بحلول عام 2030 سيسكن 60% من البشر في المدن. واحد من كل ثلاثة أشخاص من سكان المدن سيشارك مدينته بنصف مليون ساكن آخر على الأقل، إذن كيف سيكون مستقبل الحيوانات الأليفة بعد اكتظاظ المدن بالسكان. نعرف أن العيش في أماكن مرتفعة ليس مثاليًا بالنسبة للحيوانات الأليفة، إذ إن الوصول إلى الخارج سيكون أصعب، بالإضافة إلى كون المساحة محدودة لبعض الشقق من الداخل. بالنسبة للقطط على وجه التحديد يوجد توجه نحو تدريبها على العيش داخل المنزل فقط، ما قد يحد من قابليتها للتصرف على طبيعتها.

القطط الأليفة الموجودة حاليًا هي من سلالة القطط البرية الأفريقية، ولذا فإن القطط حيوانات آكلة للّحوم ويُفترض أن يكون اللحم أساسيًا في حمية القطط الغذائية. ولهذا السبب فإن القطط تصطاد الطيور وبعض الحيوانات الثديية في الطبيعة. ووُجد في دراسة أمريكية إن القطط الأليفة تصطاد نحو 4 مليار طائر ونحو 21 مليار حيوان ثديي كل سنة.

إذن قد يكون إبقاء القطط داخل المنزل حلًا جيدًا للحفاظ على الحياة البرية، لكن كيف يمكن لمالكي القطط التأكد من أن القطط تزدهر داخل المنازل؟

على الرغم من دعوتنا للقطط للعيش داخل منازلنا، إلّا أننا نعرف القليل عن طريقة تأقلمها في بيئتها الجديدة. بالإضافة إلى ضعف البحث العلمي للإجابة عن السؤال المطروح أعلاه.

الاختيار الصحيح لنوعية القطط

يناسب بعض القطط العيش داخل المنزل فقط، بينما لا يناسب ذلك قططًا أخرى، مع ذلك يجب علينا أن ننتبه من الوقوع في فخ التعميم لأن لكل قطة شخصية وحاجات فردية وأمور مفضلة تميزها عن القطط الأخرى.

لا تُعتبر القطط كثيرة الطاقة والنشاط، والقطط السائبة المُنقذة، والتي لا تملك خبرةً في العيش داخل المنازل، أو القطط غير الودودة تجاه البشر الخيار الأفضل للعيش داخل المنزل.

هل تملك حيوانًا أليفًا في منزلك؟ إليك أربع نصائح يقدمها العلماء ليبقى قطك المنزلي سعيدًا ومليئًا بالصحة - تربية القطط - الحيوانات الأليفة

very funny cat with smile on cardboard

يُفترض عادةً أن القطط الكبيرة بالسن تُعد خيارًا أفضل لأنها كثيرة الاسترخاء، والقطط التي لها تجربة سابقة في العيش داخل المنزل تتلائم مع العيش داخل المنزل بشكل أسرع من غيرها.

تكون بعض القطط مصابة بأمراض معينة تجعلها حبيسة المنزل مثل فيروس نقص المناعة الخاص بالقطط. لكن هذا لا يعني أن جميع القطط المصابة ستملك القدرة ذاتها على التأقلم مع العيش داخل المنزل فقط.

تكون القطط المنزلية أكثر عرضةً للسمنة وتقضي الكثير من الوقت غير نشطة، عقليًا وجسديًا. لذا فإن تأمين مساحة آمنة خارج المنزل هو أمر ذا نفع كبير لصحتها بصورة عامة.

على سبيل المثال تأمين مساحة معينة من الحديقة لمنع القطط من الهرب هو أحد الوسائل لجعلها تتمتع بفوائد التواجد خارج المنزل لكن في بيئة مضبوطة. وإن كان هذا غير متاح فتوجد الكثير من الطرق لجعل حياة القطط المنزلية أفضل.

المساحة الشخصية

تُعد القطط حيوانات شبه اجتماعية ولهذا السبب يمكن لبيئة المنزل أن تجلي عن مواقف معينة يختار القط تلافيها. ويمكن لهذه المواقف أن تشمل الاهتمام المفرط أو الضيوف غير المتوقعين أو الأطفال أو الحيوانات الأليفة الأخرى التي لا تدرك مفاهيم معينة مثل الاحترام المتبادل والمساحة الشخصية.

