في حال نجاح دعوى قضائية في ولاية كاليفورنيا، فإن متاجر الولاية التي تبيع القهوة يجب أن تحذر عملاءها أنَّ شرب كوبٍ من القهوة قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان، وفقًا لتقارير إخبارية.

ولكنَّ شركات القهوة تتجادل أنه على الرغم من أن القهوة تحتوي على مادةٍ مسرطنةٍ محتملة – وهي مادةٌ كيميائيةٌ تُسمى الأكريلاميد (acrylamide) – فهي غير موجودةٍ في الشراب بمستوياتٍ عاليةٍ بما فيه الكفاية لزيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى الناس.

ما هو الأكريلاميد؟

على الرغم من أن الدعوى تركز على القهوة، فإنَّ الأكريلاميد موجودٌ في عدة أنواعٍ من الأطعمة المطبوخة، وكذلك في دخان السجائر.

يتشكل الأكريلاميد عند تسخين الأطعمة -النشوية عادةً- إلى درجات حرارةٍ عالية، بما في ذلك حبوب البن، والبطاطا المقلية، ورقائق البطاطا، والزيتون الأسود المعلب، وحبوب الإفطار والخبز المحمص.

وهذا ما قاله (مرجي ماكولوغ – Marji McCullough) الخبير الاستراتيجي في علم الأوبئة الغذائية في جمعية السرطان الأمريكية، والذي لم يشارك في الدعوى القضائية في كاليفورنيا التي رُفعت عام 2010، وفقًا لما ذكرته شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.

ويُستخدم الأكريلاميد أيضًا في بعض الصناعات مثل صناعة (بوليمريلاميد -polyacrylamide)، و(بوليمرات الأكريلاميد – acrylamide copolymers)، وهي موادٌ تُستخدم في إنتاج الورق والأصباغ والبلاستيك.
وتُستخدم أيضًا لمعالجة مياه الشرب والمياه المستعملة، بما في ذلك الصرف الصحيّ، وذلك وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (NCI).

وبالرغم من الاستخدامات الصناعية للأكريلاميد، لكنَّ الطرق الرئيسية التي يتعرض الناس فيها لهذه المادة الكيميائية هي من خلال دخان السجائر والمواد الغذائية، كما قال المعهد الوطنيّ للسرطان.

ويمكن للناس أن يقللوا من كمية الأكريلاميد في نظامهم الغذائيّ عن طريق تجنّب تحميص أو تحمير الأطعمة النشوية بشكلٍ كبير، ووفقًا للدراسات التي نشرت في عامي 2004 و 2008.

إنَّ الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد أيضًا؛ لأن الأشخاص الذين يدخنون تتراوح علامات التعرض للأكريلاميد في دمائهم بين ثلاثةٍ إلى خمسة أضعاف غير المدخنين، وفقًا لبحث عام 2009 في مجلة التغذية والسرطان (journal Nutrition and Cancer).

هل يزيد الأكريلاميد خطر الإصابة بالسرطان؟

بمجرد دخول الجسم، يتحول الأكريلاميد إلى (جليسيداميد- glycidamide)، وهو مركبٌ يمكن أن يسبب الطفرات والأضرار في الحمض النوويّ (DNA)، وفقًا للمعهد الوطنيّ للسرطان.

يقول المعهد الوطني للسرطان: »على الرغم من أن التعرض للأكريلاميد معروفٌ بزيادة خطر الإصابة بالسرطان في القوارض، لكنَّ الأدلة أقل وضوحًا بالنسبة للبشر«.

وتشير بعض الدراسات – حسب ما قاله المعهد الوطني للسرطان- إلى أن الأكريلاميد يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر، ولكنَّ البعض الآخر يجد أنه عديم التأثير، ومن المحتمل أن يحصل الباحثون على نتائج مختلفةٍ في البشر لأنه من الصعب تحديد مقدار الأكريلاميد في غذاء الناس.

وعلاوةً على ذلك، يمتص ويهضم البشرُ والقوارضُ الأكريلاميد بمعدلاتٍ مختلفة، مما قد يفسر النتائج المتباينة بين القوارض والبشر.

وبسبب ارتباطه بالسرطان في القوارض، يُدرجُ الأكريلاميد كمسرطنٍ محتملٍ من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان (International Agency for Research on Cancer (IARC))، هذه الوكالة جزءٌ من منظمة الصحة العالمية، وبسبب هذه القائمة، رفعت مجموعةٌ غير ربحيةٍ في كاليفورنيا – تُسمى مجلس التعليم والبحوث- دعوى قضائية حول المواد السامة ضد العديد من الشركات التي تصنع أو تبيع القهوة، بما في ذلك ستاربكس و (7-Eleven) و (BP)، وفقًا لشبكة سي إن إن.

وتقول الدعوى إنه وفقًا لقانون كاليفورنيا لمياه الشرب الصالحة والسامة لعام 1986، يجب على المدعى عليهم تقديم (تحذيرٍ واضحٍ ومعقول) بشأن المخاطر المحتملة لشرب القهوة. وحتى الآن اتفق ثلاثة عشر منهم على الأقل – بينهم (7-Eleven) – على نشر مذكرة تحذير، وفقًا لما ذكرته شبكة سي إن إن الإخبارية.

في الوقت نفسه، القهوة نفسها ليست مدرجةً كمادةٍ مسرطنةٍ من قبل (IARC)، أو البرنامج الوطني للسموم (National Toxicology Program)، وشرب القهوة قد يساعد في الواقع على تقليل خطر الإصابة بسرطاناتٍ معينة.

على سبيل المثال، يرتبط شرب القهوة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان القولون، ونوعٍ واحدٍ من سرطان الجلد. وقد تم ربطه بحياةٍ أطول.

ومع ذلك، فإن شرب القهوة عندما تكون مقدمةً ساخنة هو فكرةٌ سيئة، فإنَّ المشروبات الساخنة حسب (IARC)، تُربط بسرطان المريء.


  • ترجمة: محمد الموشي
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر