناول العديد من المكملات الغذائية أو الفيتامينات، فمن المهم مقابلة طبيب لمناقشة مكمل غذائي أو نظام دوائي جديد.

أخيرًا، يجب أن يلتقي العامل في مجال المعادن الذي تعرضه وظيفته إلى الكثير من الزنك مع صاحب العمل كي يناقش احتياطات السلامة وطرق تقليل التعرض لهذا المعدن، إضافة إلى إعادة تكليفه في دور وظيفي أخر.

متى تجب زيارة الطبيب؟

يجب على أي شخص يعاني من أعراض فرط الزنك أو يشتبه أن عمله قد يعرّضه إلى الكثير من الزنك أن يطلب الرعاية وزيارة الطبيب على الفور. من المهم أيضًا مناقشة الطبيب حول أي مكملات غذائية أو فيتامينات قبل البدء في تناولها. يُعد القيام بهذا مهمًا خاصةً إذا كان الشخص يتناول أدوية أخرى أو يعاني من حالة طبية قد يؤثر عليها تناول الزنك الزائد.

في الختام، يُعد الزنك جزءًا مهمًا من النظام الغذائي الصحي المتكامل. لكن تناول جرعات عالية منه تؤدي إلى التسمم الحاد أو المزمن. إن تناول الكثير منه سواء بسبب التعرض المفرط في العمل أو من خلال المكملات الغذائية قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. من المهم التحدث إلى الطبيب على الفور إذا اشتبه الشخص في حدوث تسمم بالزنك.

اقرأ أيضًا:

دواء أسيتات الزنك: الاستخدام والجرعة والآثار الجانبية والتحذيرات

قد يساعد الزنك في علاج أعراض عدوى الجهاز التنفسي، لكن هناك مشكلة!

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: فاطمة جابر

المصدر