يعد الغلاف الجوي مائعًا، وبالتالي فهو يخضع لقوانين ديناميكا الموائع، مثل الدوران والتيارات و موجات الجاذبية. إن الغلاف الجوي دائم الحركة؛ لذلك تحدث تلك الظواهر فيه طيلة الوقت، لكن في الواقع رصدها أمر آخر تمامًا.

لكن بفضل الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس، يمكنك الآن رصد موجات الجاذبية في الغلاف الجوي بقوة، والتي انتشرت فوق غرب أستراليا الأسبوع الماضي.

لا ينبغي الخلط بين موجات الجاذبية gravitational waves والتي هي اضطرابات في انحناء الزمكان الناشئة عن تسارع هائل، وبين أمواج الجاذبية gravity waves والمعروفة أيضًا باسم أمواج الطفو buoyancy waves، وهي ظاهرة فيزيائية حيث تتولد الموجات في أي وسط سائل، مثل الأمواج على الشاطئ، أو تموجات في كوب من الماء.

تحدث هذه الظاهرة في الغازات أيضًا، مثل غلافنا الجوي، وتسمى موجات الجاذبية ، لأن الجاذبية هي القوة التي تعيد التوازن.

تنشأ تلك الأمواج عادة في الغلاف الجوي بواسطة العوائق أمام تدفق الهواء، مثل سلاسل الجبال (يخلق هذا موجات عملاقة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة)، وعن طريق التصادم بين الكتل الهوائية ذات درجات الحرارة المختلفة. أما السبب الأخير فهو ما تسبب في الموجات فوق غرب أستراليا.
نادرًا ما يتم رصد موجات الجاذبية في الغلاف الجوي للأرض الدوران والتيارات و موجات الجاذبية اضطرابات في انحناء الزمكان الناشئة عن تسارع هائل

وفقًا لما صرحه عالم الأرصاد الجوية آدم مورجان من المكتب الأسترالي الرسمي للأرصاد الجوية لهيئة الإذاعة الأمريكية ABC: «كانت هناك عاصفة رعدية كبيرة فوق شمال غرب واشنطن والاضطرابات في تلك الحالة حدثت بسبب الهواء البارد الذي يسقط من العاصفة الرعدية على الهواء الدافئ بالقرب من السطح».

وأضاف: «يسبب الاختلاف في الكثافة هناك اضطرابًا، ومن ثم يمكن لموجة الجاذبية الانتقال مع انتشار الهواء البارد. سيظل الاضطراب موجودًا إلى أن يعود توازن كل شيء، وهذا هو السبب الذي يمكن موجات الجاذبية من السفر بعيدًا».

من خلال الصور الملتقطة بواسطة القمر الصناعي الياباني Himawari-8 في تاريخ 21 أكتوبر من العام الجاري، يمكن رؤية الأمواج وهي تتحرك إلى الخارج عبر السحب مرورًا بالمحيط الهندي من شمال غرب أستراليا.

بفضل هذه الغيوم والقمر الصناعي، تمكنّا من رصد الأمواج، ما لم يكن هناك شيء مرئي يمكن للأمواج أن تنتشر من خلاله، لن نتمكن من رؤيتها، وهذا ما يجعل المشهد في غاية الندرة.

من خلال التجويفات التي خلفتها الأمواج، يمكن رؤية الغبار ينتشر من منطقة بيلبارا الصحراوية في غرب أستراليا فوق المحيط الهندي، حيث تسببت الرياح الناتجة من العاصفة الرعدية في عاصفة ترابية ضخمة.

اقرأ أيضًا:

ما هو الطقس ؟

ستة أنواعٍ من السُحُب يمكن أن نستعملها لمعرفة الطقس

موجات الجاذبية – بماذا أفادنا اكتشاف أمواج الجاذبية ؟

ترجمة: آية قاسم

تدقيق: نغم رابي

مراجعة: صهيب الأغبري

المصدر