أغلبنا يعرف أن القطط تحب الصناديق، لكنك تستطيع بالإضافة إلى ذلك إضافة مكان عالٍ تستطيع القطة تسلقه. إذ يمكنك شراء شجرة القطط أو تخصيص رفوف خزانة الملابس أو سقفها كمكان خاص لقطك المنزلي.

تحتاج القطط إلى الوصول إلى غرف هادئة وأماكن معينة للاختباء فيها لعزل أنفسهم من المواقف التي تصيبها بالتوتر.

لكن انتبه إن كان قطك يختبئ لأوقات طويلة، إذ قد يُعتبر منزلك ليس بالمكان الآمن للقط. قد يؤدي التوتر غير المُتحكم به إلى أمراض عدة منها التهاب المثانة مجهول السبب.

السلوك الافتراسي

لكن ماذا عن حاجتهم للصيد؟ يُعد السماح للقطط بهذا السلوك أمرًا في غاية الأهمية وذلك من خلال جعلهم يبحثون عن الطعام بأنفسهم.

ينطوي البحث عن الطعام عادةً على أوقات قصيرة من النشاط وفترات طويلة من الانتظار في القطط، بينما يكون الجزء الخاص بالتغذية معقدًا أيضًا، إذ يقرر القط الطريقة والمكان الأفضل لتناول الطعام.

ولمحاكاة ذلك يمكنك توزيع الطعام على الأرض أو إخفاؤه في ألعاب التغذية puzzle feeders. يمكنك أيضًا تغيير المكان الذي تطعم فيه القط وأن تشجعه على استكشاف الأشياء والتلاعب بها. قد يساعد حث القط على التحرك أكثر وتناول كميات منتظمة وأصغر من الطعام على تقليل خطر السمنة.

يمكن أيضًا استخدام اللعب لتقليد الصيد دون الحاجة إلى الطعام. من الأفضل دائمًا الحفاظ على أوقات لعب قصيرة، وتشجيع الانقضاض والمطاردة، واستخدام الألعاب التي تحاكي شكل الفريسة الحية وملمسها وحركتها.

بعد أن تنتهي القطة من الاستمتاع بوقتها تحدث إليها بنبرة مُشجعة وإيجابية، لكي تنتظر القطة وقت اللعب بشوق بدلًا من اعتباره عبءًا.

شحذ المخالب

ترغب القطط في الحفاظ على أنفسها تمامًا مثل البشر. تُعتبر المخالب الأدوات الحادة الضرورية للتسلق والدفاع بشكل فعال، لذا تأكد من توفير أماكن الخدش لها، خاصةً إذا كنت تريد حماية أثاث منزلك.

في البرية، تستخدم القطط الأشجار والأشياء الأخرى، ليس فقط للحفاظ على مخالبها ولكن أيضًا لترك علامات للقطط الأخرى لتتبعها.

تأكد من أن قطتك يمكنها الذهاب إلى المرحاض بشكل مريح. استخدم المواد غير المعطرة التي تُغيّر بانتظام، ضع المرحاض في مكان معزول، بعيدًا عن طعامها ومياهها.

بالنسبة للقطط، مثلما هو الحال بالنسبة لنا، فإن التخلص من الفضلات ليس نشاطًا اجتماعيًا، إذا كانت قطتك تذهب إلى المرحاض في مكان غير مناسب، فقد تكون غير راضية عن ترتيبات المرحاض أو قد تحتاج إلى طبيب بيطري لفحصها.

القطط كائنات معقدة، ولكل فرد منها احتياجاته الفريدة. قبل أن تقرر ما إذا كنت ترغب في الحصول على قطة منزلية ، تأكد من أنه ليس قرارك وحدك، بل قرار القط أيضًا.

اقرأ أيضًا:

الحيوانات الأليفة تحمي كبار السن من الانتحار

أظهرت دراسة أن تعابير وجه القطط لا يمكن لجميع البشر قراءتها

ما تأثير ملاطفة القطط والكلاب على صحتنا النفسية ؟

ترجمة: غند ضرغام

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر