يتوقع نموذج جديد يحاكي الظروف المناخية الحالية للكرة الأرضية وآخر حقبها الدافئة أن نهاية البحر الجليدي الصيفي أقرب بكثير مما توقعنا. إذا كان ما يحصل للقطب الشمالي حاليًا يشبه ما حدث في آخر فترة ما بين جليدية، يتوقع العلماء أن البحر الجليدي سيختفي في غضون 15 عامًا.

صرحت المصممة لويز سايم من محطة المسح البريطاني للقطب الجنوبي: «يجب علينا أن نركز على تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون الصادر قبل فوات الأوان».

أظهرت التوقعات السابقة الخاصة بالهيئة الدولية المهتمة بتغيّر المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة أن الجليد البحري سيستمر حتى عام 2050 بمساحة تعادل مليون كيلومتر مربع، لكن بحسب التغيرات المناخية الجديدة، يبدو هذا التوقع شديد التفاؤل.

حتى في أفضل السيناريوهات، سيذوب الجليد البحري بكمية كبيرة جدًا ما سيجعل المنطقة خالية من الجليد تقريبًا قبل أن نصل إلى منتصف القرن الحالي.

لا شك أن ليس هناك أمر مؤكد، فيجب علينا النظر إلى الماضي لفهم المستقبل، وبالتحديد الفترة الدافئة الأخيرة للأرض، التي بدأت قبل 130 ألف عام تقريبًا وكانت أكثر دفئًا من اليوم بكثير.

في حين لا تُظهر النماذج القديمة صيفًا خاليًا من الجليد في القطب الشمالي، وجدت سايم وزملاؤها عكس ذلك باستخدام نموذج جديد ذي فيزياء مُحَسَنة وأنظمة دقيقة مختصة في دراسة المناخ.

يشير نموذج سايم إلى احتمالية خلو البحر القطبي الشمالي من الجليد خلال صيف الفترة بين الجليدية السابقة، وهذا بسبب وجود البرك الذائبة، إذ كان تأثيرها أكبر من تأثير السحب أو التيارات المحيطية التي كانت سببًا كبيرًا في زيادة درجة حرارة القطب الشمالي.

تتكون البرك الذائبة في نهاية ربيع القطب الشمالي وصيفه، عندما تتجمع مياه الأمطار والجليد الذائب والثلج في برك زرقاء ضحلة. تقلل المسطحات المائية من انعكاس السطح وتمتص إشعاعًا شمسيًا أكبر بكثير من الأسطح الجليدية.

من المحتمل أن يذوب جليد المحيط المتجمد الشمالي في 2035 - الظروف المناخية الحالية للكرة الأرضية - ذوبان جليد القطب الشمالي للأرض - البحر الجليدي

تظهر بعض الدراسات أن البرك الذائبة تعزز من ذوبان الجليد المحيط بها، وتزيد من احتمالية تفتح العوالق النباتية في المحيط، إضافةً إلى أنها تزيد من تكسر الصفائح الجليدية ما يكشف عن المحيط أسفلها وبهذا تمتص حرارة أكبر.

في حال تكررت أحداث الماضي، سيخلو الصيف القطبي من الجليد لعدة قرون، في الفترة ما بين الأعوام 2035-2086.

توقعت نصف النماذج المدروسة صيفًا خاليًا من الجليد، ففي أسوأ الاحتمالات، أي في حال لم نفعل أي شيء لتقليل انبعاثات الغازات، واستمر عدد السكان بالتضخم دون توقف، فإن الجليد البحري سيختفي في 2066.

ليست هذه الدراسة قياسًا مباشرًا لما يحدث حاليًا في القطب، إضافةً إلى أنها لا تبحث في المتغيرات الفصلية المختلفة التي قد تؤثر على ذوبان الجليد ، بل هي نظرة إلى الماضي بهدف توقع أحداث المستقبل لتفادي المشاكل المناخية قدر الإمكان. بالرغم من ذلك، فإن النتائج الخاصة بهذه الدراسة مدعومة بواسطة النماذج الجديدة التي توقعت ذوبان الجليد في المستقبل القريب.

قالت سايم أن «ذوبان الجليد بهذه السرعة سيكون مصدر قلق كبير للمجتمعات المختصة بدراسة القطب الشمالي وعلماء المناخ خصوصًا».

نُشرت هذه الدراسة في مجلة nature climate change.

اقرأ ايضًا:

مجموعة من الحلول المقترحة من أجل الحد من التغير المناخي

بيانات و خرائط توضح كيف تعرض التغيرات المناخية القطب الشمالي للخطر الموقف خطير !

ترجمة زينب سعد

تدقيق: نغم رابي

المصدر