زحزحة القارات هي نظرية تفسّر كيف تغير موقع القارات على سطح الأرض، فقد وضعت هذه النظرية في عام 1912 من قِبَل الجيوفيزيائي وعالم الأرصاد الجوية ألفريد ويجنر وقد فسرت أيضًا لماذا تتشابه أحافير النباتات والحيوانات والتكوينات الصخرية المتماثلة على الرغم من تواجدها في قارات مختلفة.

يعتقد ويجنر أن القارات كانت جزءًا واحدًا، (Urkontinent) وهي كلمة ألمانية معناها أصل القارات قبل أن تنقسم وتنجرف الى مواقعها الحالية.

وبالرغم من أنّ معظم ملاحظات ويجنر عن الصخور والأحافير كانت صحيحة إلا أنه كان مخطئًا بشكل مفاجئ ببعض النقاط الرئيسية فعلى سبيل المثال، توقع بأن القارات قد اجتاحت المحيط كما تجتاح الكاسحات الجليد.

قال هنري فرانكل، استاذ فخري في جامعة كانساس سيتي ومؤلف كتاب من أربعة مجلدات وهو جدلية الانجراف القاري: «المفارقة في الاعتراض الرئيسي بأنه لا وجود لآلية لتحرك القارات وبأن الصفائح التكتونية قد قبلت ذلك من دون أي الية».

وعلى الرغم من دحض نظرية ويجنر عن الانجراف القاري إلا أنه قد قدم فكرة تحرك القارات للعلماء للتفكير بها، وبعد عقود أكد العلماء بقبول بعض أفكار ويغنر كالوجود الماضي للقارة العملاقة التي تربط اليابسة كلها مع بعضها البعض.

ساعدت بانجيا القارة العملاقة التي تشكلت قبل 300 مليون سنة وكانت مسؤولة عن لغز الأحافير والصخور بويغنر على وضع نظريته.

الكوكب المتقلص بشكل لا يصدق

يقول فرانكل عندما عرض ويجنر نظرية الانجراف القاري: «إن العديد من علماء الجيولوجيا كانوا من المعارضين لها حيث كان تفكيرهم يتركز على فكرة أن الجبال العظيمة في الأرض تشكلت من التبريد والتقلص منذ نشأة الكون».

وعند الأخذ بالحسبان الأحافير المتماثلة في القارات مثل أمريكا الجنوبية وأفريقيا تذرع العلماء بجسور تصل بين القارات والتي قد اختفت تحت البحر.

وأضاف فرانكل: «تجادل الباحثون حول الجسور البرية إلى حين ظهور نظرية الصفائح التكتونية وتطورها وعلى سبيل المثال بدأ العلماء المختصون بإدراك أن الحجار القارية كانت خفيفة جدًا لتغرق في قاع المحيط وبدلًا من ذلك اقترح العلماء بأن تقدير التشابه بين الأحافير مبالغ فيه».

نظرية الصفائح التكتونية هي نظرية مقبولة على نطاق واسع وتنص على أنّ قشرة الأرض تكسرت لتتحول إلى صفائح صلبة متنقلة.

اكتشف العلماء حواف صفيحة في الخمسينيّات والستينيّات من القرن الماضي، بواسطة المسح المغناطيسي لقاع المحيط من خلال شبكات استماع زلزالية بنيت لمراقبة التجارب النووية وأشارت أنماط التيار المتردد للمغناطيس إلى شذوذ في قاع البحر في مكان ما حيث وجدت المواد الجديدة لهذه الصفائح وأظهرت المعادن المغناطيسية بأن اصطفاف الحجارة في القارات قد تحركت من جانب بعضها.

كما وأن نظرية الانجراف القاري تتوافق مع الأحافير للحيوانات والنباتات المتشابهة التي وجدت في قارات متباعدة.

الدليل على نظرية الانجراف القاري:

خريطة القارات هذه أوحت لويجنر للبحث عن شرح للتاريخ الجيولوجي للأرض حيث تدرب كخبير أرصاد جوية وكان مفتونًا بالتشابك المتناسب بين شواطئ أفريقيا وأمريكا الجنوبية فقام بتجميع قدر من الأدلة ليظهر بأن قارات الأرض كانت عبارة عن قارة واحدة عملاقة.

عرف ويجنر بأن أحافير النباتات والحيوانات مثل المستحاثات (زواحف وجدت في المياه العذبة فقط في أمريكا الجنوبية وأفريقيا خلال العصر البرميّ) ويمكن العثور عليها في العديد من القارات وأيضًا قام بمطابقة الصخور على جانبي المحيط الأطلسي كقطع الأحاجي مثل جبال الأبلاش في الولايات المتحدة الأمريكية وجبال كالدونيان في اسكتلندا وطبقات كاررو في جنوب أفريقيا وسانتا كاترينا في البرازيل.

وعلى الرغم من الأدلة القطعية والتي لا تصدق لنظريته لم يعش ويجنر ليراها تحصل على قبول واسع حيث توفي عن عمر يناهز 50 عامًا في رحلة استكشافية الى جرينلاند عام 1930.


  • ترجمة: إيناس حج علي
  • تدقيق: روان نبيل
  • تحرير: حسام صفاء
  • المصدر