يوجد في كل مجرة كبيرة ثقب أسود فائق الضخامة، ولكن السؤال هو: كيف يصلون إلى هذه الضخامة؟ أظهرت ورقة بحثية منشورة في مجلة (العلم Science) ثغرات في المفاهيم السّائدة حول نمو الثقوب السوداء فائقة الضخامة كونها تتناقض مع البيانات المرصودة. هذه هي المرة الأولى التي يتم استخدام المعلومات المتوفرة عن موجات الجاذبية لدراسة هذا الشأن.

تتنبأ النظرية النسبية لأينشتاين بوجود أجسام ضخمة تولد موجات جاذبية في الزمكان، و بتغيير السرعة أو الإتجاه، يدور زوج من الثقوب السوداء حول بعضها، و عندما تندمج مجرتان، تتلاقى الثقوب السوداء في مراكز هذه المجرات مع بعضها فتبدأ بالإلتفاف والدوران ومن ثمّ الإندماج.

“فعندما تقترب الثقوب السوداء من بعضها لتندمج، تبدأ بإطلاق موجات جاذبية، وعلى الفور نكون أمام ترددات يجب أن نكون قادرين على إلتقاطها، و بتكرار هذا الحدث، تخلق تلك الإلتقاءات بين الثقوب السوداء في أرجاء الكون خلفية للموجات الجذبية، كما هو الحال بالنسبة للضوضاء الصادر عن حشدٍ غاضب.” كما يقول الدكتور راميش بات من جامعة (كرتن).

انشغل علماء الفلك بالبحث عن موجات الجاذبية عن طريق مقراب (تلسكوب) باركس و مجموعة من عشرين نجم دوراني صغير تسمى بالنجوم النابضة (pulsars). تعتبر النجوم النابضة بمثابة ساعات فضائية غاية في الدقة؛ إذ يُقاس وقت وصولها بدقة فائقة على الأرض بمقدار عُشر مايكروثانية (جزء من مليون من الثانية)، فعندما تنتشر موجات الجاذبية في الزمكان تقوم تلك الموجات بتضخيم أو تقليص المسافات بين الأجسام الموجودة ضمن منطقة معينة من الزمكان بشكلٍ مؤقت لتقوم بالتنبيه بوقت وصول النبض على سطح الأرض.

وعلى الرغم من وجود بيانات كثيرة لتسجيل الوقت لحوالي 20 سنة، إلا أنها غير كافية لاكتشاف الموجات الجذبية بشكلٍ كامل، إلا أن فريق البحث صرح بأن البيانات ذات نسبة تقريبية صحيحة. كما تظهر النتائج مدى إنخفاض معدّل خلفية موجات الجاذبية، إذ أنّ قوة موجة الجاذبية تعتمد على عوامل مختلفة مثل: كيفية تداخل الثقوب السوداء الهائلة و إندماجها غالبًا، و مدى ضخامتها و مدى تباعدها، فانخفاض معدل الخلفية يتحدد وفقًا لعامل أو أكثر من هذه العوامل.


 

مصدر