من أجل علم أفضل
خطوات من أجل تحسين جودة البحث العلمي


قام فريق دولي من الخبراء بنشر بيان يحدد بعض الخطوات من أجل تحسين جودة البحث العلمي.

يقول John Ioannidis، -أستاذ الطب و الأبحاث الصحية بجامعة ستانفورد للطب- «هناك وسيلة من أجل علم جيد، موثوق به، قابل للتصديق، مفيد و معتَمَد كما نمتلك طرقًا للتحسن مقارنة بما نقوم به حاليًا، وهناك عدد من العلماء و غيرهم ممن يهتمون بالأمر» يوانيديس واحد من مؤلفي المقال الذي تم نشره في العاشر من كانون الثاني/يناير في افتتاحية (سلوك الطبيعة البشرية).

أما المؤلف الرئيسي فهو Marcus Munafò، -دكتور و أستاذ علم النفس البيولوجي في جامعة بريستول-.

ما الذي يمنع العلم ؟

تنفق الحكومة الأمريكية سنويًا ما يقارب الـ 70 مليار دولار من أجل البحوث والتنمية غير الدفاعية، بما فيها 30 مليار دولار للمعاهد الوطنية للصحة. وبعد البحث في كيفية تدبير العلوم، ثبت أن عددًا كبيرًا من الأوراق العلمية التي يتم نشرها تفشل في الدفع بالعلم إلى الأمام. وحسب تحليل قام به المؤلفون، ما يقارب 85% من جهود البحث الطبي الحيوي تضيع هباءً.

و أحد أسباب ذلك هو أن العلماء يجدون في الغالب أنماطًا في هذه البيانات، مثل الطريقة التي نرى بها الحيتان أو الوجوه في أشكال الغيوم. وهذا التأثير يكون على الأرجح عندما يقوم الباحثون بتطبيق المئات، أو حتى الآلاف من التحليلات المختلفة على نفس البيانات، حتى تظهر آثار إحصائية معبِّرة.

و يقترح البيان ألّا يتحمل العلماء وحدهم مسؤولية تحسين جودة العلم، بل على أصحاب المصلحة الآخرون – بما في ذلك مؤسسات البحوث، المجلات العلمية، الممولين والهيئات التنظيمية- جميعًا أن يلعبوا أدواراً هامة ضمن المجال.

يقول يوانيديس،- المدير المشارك لمركز ميتا البحوث والابتكار Meta-Research Innovation Center في ستانفورد-

«إنه تأثير مضاعف، لذلك يجب على كل هذه الجهات العمل معًا لتحقق الهدف ذاته . وإذا لم يشارك أحد أصحاب المصلحة في خلق الدوافع للشفافية والاستنساخ، سيصعب الأمر على الآخرين. وأغلب التغييرات التي نقترحها في البيان مترابطة، و أصحاب المصلحة كأنهم مترابطون بالأربطة المطاطية، إذا تحرك أحدهم بإمكانه أن يسحب الآخرين، وبالمثل قد يبقى ثابتًا إذا لم يتحرك الآخرون»

البيان:

الورقة العلمية المكونة من 8 صفحات تصف طرق تطوير العلم و تشمل 4 فئات رئيسية: الطرق، إعداد التقارير والنشر، الاستنساخ، التقييم و الحوافز.

وحسب الباحثين، يمكن تحسين بعض الطرق و الأساليب من خلال تخطيط الدراسات للتقليل من الانحياز ـ الأطباء وغيرهم من المشاركين، ومن خلال تسجيل تصميم الدراسة، يستنتجون برنامج التحليل والقياسات قبل البدء في البحث ـ من أجل منع الانحرافات اللاحقة من تصميم الدراسة، على الرغم من النتائج المفاجئة.

و ذكر الباحثون أيضًا أنه يمكن تحسين إعداد التقارير ونشرها، من خلال القضاء على إشكالية التحيّز في البحث العلمي “the file drawer problem” ، اتجه الباحثون نحو نشر نتائج جديدة ذات دلالات إحصائية أو تدعم فرضية معينة، بدلاً من نشر نتائج صحيحة ولكن أقل إثارة للاهتمام.

يقول المؤلفون «والنتيجة هي أن الكتابات المنشورة تشير إلى أدلة على نتائج البحث أقوى مما يوجد في الواقع».

و يضيفون:«ويتم دعم تأثير إشكالية التحيّز في البحث العلمي “the file drawer problem” عن طريق سلوك الجامعات، المجلات، الناقدين ووكالات التمويل ـ وليس فقط من طرف العلماء الفرديين». ويمكن للممولين و المجلات المساعدة بطريقة واحدة، وهي الاشتراط على جميع الباحثين تتبع معايير معينة. على سبيل المثال، أنشأت مبادرة علاج مرض هنتنغتون Cure Huntington Disease Initiative لجنة دائمة ومستقلة لتقييم المقترحات وتقديم المشورة للمستفيدين على التصميم التجريبي والتحليل الإحصائي. هذه اللجنة لا تقوم فقط بوضع المعايير، بل تساعد الباحثين على احترامها أيضًا.

ويقول يوانيديس أن الهدف النهائي هو الوصول إلى الحقيقة.«عندما نمارس العلوم، نحاول الوصول إلى الحقيقة، في العديد من التخصصات، نريد أن تتحول هذه الحقيقة إلى شيء مفيد. لكن إذا لم يكن ذلك صحيحًا فإنه لن يقوم بتسريع برامج الكومبيوتر، ولن ينقذ الأرواح و لن يرفع من جودة الحياة». و يضيف أن الهدف من البيان هو زيادة السرعة التي يقترب بها الباحثون من الحقيقة، تهدف كل هذه التدابير إلى تسريع عملية التحقق، دائرة التوليد، الاختبار، ثم التحقق من صحة الفرضية أو دحضها في جهاز العلم.”


ترجمة: محمد أمين امكرود
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر