أظهرت دراسة جديدة أنه في حين أن النساء تجذبهُن وسامة الرجل، إلا أنهن سيخترن الرجل الغيْرِيّ -الغيرية أو الإيثار (بالإنجليزية: Altruism): تصرفات لشخص ما لا تعود بالفائدة عليه بل على غيره، وتفضيل راحة ورفاهية الآخرين على الذات.

هذه النتائج تعطي دليلًا آخر على أهمية الغيْرِيّة في تفضيلات اختيار شريك حياة المرأة.

تم اكتشاف هذه النتائج في بحث أجرته جامعة سندرلاند (Sunderland) وجامعة .(Worcester)

ولقد تم نَشر الدراسة في مجلة علم النفس التطوّري.

وتؤكد أن «صفة الغيْرِيّة» صفة مهمة للغاية للنساء للبحث عن شركاء الحياة على المدى الطويل.

وشارك في الدراسة 202 امرأة أغلبيتهن في أوائل العشرينيات, حيث عُرِضت عليهن 12 مجموعة من الصور، كل مجموعة أظهرت وجوه رجلين، واحد وسيم، والآخر أقل منه وسامة بكثير.

وقد رافقت الصور سيناريوهات، ثماني من هذه السيناريوهات لعبت دورًا رئيسيًا، حيث عُرضت عليهن سيناريوهات تكون فيها صفة الغيْرِيّة موجودة في بعضها فقط.

مثال لهذه السيناريوهات: شخصان يمشيان في مدينة مزدحمة ويكون هناك شخصٌ مشرد جالسًا بالقرب من مقهى.

شخص A يقرر الذهاب إلى المقهى لشراء سندويش وكوب من الشاي ليعطيه للمشرد.

شخص B يتظاهر باستخدام هاتفه النقال ويغادر.

بعد رؤية الصور وقراءة السيناريوهات، صنفت النساء مدى جاذبية الرجل سواء لعلاقة رومانسية قصيرة أو جدية.

اعتُبر الرجل الأناني أكثر جاذبية لعلاقة عابرة.

أما الرجل الغيْرِيّ فكانت هناك رغبة أكثر به للعلاقات الجدية طويلة الأمد.

وتقول هيلن درسكول أستاذة في علم النفس في جامعة سندرلاند:

«صفة الغيْرِيّة (الإيثار) تشير إلى أن الرجل قد يكون شريكًا وأبًا جيدًا.

في البيئة التي يتطور فيها البشر، يكون العثور على شريك لعلاقة جدية ولديه القدرة والرغبة في الاستثمار في الذرية مهمًا.

لذلك تفضل النساء الشريك الذي تظهر لديه الصفات التي تدل على قدرته واستعداده على الاستثمار في العلاقات والأطفال.

بينما الرجال الذين لديهم صفة الغيْرِيّة وجاذبية الشكل الخارجي معًا فهم الأكثر جذبًا للاهتمام».

وتضيف الاستاذة أن المرأة تفضل الرجل الوسيم لأن ذلك يدل على جينات جيدة تنتقل بدورها إلى الأبناء ولكن نظرًا للمنافسة للحصول على أفضل شريك، فإنه ليس من الممكن دائمًا الحصول على شريك وسيم يمتلك صفة الغيْرِيّة في نفس الوقت أيضًا.

وتضيف أيضًا: «إذا ما أجبرن على اختيار شريك لمدة طويلة الأمد فستخترن من يكون مؤهلًا ليكون أبًا جيدًا على الرجل ذو الجينات الجيدة، وذلك لأن الاستثمار في الذرية شيء أساسي جدًا للبقاء على قيد الحياة.

ومع ذلك، هناك بعض الأدلة من أبحاث أخرى تثبت أن المرأة عندما تكون في علاقة طويلة الأمد مع شريك مستثمر فهي غالباً ما تنجذب الى شريك قصير الأمد جذاب جسدياً ذو جينات جيدة قد يفتقر إليها شريكها».


  • تحرير: عيسى هزيم.