يتأثر نمو الطفل بعدة عوامل ولعل أهمها لبن الأم ، هذا ما أشار إليه بحث أجراه العلماء في كاليفورنيا عن نوع معين من الكربوهيدرات يُعرف بـ (قليل السكريد (Oligosaccharide موجود في لبن الأم ، يعزز النمو المعرفي للطفل.

أُجريت دراسات عديدة في وقت سابق عن هذا النوع من الكربوهيدرات على الحيوانات، ولكن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يُجرى على البشر، إذ حدد الباحثون تركيبة لبن الأم وكمية الرضاعة في الشهر الأول والسادس لـ 50 أُمًّا في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس CHLA.

استخدم العلماء طريقة تعرف بـ«التحليل الوسطي» لدراسة تأثير Oligosaccharide 2’FL، عندما قاسوا النمو المعرفي للأطفال في عمر السنتين باستخدام تقنية بايلي-3 Bayley-III -الاختبار الرسمي لنمو الأطفال والرضع- فوجدوا أن الأطفال الذين كان عمرهم شهرًا واحدًا وسجلوا نسبًا عالية في الاختبار كان في لبن أمهاتهم نسبة أعلى من نوع الكربوهيدرات هذا، ولكن لم يكن له تأثير كبير على الأطفال ذوي الستة أشهر، وهذا يدل على أن التناول المبكر له فوائد أكبر.

وقال الدكتور الباحث بيج بيرجر Paige Berger في بيان له: «إن التطور المعرفي المرتفع في السنتين الأوليين من الحياة يثير التساؤل عن التأثير المحتمل على الطفل على المدى الطويل في المدرسة وما بعدها».

وأضاف دكتور مايكل غوران Michael Goran: «توجد مكونات عديدة مختلفة في تركيبة لبن الأم، وهي قابلة للتغير مع مرور الوقت وتختلف أيضًا من أم إلى أخرى، وأردنا أيضًا تحديد العمر الذي يكون فيه التأثير المعرفي في نمو الطفل أقوى».

شملت الدراسة عينات غير عشوائية، كانت لنساء من بيئات متشابهة وهذا قد يحد من تعميم النتائج وتأكيدها، ومع ذلك فقد أشارت دراسات أخرى إلى أن إضافةOligosaccharide 2’FL إلى غذاء الأطفال قد يحسن من النمو العصبي لديهم.

قال الدكتور بيرجر: «تعد الرضاعة الطبيعية كافيةً للرضع من ناحية العناصر الغذائية، ولكن النساء غير المُرضعات فيمكنهم تقديم Oligosaccharide 2’FL لتكون مكملات غذائية بديلة لأطفالهم من أجل تحسين نموهم المعرفي».

اقرأ أيضًا:

بين حليب الثدي والحليب الصناعيّ، ما هو الأفضل لطفلك؟

حليب الأم وبكتيريا أمعاء الرضيع: التعايش القديم

ترجمة: رند عصام

تدقيق: مينا خلف

مراجعة صالح عثمان

المصدر