دراسة جديدة تقول لا..

يتضح لنا دائمًا أن واحدًا منهم هو صاحب القوة والغلبة، فالغربان والغربان السوداء ليست متفقة غالبًا.

ورغم أنها متشابهة جدًا ظاهريًّا، إلا أنه يُوجد اختلاف في الرأس.

لكن طبقًا لهذا البحث ليست الغربان السوداء الأضخم في الحجم هي صاحبة الغلبة على الأخرى، فالغربان الأصغر تفوز في حوالي 97% من المشاجرات والاعتداءات بينها في أمريكا الشمالية.

بالطبع، لا يهم في أي قارّة يحدث هذا -البحوث السابقة تقترح أن الغربان تُشكل الثقافات المحليّة والتقاليد الخاصّة بها- ولكي تحمي الغربان نفسها من الغربان السوداء فإنها تعمل معًا في مجموعات صغيرة لتخبر الغربان السوداء المعتدية أن تبقى بعيدًا عنها.

الغربان ليست ساذجة، فطبقًا لحوالي 200 ملاحظة علميّة محليّة جُمعت في أمريكا الشمالية وتمت دراستها بواسطة فريق من الباحثين بجامعة كولومبيا البريطانية، فإن معظم حوادث الاعتداءات بين كلا النوعين تحدث في الفترة ما بين شهري مارس ومايو.

لذا، من المنطقي أن نفسر ما تقوم به الغربان بأنه في سبيل حماية أعشاشها من الغربان السوداء المعتديّة التي تبحث عن وجبة سهلة وثمينة.

وعندما حدثت الاحتكاكات بينها خارج موسم التناسُل، كانت في فصل الشتاء بشكل أساسي، وهذا قد يحدث للعديد من الأسباب مثل التنافُس على الموارد أو ربما لأن كلاهما متشابه لحد كبير أو ربما لأن الغربان تريد أن تقوم بضربة استباقيّة للغربان السوداء قبل أن يحين موسم تناسلها و تهاجم أعشاشها وهنا تتغلب الغربان الأقل حجمًا على الغربان السوداء الأضخم.

يقول عالم الأحياء «بن فريمان» Ben Freeman من جامعة كولومبيا البريطانية، تعليقًا على هذه الصراعات بين الغربان: «هذا يمنحنا رسالتين مهمتين؛ الأولى: ليست الطيور الأكبر دائمًا هي صاحبة الهيمنة على الطيور الأصغر في صراع البقاء، وأن الطبيعة الاجتماعية ربما تسمح للطيور الأصغر أن تطارد الطيور الأكبر.

أمّا الرسالة الثانية: هذا دليل واضح على قوة علم المواطن».

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج يمكن أن تكون مفيدة في دراسة ميول الطيور في المناطق التي تعيش فيها، فمثلًا، تميل الغربان للعيش حول المدن وفي المزارع بينما تفضل الغربان السوداء المناطق البريّة.

كما أوضح العلماء أن قابليّة الغربان والغربان السوداء لأن تنفصل في أماكن عيشها تشير ببساطة إلى اختلاف ميولهم وعاداتهم إضافةً لتوافر الموارد المناسبة لكل منها.

وأضافوا أنه على الدراسات المستقبليّة أن تبحث في ما إذا كانت هجمات الغربان المتكررة الاستباقيّة يمكنها أن تؤثر في تواجد الغربان السوداء المكاني أم لا؟ وهل تؤثر على انتشارها أم لا؟

وبإعطائك نظرة على كل من الغربان والغربان السوداء يمكنك أن تدرك الأحقاد الطويلة بينها، والتي ربما تكوّن نتيجة غير مفاجئة!!!


  • ترجمة: محمد غازي.
  • تدقيق: منّة حمدي.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر