من هو روبرت هوك؟


بماذا يُعرَف؟

يعرف العالم روبرت هوك برجل نهضة القرن السابع عشر في إنكلترا وذلك لإنجازاته في الكثير من المجالات العملية، كعلم الفلك والفيزياء والبيولوجيا.

بالبداية …

ولد روبرت هوك في مدينة فريش ووتر في جزيرة وايت الإنكليزية في عام 1635، وتلقى تعليمه الجامعي في جامعة أوكسفورد وقضى مسيرته المهنية في الجمعية الملكية وكلية غريشام، تتفاوت أبحاثه وتجاربه من علم الفلك الى البيولوجيا والى الفيزياء، عُرِف العالم بصورةٍ خاصة من خلال اكتشافاتهِ التي إليها خلال استعماله الميكروسكوب ومن خلال القانون المعروف بقانون هوك للمرونة، وتوفي هوك في لندن في عام 1703.

مقتبل حياته ودراسته:

 

ولد روبرت هوك كما ذكرنا في مدينة فريش ووتر في جزيرة وايت الانكليزية في الثامن عشر من يوليو عام 1635، والده جون هوك، الذي خدم كقسيس في رعية الكنيسة المحلية، وأُمه سيسلي هوك.

 

كان هوك في مطلع عمره هزيلًا متوعكَ الصحةِ، ونشأ ليكون شخصًا سريع التعلم وشغل الرسم وصناعة الألعاب والنماذج الميكانيكية جل اهتمامه. بعد أن توفيَ والده في عام 1648؛ أُرسل وهو في الثالثة عشرة من عمره إلى لندن ليتعلم الرسم على يد الرسام بيتر ليلي. لكن هذه المرحلة لم تَدُم طويلًا، إذ أنَّه ذهب لإكمال دراسته في مدرسة ويستمينستر في لندن.

 

التحق روبرت هوك في عام 1653 بكلية كنيسة المسيح التابعة لأوكسفورد حيث سدَّ احتياجاته المالية من خلال العمل كمساعد للعالم روبرت بويل. خلال دراسته للمواضيع التي تراوحت ما بين علم الفلك والكيمياء؛ تعرف هوك على الكثير من الأصدقاء ذوي النفوذ، مثل المعماري كريستوفر رين.

 

التدريس والأبحاث ومهن اُخرى:

 

في عام 1662، عُيِنَ مشرفًا على التجارب في المعهد الملكي الذي كان قد شكل حديثًا آنذاك. حصل على ذلك المنصب بمساعدةٍ من العالم بويل. أصبح هوك زميلًا في المعهد الملكي في عام 1663.

بخلاف الكثير من العلماء النبلاء الذين تعامل معهم، احتاج هوك الى دخلٍ ماديٍ مما دفعه الى قبول منصب بروفيسور علم الهندسة عام 1665 في كلية غريشام في لندن. بعد الحريق العظيم الذي اشتعل في لندن ودمر معظم المدينة؛ أصبح هوك مَسَّاح مدينة، حيث عمل مع رين على تقييم الأضرار وإعادة تصميم العديد من شوارع لندن والأبنية العامة.

 

 

أهم اكتشافاته وإنجازاته:

كان هوك متعدد الثقافة بحق، المواضيع التي قام هوك بتغطيتها خلال مسيرته المهنية شملت المذنبات، حركة الضوء، دوران كوكب المشتري، الجاذبية، ذاكرة الإنسان وخواص الهواء. التزم هوك في كل هذه الدراسات والمبرهنات بالمنهج العلمي أي منهج التجربة والرصد، واستخدم هوك في مشاريعه العديدة أحدثَ أدوات عصره.

 

أهم منشورات هوك كانت الفحص المجهري، حيث قام بنشر 1665 من التجارب التي نفذها باستعمال للمجهر. في هذه الدراسة الرائدة، صاغ هوك المصطلح «خلية-cell» خلال مناقشته لهيكل الفلين. قام أيضًا بدراسة الذباب، الريش ورقاقات الثلج، وتعرف بشكلٍ صحيحٍ على الحفريات على أنّها بقايا لأحياء عاشت يومًا.

 

في عام 1678 نشر هوك نظريته عن المرونة والتي عرفت فيما بعد باسم قانون هوك، وقد نشرها تحت اسم «محاضرات عن النابض- Lectures of Spring». نص قانون هوك على أن القوة اللازمة لمد أو ضغط نابضٍ تتناسب خطيًا مع مسافة التمدد أو الانضغاط. في مشروعٍ ذات صلة؛ عملَ هوك لسنواتٍ طويلةٍ على اختراع ساعةٍ ذات نظام نابضي (زنبركي).

 

حياته الشخصية وسمعته:

لم يتزوج هوك قَطٌ، فابنة أُختِه «غرَيس هوك-Grace Hooke» التي كانت رفيقة حياته ومدبرة منزِلِه وكذلك محبوبته الأولى والأخيرة؛ توفيت في عام 1687، ولم يجد عزاءً له من بعدها.

كان مشوار هوك المهني مشوبًا بالمشاحنات مع علماءٍ بارزين آخرين، حيث كان كثير التخاصم مع زميله الانكليزي العلامة إسحاق نيوتن، بما في ذلك نزاع في عام 1686 حول إمكانية وجود تأثيرٍ لهوك على كتاب نيوتن الشهير «مبادئ الرياضيات»

عانى في آخر سنة من حياته من أعراضٍ ربما كان سببها داء السكري، وتوفي عن عمرٍ يناهز السبعة والستين في لندن في الثالث من مارس\آذار من عام 1703.


ترجمة: رامي الرضوان
تدقيق: سامي الهلالي