للمرة الأولى، وجد علماء الفلك نظامًا نجميًا في مجرتنا يمكن أن يؤدي إلى انفجار أشعة غاما، وهو واحد من الأحداث المعروفة بحدوثها في الكون الأكثر سطوعًا ونشاطًا.

يسمى نظام النجم رسميًا 2XMM J160050.7-514245، ولكن الباحثين يلقبونه بـ أبيب-Apep على اسم الثعبان المصري إله الفوضى.

يتماشى الاسم بشكل رائع مع النظام الذي تُحيط به المراوح النارية الطويلة من المادة التي يتم إخراجها إلى الفضاء. كما هو موضح في الصورة أعلاه.

تأتي هذه المراوح من زوج من النجوم الثنائية وولف رايت-Wolf-Rayet المتألقان في مركز النظام.

(إنهما قريبان من بعضهما بما يكفي لدرجة أنهما يشبهان ضوءًا ساطعًا واحدًا تحت النجم الثالث الأكثر دوارًا وبعدًا، كما هو موضح في الصورة أيضًا).

نجما وولف رايت Wolf-Rayet هي شمس كبيرة الكتلة وصلت إلى نهايات حياتها وأحرقت كل هيدروجينها، وبالتالي فإنهم يدمجون عناصر أثقل، دائرَين بسرعة وقاذفين المواد إلى الفضاء.

إنهما ساطعان بما فيه الكفاية بحيث يستطيع علماء الفلك اكتشاف وجودهما حتى عندما يكمنان في مجرات أخرى، وعندما تنهار مطلقة مستعرًا أكبر-supernova فإنّ علماء الفلك يعتقدون أنهما قد يخلقان انفجارات أشعة غاما الطويلة التي يتم اكتشافها في بعض الأحيان من الفضاء العميق.

في ورقة بحثية مقررٌ نشرها يوم 19 نوفمبر في مجلة Nature Astronomy، ذكر الباحثون أن Apep مرشحٌ جيِّد لمثل هذا الانفجار، ما يجعله أول نظام نجمي من نوعه تم اكتشافه في مجرة درب التبانة.

وكتب الباحثون أن تلك الدوائر الطويلة تنتج من الرياح النجمية التي تبعُد عن النظام الثنائي نحو 3400 كم / ثانية.

يجب أن تدور نجوم وولف رايت بشكل سريع لإبعاد كل هذه المادة وبسرعة كافية لتمزيق نفسها، وقال الباحثون أنه من غير الواضح على وجه التحديد ما الذي يُسبب ارتفاع سرعة هذا النوع من النجوم لهذه السرعة لكن تلك السرعة ستلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج انفجار أشعة غاما عندما يأتي المستعر الأعظم في النهاية.

من المنظور الفلكي، يجب أن يكون هذا قريبًا، إذ تعيش نجوم وولف رايت في هذه الحالة سريعة الدوران منذ بضع مئات آلاف السنين، لكن عددًا قليلًا فقط منهم لديه الخصائص الضرورية لإنتاج انفجارات أشعة غاما، وهو على الأرجح جزءٌ كبيرٌ من السبب في ندرة هذه الانفجارات.


  • ترجمة: مصطفى أشرف عشماوي
  • تدقيق: براءة ذويب
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر