في صباح الخامس عشر من تموز لعام 2012م، انضمّ كوكبيّ الزُهرة والمشتري مع النجم الأحمر العملاق المسمى الدبران_Aldebran والهلال المنحسر في اقترانٍ رُباعي.

كما وتقع مجموعة العنقود النجمي (الثُريا_Pleiades) في الجوار.

يُعدّ الدبران ألمع نجم في كوكبة برج الثور الذي يُعرف باسم عين الثور_Eye of Tauru، وقد أتت تسمية الدبران من اللغة العربية ويعني التابع، لأنه موجود ضمن العنقود النجمي القلائص_Hyades التابع بدوره للعنقود النجمي الثُريّا.

هذا النجم العملاق هو من الفئة K، ويُعدّ أكبر من شمسنا بقليل، تبلغ كتلته 1.7 كتلة شمسية، والرياح القوية المنبعثة منه تُبدد كتلته.

وهو أيضًا أقدم وأكثر احمرارًا من الشمس، ويُعد لدمج نواته خفيفة الوزن في عناصر أثقل منها، وذلك شائع بين النجوم من نوعه.

تبلغ درجة حرارة سطح الدبران حوالي (3.738) درجة مئويّة وتتوهجُّ بالأحمر، على غرار المرّيخ الذي يمرُّ بين الفينَةِ والأخرى بنجومِ السماء ليلًا.

ولأنَّ توهّج النجم أمرٌ مفهومٌ جيّدًا، فإنّه يُستخدمُ في بعض الأحيان في علم الفلك المُقارن.

فعلى سبيل المثال، عام 2006 كانت المركبة الفضائيّة (Cassini) تحدّق بالدبران من خلال حلقات زحل لمعرفة المزيد عن تركيزات جُسَيم الحلقة.

تحديد موقع الدبران:

لقد لوحِظ هذا النجم وتمت تسميَّته في علم الفلك الصيني والروماني والهندوسي، من بين الثقافات الأخرى.

وكان من الصعب ألّا يُلاحظ عند القدماء، فبالنظر لكون برج الثور واضحٌ جدًا في فصل الشتاء، فإنه واحدٌ من أقدم الأبراج الموثّقة بالفعل.

والتي تمتدُّ أصولها إلى ما يصل للعصر البرونزيّ على الأقل.

عمليًّا نجم الدبران جار للأرض بمسافة قدرها 65 سنة ضوئيّة، وحجمه الظاهريّ حوالي 0.85 ما يجعله من النجوم الأربعة عشر الألمع في السماء.

وموقعه تحديدًا:

  • أعلى اليمين: 04 ساعة 35 دقيقة 55.2 ثانية.
  • الانحراف: +16

الدبران في عصر التليسكوب:

غالبًا يكونُ النجم محجوبًا بالقمر (أو مُستترًا به)، لأنه يقع بالقرب من مسار كسوف الشمس (مسار كلٍ من الشمس، القمر والكواكب في السماء).

وبسبب هذا الاستتار بالقمر، فمن السهل نسبيًا الحصول على فكرة تقريبيّة عن حجم النجم، من خلال تقدير الزمن الذي يكون فيه مُغطّى، فضلًا عن مُلاحظته في مواقع مُختلفة.

وتبيّن الحسابات أن حجمه يبلغ حوالي 44 ضعفًا من الشمس.

يبدو الدبران جزءًا من مجموعة (القلائص – Hyades) عندما يُنظر إليه من الأرض،إلا أنَّ القياسات الحديثة تبيّن أنه في منطقةٍ مُختلفةٍ فعليًا من الفضاء.

الاستعانة بالدبران كمُرشد:

أحيانًا يستخدم الفلكيّون النجومَ الساطعة كنقاطٍ إرشاديّة لزيادة فهمهم للأشياء الأخرى.

أثناء مُهمة المركبة (Cassini) حدث مثالٌ حينَ أخذت المركبة الفضائيّة سلسلة من الصور للدبران من وراءِ حلقات زُحل، وتقولُ ناسا في ذلك الوقت: ” يُعرف هذا النوع من المُراقبة باسم الاحتجاب النجمي، ويستخدم نجمًا معروُفَ السطوع جيّدًا.

وبينما تشاهد المركبة حلقات زحل تمرُّ من الأمام، فإنَ ضوء النجم يتردّد، مؤمّنًا معلوماتٍ حول تركيزات جُسَيم الحلقة داخل مُختلف الميزات الشعاعيّة في الحلقات”.

وفي مشروعٍ قديمٍ آخر استُخدم الدبران لرسم خريطة القمر.

حيث ذكر موقع وكالة الفضاء الفلكيّة التابع لوكالة ناسا عام 1997: “يمكن استخدام تسجيلات كاميرات الفيديو المنزليّة بتوقيتٍ دقيق من مواقع مختلفة لتحسين الخرائط في قمّة التضاريس القمريّة للنقاط المحجوبة”.


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: إيمان قاسم
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر