الطريقة الوحيدة للتأكد تمامًا إذا ما كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) هي عن طريق الخضوع للاختبار الخاص بهذا المرض، فعلى الرّغم من أنّ الإصابة بالفيروس يصاحبها ظهور بعض الأعراض، إلا أنها ليست طريقة يمكن الاعتماد عليها لتحديد ما إذا كنت مصابًا حقًّا أم لا، بل في بعض الأحيان هناك أشخاص قد لا تظهر لديهم أي أعراض على الإطلاق.

لذلك حتى إذا كنت لا تشعر بأيٍّ من الأعراض المطابِقة لأعراض المرض عليك دائمًا أن تخضع للتحاليل الخاصة به إذا كنت تظن أنك معرّضٌ لخطر الإصابة.

-هل أنا معرّضٌ لخطر الإصابة بالفيروس؟

الإصابة بالفيروس تكون نتيجة الاتصال المباشر بأنواع محددة من سوائل الجسم وهي (الدم – السائل المنوي-المذى (سائل ما قبل القذف) – سوائل المهبل – حليب الثدي).

بالإضافة إلى ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي دون استعمال واقي ذكري.

-أما مشاركة الإبر أو الأدوات الحادة مع مريض آخر فهي الطرق الأخطر والأكثر شيوعًا للإصابة بالفيروس.

ولكن، هناك طرقٌ أُخرى بالطبع تزيد من خطر تعرّضك للإصابة أيضًا.

-يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) كلّ شخص يتراوح عمره ما بين 13 و64 عامًا بالخضوع لاختبار الإصابة بالفيروس على الأقلّ مرّة واحدة على سبيل الاحتراس.

وعليك أيضًا أن تسأل نفسك عدة أسئلة وعلى أساسها عليك الخضوع للاختبار إذا ما كانت إجابتك على أيّ منها ب (نعم).

  • هل سبق وأن مارست الجنس بدون وسائل حماية مع شخص مصاب بفيروس HIV أو كنت غير متأكدٍ إذا ما كان مصابًا به أولا؟
  • هل سبق وأن تبادلت الحقن أو الإبر مع الآخرين؟ مثل حقن الهرمونات أو المنشطات أو السيليكون؟
  • هل سبق وشُخِّصتَ بأحد الأمراض المتناقلة جنسيًّا؟
  • هل سبق وشُخِّصتَ بمرض السل أو التهاب الكبد الوبائيّ؟
  • هل سبق ومارست الجنس مع شخص أجاب ب (نعم) على أحد الأسئلة السابقة؟
  • هل سبق واعتُدي عليك جنسيًّا؟

-ما هي أعراض نقص المناعة المكتسبة؟

لا يوجد شخصان مصابان بفيروس نقص المناعة يتشاركان نفس الأعراض، بل قد لا يُعاني البعض من أي أعراض على الإطلاق، لكن مع مرور الوقت يمكن للعدوى أن تُسبب عدة أعراض شائعة.

-في الأسابيع الأربعة الأولى بعد الإصابة بالفيروس قد يشعر المصاب ببعض الأعراض المشابهة للإنفلونزا تمتد لأسبوع أو أسبوعين، ويحدث ذلك لأن الجسم يستجيب و يحاول أن يقاوم الفيروس، وتشمل الأعراض في تلك الفترة:

حُمّى –صداع –اضطراب المعدة– احتقان الحلق – تورُّم في العقدد اللمفاوية –طفح جلدي -آلام العضلات والمفاصل.

عليك أن تعي أنّ شعورك بتلك الأعراض لا يعني تلقائيًّا أنّك مصابٌ بفيروس الإيدز.

فالعديد من الأمراض المختلفة يمكنها أن تتسبب بتلك الأعراض.

تحدّث مع طبيبك أو أحد المراكز أو المعامل التي تجري تحاليل فيروس نقص المناعة المكتسبة إذا كنت تشك بإصابتك.

في تلك المرحلة المبكرة من العدوى عليك أن تعلم أنه يمكن ألّا تحصل على نتيجة دقيقة من اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة، فقد يحتاج الأمر من 3 إلى 12 أسبوعًا حتى تظهر علامات العدوى في تحليل الفيروس، والتي تقيس الأجسام المضادة التي يفرزها الجسم لمواجهة الفيروس.

هناك نوع جديد من التحاليل يدعى (اختبار الحمض النووي)، وهو يمكنه الكشف عن الفيروس نفسه في تلك المرحلة المكبرة من العدوى لكنه مُكلف ولا يُستخدم عادة في الاختبار والكشف الدوري عن العدوى بالفيروس.

أخبر طبيبك أو المعمل إذا كنت تظن أنّك قد تكون أُصبت حديثًا، وتأكّد أيضًا من استخدام واقي ذكري في كل مرة تمارس فيها الجنس.

بعد مرور المرحلة الأولى من الإصابة (من عدة أشهر إلى عدة سنوات)، معظم الأشخاص المصابين بنقص المناعة قد يبدؤون بالشعور بأنّهم أكثر صحّة، ولكن ذلك لا يعني أنّ العدوى قد انتهت أو أنّ الفيروس قد مات، فقد يستغرق الأمر مدة قد تصل إلى 10 سنوات لظهور أعراض جديدة، وخلال ذلك الوقت يكون الفيروس لايزال نَشِطًا ليصيب خلايا جديدة بالجسم.

و بعد مُضيّ فترةٍ من العدوى قد تصل إلى 10 سنوات إذ يكون الفيروس قد قضى على الجهاز المناعيّ الخاص بالمريض، يصبح من السهل الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى فطرية نتيجة ضعف الجهاز المناعي وعدم قدرته على التّصدي لها، وتُعدّ تعد أول علامة على تطوّر الإصابة وتحوُّلها من (نقص المناعة المكتسبة) إلى متلازمة (الإيدز).

وهنا تظهر أعراضٌ أخرى منها:

نقص الوزن – الإسهال -الحمى – السعال المستمر – التعرق الليلي – مشاكل بالفم والجلد – عدوى متكرّرة– أمراضٌ خطيرة.

ومرة أُخرى، قد تكون هذه الأعراض نتيجة لأمراض أُخرى وليس بالضرورة أنك مصابٌ بفيروس نقص المناعة.

قم بإجراء التحاليل اللازمة إذا ما كنت مشكّكًا.

-الاكتشاف المبكر وعلاج المرض هو مفتاح التعايش مع فيروس نقص المناعة.

ففي العشرين عام الماضية بعد إدخال العلاجات، ارتفعت نسب التعايش والبقاء على قيد الحياة بين هؤلاء الذين التزموا بالعلاج، فقد أثبتت الدراسات أنّ عمر مريض نقص المناعة الذي يلتزم بالعلاج لا يختلف كثيرًا عن الشخص غير المصاب.


  • ترجمة: حسام موسى.
  • تدقيق: ماجدة زيدان.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر