لقد واصل البحث لكي يفهم الثقوب السوداء حتى النهاية.

لقد اعتقدنا أنّنا رأينا الدراسة الأخيرة للراحل العظيم ستيفن هوكينج ولكن هناك ورقة أخرى نُشرت بالشراكة مع زملاء في كامبريدج وهارفارد، وتستعرض هذه الدراسة الثقوب السوداء، أحد المواضيع التي كان هوكينج مُولعًا بها بشدة.

وبشكلٍ خاص، فإنّها تدرس اللغز غير المكتشف لما يحصل للمعلومات التي تحتفظ بها الأجسام بمجرد اختفائها في الثقب الأسود، ولم يتضح بدقة كيف يمكن لأي من خصائص الأجسام النجاة عندما يتم التهامها، ولكن الدراسة الأخيرة قدّمت فكرة.

واقترح الباحثون أنه إذا سقط جسم في الثقب الأسود فيجب أن تزداد حرارة هذا الثقب وينبغي أيضًا أن يتغير قصوره الحراري (اضطرابه أو عشوائيته) استجابةً لسقوط الجسم.

الفوتونات المحيطة بالثقب الأسود قد تكون قادرة على تسجيل تغيرات القصور الحراري، هذه الفوتونات التي أطلق عليها هوكينج وزملاؤه اسم (الشعيرات الناعمة “الضوئية”).

وتحدث أحد علماء الفريق وهو عالم الفيزياء النظرية مالكوم بيري من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة للصحفي إيان سامبل صحيفة الغارديان: «ما فعلته الدراسة هو إظهار بأنّ الشعيرات الناعمة تستطيع تفسير القصور الحراري، إن هذه الدراسة تخبرك بأن الشعيرات الناعمة تقوم بالأشياء الصحيحة».

وأضاف أيضًا: «لا نعلم إذا كانت حسابات هوكينج للقصور الحراري تتضمن كل شيء يمكن أن ترميه في الثقب الأسود، لذلك هي خطوة تتطلب الكثير من الدراسة والبحث، لقد اعتقدنا أنها خطوة جيدة ولكن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به».

أنهى بيري العمل على الدراسة بعد وفاة هوكينج في آذار 2018 وقال إنها إشارة لتطور مفهومنا ولكن هناك الكثير لكي نقطعه.

البعض من أكثر أبحاث هوكينج أهمية كانت عن الثقوب السوداء.

صيغة درجة الحرارة في الثقب الأسود (درجة حرارة هوكينج) منقوشة على النصب التذكاري للعالم العظيم الموجود في كنيسة وستمنستر آبي.

وبعد أن تمَّ الوصول للبنية النظرية لهذه الحرارة في عام 1974، عمل هوكينج وفيزيائيون آخرون لوضع هذه الفكرة ضمن المبادئ الأساسية للفيزياء الكلاسيكية والكمية، وهي القوانين التي تنص بأنك لن تحصل على شيء بمجرد دخولك الثقب الأسود.

إنها معروفة رسميًا بمفارقة المعلومات المرتبطة بالثقب الأسود: كيف يمكن للثقوب السوداء إزالة كل معلومات الأجسام والاحتفاظ بها في وقت واحد، شيءٌ محير، أليس كذلك؟!!

وهنا يأتي دور الشعيرات الناعمة (الضوئية) – والتي اقترحت من قبل هوكينج لأول مرة في عام 2016 – كوسيلة لتفسير تغيرات القصور الحراري ودرجات الحرارة بحيث تتناسب مع ما نعلمه عن كيفية عمل الكون.

بينما يجب أن تكون عالمًا بمكانة هوكينج لكي تفهم النقاط الدقيقة للبحث الجديد بشكل صحيح، إنها تبدو إشادة مناسبة بأن الدراسة الأخيرة المرفقة باسمه مرتبطة بواحد من مواضيعه المفضلة.

كما روى بيري عن المرة الأخيرة التي تحدث فيها مع هوكينج عن البحث الذي كانا يعملان عليه، وكان ذلك قبل أيام قليلة من وفاة هوكينج.

وتحدث بيري للغارديان قائلًا: «كان من الصعب جدًا على ستيفن التواصل لذلك وضعت مكبر صوت لأعلمه أين وصلنا وعندما شرحت إليه أظهر لي ابتسامة رائعة فأخبرته بأننا سنصل لمكان ما.. كان يعلم النتيجة النهائية».

لم تتم بعد مراجعة الورقة النهائية لهوكينج، ولكنها متوفرة قبل الطباعة على الخادم arXiv.org.


  • ترجمة: يزن دبجن
  • تدقيق: أنس حاج حسن
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر