أُطلق أربعة رواد فضاء بنجاح نحو الفضاء على متن مركبة «سبيس إكس كرو دراجون» التي تحمل اسم «رزيليانس»، تجاه محطة الفضاء الدولية. وتأمل الولايات المتحدة أن تكون هذه بداية مهام روتينية بعد نجاح الرحلة التجريبية أواخر الربيع.

انطلق في هذه الرحلة ثلاثة أمريكيين هم مايكل هوبكنز وفيكتور غلوفر وشانون ووكر مع الياباني سويشي نوغوتشي، بتاريخ 15/11 الساعة 7:27 مساءً أي 0027 بالتوقيت العالمي المنسق، من مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، وبهذا ينتهي عقد من الاعتماد الدولي على المركبات الروسية «سويوز» في رحلات الفضاء.

أشاد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بهذا الحدث على تويتر ووصفه بأنه «دليل على قوة العلم، وما قد نحققه عند تسخير ابتكاراتنا وإبداعنا وتصميمنا»، في حين وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه إنجاز «عظيم».

نجاح جديد! سبايس إكس تطلق 4 رواد فضاء في مهمة تاريخية لناسا - انطلاق مركبة «سبيس إكس كرو دراجون» التي تحمل اسم «رزيليانس»، تجاه محطة الفضاء الدولية

ووصف نائب الرئيس مايك بنس، الذي حضر الإطلاق مع زوجته كارين، هذا الحدث بأنه «حقبة جديدة في أمريكا لاكتشاف الفضاء».

انفصلت الكبسولة بنجاح عند المرحلة الثانية من إطلاق الصاروخ، ووفقًا لعضو فريق سبيس إكس، فقد حققت «دخولًا في المدار الاسمي»، ما يعني أن الكبسولة تسير حاليًا في المسار الصحيح للوصول إلى محطة الفضاء الدولية.

سيرسو الطاقم في وجهته نحو الساعة 11:00 مساءً يوم الاثنين 16/11، 0400 بالتوقيت العالمي يوم الثلاثاء، لينضم إلى روسيين وأمريكي موجودين على متن المحطة، حيث سيمكثون مدة ستة أشهر.

في مايو، أكملت سبيس إكس مهمة توضيحية تظهر إمكانية اصطحاب رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية ثم إعادتهم بأمان، وهو تطور تاريخي يسمح مرةً أخرى للولايات المتحدة بالبدء بالسفر إلى المحطة الفضائية بإمكانياتها الخاصة.

أصبحت كرو دراجون أول مركبة فضائية تعتمدها ناسا منذ مكوك الفضاء قبل 40 عامًا تقريبًا. وهي كبسولة تشبه في شكلها المركبة الفضائية التي سبقت مكوك الفضاء، والمركبة المسؤولة عن إطلاقها هي صاروخ «سبيس إكس فالكون 9» القابل لإعادة الاستخدام.

تفتح كرو دراجون مظلاتها في نهاية المهمة، وتنزل على سطح الماء مثل مهام أبولو.

لجأت ناسا إلى سبيس إكس وبوينج بعد إغلاق برنامج المكوك الفضائي المتقلب سنة 2011، الذي فشل في تحقيق هدف رئيسي هو جعل السفر إلى الفضاء آمنًا وبأسعار معقولة.

أنفقت ناسا أكثر من 8 مليارات دولار على برنامج كرو التجاري حتى 2024، على أمل أن يتمكن القطاع الخاص من تلبية احتياجات ناسا في «المدار الأرضي المنخفض»، حتى الانتقال إلى مرحلة البعثات نحو القمر ثم إلى المريخ.

تقدمت شركة سبيس إكس التي أسسها إيلون ماسك سنة 2002 على منافستها الأقدم بكثير بوينغ، فقد تعثر برنامج الأخيرة بعد فشل اختبار طائرة ستارلاينر غير المأهولة العام الماضي.

يقول بريدنشتاين أن نجاح سبيس إكس لا يعني أن الولايات المتحدة ستتوقف كليًّا عن التعاون مع روسيا.

إذ أوضح أن التعامل مع روسيا ضروري في حالة تعطل أي من البرنامجين في فترة ما، قائلًا: «نسعى لتبادل المقاعد، فيمكن رواد الفضاء الأمريكيين التحليق على صواريخ سويوز الروسية، ويمكن رواد الفضاء الروس التحليق على متن مركبات كرو التجارية».

في الواقع، تعثرت العلاقات الفضائية بين الولايات المتحدة وروسيا -التي تُعَد إحدى النقاط الإيجابية القليلة في علاقاتهما الثنائية- في السنوات الأخيرة، وتبقى الشكوك قائمةً دومًا.

إذ صرحت روسيا سابقًا بأنها لن تكون شريكًا في برنامج أرتميس للعودة إلى القمر سنة 2024، بحجة أن المهمة التي تقودها ناسا تخص الولايات المتحدة وحدها. وأيضًا سخر ديمتري روجوزين رئيس وكالة الفضاء الروسية من تكنولوجيا سبايس إكس، وأعلن أن شركة روسكوزموس ستصنع صواريخ تتفوق على صواريخ ماسك.

وقال إنه لم يتأثر بهبوط كرو دراجون على الماء، ووصف الحدث بأنه «قاسٍ نوعًا ما» وقال إن وكالته تطور صاروخ ميثان يمكن إعادة استخدامه 100 مرة.

لكن حقيقة أن وكالة الفضاء الوطنية تقارن نفسها بشركة ما، هو إثبات لفعالية استراتيجية ناسا للتعاون بين القطاعين العام والخاص. ولا ننسى أيضًا أن ظهور سبايس اكس أدى إلى حرمان شركة روسكوزموس من مصدر دخل ثمين.

إذ ارتفعت العام الماضي تكلفة الرحلات على الصواريخ الروسية، فبلغت نحو 85 مليون دولار لكل رائد فضاء ذهابًا وإيابًا.

تُعد فترات الانتقالات الرئاسية أوقاتًا عصيبة لناسا، ويُتوقَع ألا يُحدِث تولي بايدن الرئاسة فارقًا.

حتى الآن لم تتلق الوكالة من الكونجرس المبلغ المقدر بنحو عشرات المليارات من الدولارات، الضرورية لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج أرتميس.

أعلن بريدنشتاين أنه سيتنحى للسماح للرئيس الجديد بتحديد أهدافه الخاصة لاكتشاف الفضاء. وحتى الآن لم يعلق بايدن على الجدول الزمني لعام 2024.

تشير وثائق الحزب الديمقراطي إلى دعم تطلعات ناسا إلى القمر والمريخ، لكنها تؤكد أيضًا زيادة الاهتمام بقسم علوم الأرض في الوكالة لفهم أفضل لكيفية تأثير تغير المناخ في كوكبنا.

اقرأ أيضًا:

رواد فضاء ناسا في رحلة جديدة للمرة الأولى منذ عقود بفضل سبيس إكس

الخطوات التي يجب أن تتخذها ناسا للعودة للقمر مرة أخرى

ترجمة: صابر مخلوف

تدقيق: بهاء قاسم

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر