في معركتنا من أجل خسارة الوزن، العديد من الناس ينتقلون إلى المشروبات الغازية الخالية من السكّر، لكن بينما يخسرون العديد من السعرات الحرارية يزداد في المقابل خطر الإصابة بالجلطات والخرف كما أشارت دراسة جديدة.

يقول أحد الباحثين «إنّ تناول مشروب صناعي واحد في اليوم، يضاعف مقدار الإصابة بهذه الأخطار ثلاث مرات بالمقارنة مع شربه مرة واحدة في الأسبوع.

لكن لنكن هادئين، فقط القليل من الناس التي شملتهم الدراسة أصبح لديهم خرف، أو حصلت لديهم جلطات، لذلك فإن الخطر الأكيد يبقى ضئيلًا».

قال قائد البحث ماتيو باس، الذي يعد زميل مخضرم في قسم العلوم العصبية ضمن كلية الطب التابعة لجامعة بوسطن: «نحن لا نستطيع تحديد السبب والتأثير، لكن نتائجنا أظهرت مدى اقترابنا من تحديد تأثيرات المشروبات الغازية المحلّاة الصناعية على أجسامنا، وما هي التأثيرات التي تحملها على الأمراض المختلفة».

لماذا المشروبات الغازية الخالية من السكر بالتحديد؟

بعض الدراسات أظهرت أنّ المشروبات الخالية من السكر لها ارتباطات بأمراض الأوعية التي ربّما يكون لها تأثيرات على الدماغ.

باحثٌ آخر اكتشف وجود ارتباط بين المشروبات الغازية الخالية من السكر وزيادة الوزن، ويقول: «هذا يزيد من خطر الإصابة بالخرف والجلطات».

أظهرت دارسة جديدة أنّ المشروبات الغازية هذه تغيّر من البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة، والتي يمكن أن تحوي تأثيرات سلبية.

يقول باس: «على الناس أن يكونوا حذرين من الاستهلاك الزائد للمشروبات الخالية من السكر» ويضيف: «حتى لو قالوا بأنها مناسبة للحمية، هذا لا يعني أنها بديل صحي للمشروبات الحاوية على السكر» هذه المكتشفات نُشرت مؤخرًا في مجلة الصدمة في ٢٠ أبريل.

إنّ الإصابة بجلطة واحدة يبقي هذه المكتشفات بعيدة عن التحديد الدقيق.

قالت حنا غاردنر، عالمة مساعدة في قسم العلوم العصبية في جامعة ميامي ميلر الطبية: «ليس لدي الدليل حتى أقول للناس أن يتوقفوا عن تناول المشروبات الغازية الخالية من السكر، لكن لا أعتقد أنه يجب علينا امتلاك الدليل كي نتمكّن من إخبار الناس أنّ تغيير هذه المشروبات سيؤدي إلى تحسين صحة أدمغتهم» وأضافت: «لكنّ التغيير باتجاه المشروبات الغازية الحاوية على السكّر ليس هو الخيار، والدليل واضح بأن هذه المشروبات غير صحية بالنسبة للقلب والدماغ»

في دراسة قامَ بها باس وزملائه، كما شاركت فيها غاردنر أيضًا، قاموا بجمعِ البيانات عن الصدمة من حوالي ٢٩٠٠ رجل وامرأة شاركوا بهذه الدراسة وكانوا فوق سن ٤٥ سنة، حدثَ ذلك في مركز بحوث برمنغهام.

ومن أجل دراسة الخرف شارك بهذا البحث أيضًا حوالي ١٥٠٠ شخص فوق سن٦٠ سنة في قسم برمنغهام أيضًا، أُجريت هذه الدراسة ثلاث مرّات خلالَ سبع سنوات.

أرجع الباحثون ما شربه هؤلاء الناس، حيث أن المشاركين أخبروا الباحثين عن عاداتهم في الطعام والشراب، مستخدمين في تحديد ذلك استطلاعات لتحديد عدد مرات الطعام لديهم.

فريق باس قام بمتابعة المشاركين في الدراسة لمدة عشر سنوات، من أجل معرفة من أُصيبَ بصدمة أو خرف.

الباحثون وجدوا ٣٪ من المشاركين عانوا من الصدمة، و٥٪ عانوا من الخرف، ومعظمهم عبارة عن مصابين بمرض الزهايمر.

أضافَ المحققون لنتائجهم أيضًا، عوامل الخطورة مثل العمر، الجنس، كم يأكل المشاركون، التعليم، السكري، والخطر الوراثي للإصابة بمرض الزهايمر.

روبيرت ارنكين، رئيس مجلس التحكم بالسعرات الحرارية، والذي يمثّل صانعي الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات، أخذ على عاتقه هذه النتائج، ويقول: «بدلًا من التركيز على نتيجة الدراسة المرتقبة، والتي لا تستطيع تحديد السبب والتأثير.

على الأفراد أن يتكلموا لفريقهم الطبيّ الاختصاصي، كي يحددوا ما هي عوامل الخطورة للصدمات والخرف».

وأضافَ ارنكين: «المشروبات الغازية تعدّ شيئًا مهمًّا، والمشروبات الغازية الخالية من السكر تؤمّن الحماية، وتخفض من معدّل السعرات الحرارية، ويمكن للناس أن يستمتعوا بها خلال العمل من أجلِ الحصول على أهداف، وحياة صحية».

مؤسسة ملتقى المشروبات الغازية الأمريكي صرّحت بما يلي: «المشروبات منخفضة السعرات الحرارية تم إثبات سلامتها من قبل جميع السلطات المعنية بسلامة المواطنين عالميًّا، كما تم إثبات ذلك من قبل العديد من الدراسات العلمية.

ولا يوجد ضمن هذا البحث ما يعارض هذه الحقيقة المثبتة بشكل جيّد».

المؤسسة الأمريكية لمراقبة الأدوية والأطعمة (FDA)، منظمة الصحة العالمية، السلطات الأوربية لمراقبة الأطعمة وغيرهم، قاموا بالتحقق بشكل صارم من المشروبات الغازية منخفضة السعرات، وجميعهم توصّلوا للنتيجة ذاتها، وهي سلامة وأمان هذه المشروبات عند الاستهلاك.

هيثر سيدنر، أستاذ مشرف على العمليات الطبية والعلمية في مؤسسة الزهايمر، قال: «إنّ هذه الدراسة تضاف الى أعداد كبيرة من الدراسات والتي تؤكد أهمية الحمية بالنسبة للدماغ، والحمية الصحية هي التي تكون جيّدة بالنسبة للقلب، والتي تحوي على كمية كبيرة من الفواكه، الخضراوات، البقوليات، وكميات من السمك والدواجن، كما تحوي كميات قليلة من الملح، السكر، اللحوم الحمراء، والدهون المشبعة.

وهذه الحمية الصحية تكون جيدة بالنسبة للدماغ».

سيدنر وغاردنر متفقين أنه إذا أردت أن تروي عطشك، فإن الخيار الأفضل هو الماء.

ويضيف غاردنر «الدليل واضح على أنّ شرب الماء صحي».


إعداد: خلدون شربا
تدقيق: لؤي حاج يوسف
تحرير: عيسى هزيم
المصدر