وجدت دراسة جديدة (صادرة عن معهد كارولينسكا في السويد)، نُشرت مؤخرًا في الصحيفة الأمريكية لأمراض القلب أن أدوية العجز الجنسي (الفياجرا) لا تطيل عمر الرجال المصابين بمرض الشريان التاجي فحسب، بل تقلل أيضًا من خطر إصابتهم بسكتة قلبية لاحقًا. يقول د.ميشيل غويفمان (رئيس قسم الأمراض القلبية السريري في نيويورك): «يعزى مرض الشريان التاجي إلى تشكل الخثرات في الشرايين التي تزود القلب بالدم وكلّما تضيقت هذه الشرايين أكثر؛ نَقصَت كمية الدم الواردة إلى أجزاء القلب، وقد يشعر المرضى بأعراض ذلك وخصوصًا عند بذلهم جهدًا، وتحدث السكتة القلبية نتيجة انسداد الشريان التاجي فجأةً ما يقود إلى تلف العضلة القلبية».

العجز الجنسي علامة تحذر من الإصابة بداء قلبي

يمكن أن يكون العجز الجنسي (الذي يُعرَف بضعف الانتصاب) علامة مبكرة تحذر من الإصابة بداء قلبي وعائي عند الرجال الأصحاء، وذلك وفقًا لجمعية أمراض القلب الأمريكية. أحد العلاجات هو ألبروستاديل الذي يُعطى إما حقنًا موضعيًا في القضيب أو على شكل تحاميل، يوسع هذا الدواء الأوعية الدموية فيمَكّن القضيب من الانتصاب. يوجد خيار علاجي آخر هو جيل من الأدوية تسمى (مثبطات فوسفو دي أستراز نمط 5) مثل (الفياجرا أو سيلدينافيل) أو سياليس (تادالافيل)، تُعطى على شكل مضغوطات فموية وتؤثر بتثبيطها لأنزيم فوسفو دي أستراز نمط 5 ما يزيد تدفق الدم.

قال د.ميشيل بلاهة (رئيس قسم البحث السريري في مركز جونز هوبكنز للوقاية من الأمراض القلبية الوعائية) في تصريح له: «يوجد العديد من الرجال الذين يتجنبون زيارة الطبيب ويتجاهلون الأعراض المبكرة للمرض القلبي الوعائي لكنهم يحضرون للمرة الأولى بشكوى كبيرة من ضعف الانتصاب، وتلك فرصة جيدة لتحديد الحالات الأخرى غير المكتَشفة وذات الخطورة العالية التي يمكن أن تتطور إلى داء قلبي وعائي».

هل تساعد الفياجرا الرجال المصابين بمرض الشريان التاجي على العيش لوقت أطول؟ - هل تساعد الفياجرا عند الإصابة بداء قلبي وعائي؟

استقرار وضع المرضى في الوقت الذي أُجرِيَت فيه الدراسة:

في هذه الدراسة، قارن الباحثون تأثيرات أدوية ضعف الانتصاب لدى الرجال المصابين بمرض الشريان التاجي وكانوا في حالة مستقرة. وقبل ستة أشهر على الأقل من بدء علاج ضعف الانتصاب؛ كان كل المشاركين قد تعرضوا لسكتة قلبية أو خضعوا لعملية جراحية أو أجروا قثطرة قلبية. وقال مؤلف الدراسة الرئيسي د.مارثن هولزمان في تصريح له: «يكون خطر الإصابة بسكتة قلبية لاحقة أعظميًا خلال الأشهر الستة الأولى، وتليها المرحلة التي يُعد فيها المرض مستقرًا».

انخفاض الخطورة بزيادة تكرار الجرعات:

راقب الباحثون قرابة 16500 رجل ممن يتلقون علاجًا بمثبطات فوسفو دي أستراز نمط 5، و2000 رجل تلقوا العلاج بألبروستاديل، وجُمعت البيانات السابقة من سجلات المرضى والأدوية ومسببات الوفاة في السويد، وبيَّن الباحثون أن الرجال الذين تلقوا المثبطات الأنزيمية عاشوا فترةً أطول وليس ذلك فحسب، بل كان أيضًا خطر إصابتهم بالسكتة القلبية وإجراء القثطرة القلبية والعمليات الجراحية أقل منه لدى المرضى المعالجين بألبروستاديل. ووفقًا للدراسة، كان هذا التأثير الوقائي معتمدًا على جرعة تلك الأدوية؛ ما يعني أن زيادة تكرار جرعة المثبطات الأنزيمية سوف يقلل الخطر أكثر. وأكد غويفمان أن الدراسة كانت معتمدة على المقارنة ووجدت فقط ارتباطًا بين تناول المثبطات الأنزيمية (من ضمنها الفياجرا) ونقص نسبة الوفيات بالمقارنة مع متناولي البروستاديل.

الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج

قال هولزمان: «عرضنا في ورقتنا البحثية سنة 2017 ما وجدناه، وهو زيادة عمر الرجال المعالَجين بالمثبّطات الأنزيمية ممن أُصيبوا بالتهاب عضلة قلبية مؤخرًا، وهناك دراسة واحدة بشأن مرضى السكري شابهت نتائجها ما سبق».

إضافةً إلى ذلك، وُجِد عمومًا أن الرجال الذين استخدموا المثبطات الأنزيمية كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بمرض قلبي. وقال هولزمان إن انخفاض خطر الإصابة بالسكتة ربما يعود إلى كيفية تأثير هذا الجيل من الأدوية في أحد العوامل التي تتحكم بخطر الإصابة بداء قلبي وعائي. وأضاف: «تُعرَف المثبطات الأنزيمية بما تسببه من انخفاض في ضغط الدم الجهازي، وبما أن ارتفاع ضغط الدم هو أحد العوامل التي تتحكم بخطر الإصابة بمرض قلبي وعائي، يمكننا تصور أن الذين يتلقون العلاج بها سيتمتعون بضغط دم أخفض أو أفضل ضبطًا». ومع ذلك، حذَّر أن ما سبق افتراضٌ يقتصر على مجموعة ضيقة ويمكن التأكد منه فقط بالبدء بالتجارب العشوائية المضبوطة، واختتم قائلًا: «وإلى حين حدوث ذلك، لا نرَجّح أن تغيّر هذه الدراسة من الممارسات الطبية السائدة».

الخلاصة

وجد بحث جديد في السويد أن الفياجرا أو سيلدينافيل (دواء العجز الجنسي) يمكنه بصورة مميزة تقليل خطر الإصابة بسكتة قلبية ويطيل عمر الرجال المُشخَّصين مسبقًا بمرض قلبي وعائي. واعتمدت الدراسة على المقارنة، لذلك لم يتحقق الباحثون من أن العقار هو ما أنتج هذه الفوائد الصحية، ويقول الخبراء إن هناك حاجة لمزيد من البحث، وأن المنافع القلبية التي لوحظت ربما تعود إلى أدوية مثل سيلدينافيل الذي يُخفِض ضغط الدم (أحد العوامل القوية التي تتحكم بخطر الإصابة بالداء القلبي).

اقرأ أيضًا:

تقارير حول اضطراب الرؤية لأسابيع بعد تناول الفياغرا

مخاطر الجرعة الزائدة من الفياغرا : ماذا يحصل عندما تتناول اكثر مما ينبغي من الحبوب الزرقاء ؟

ترجمة: حيدر بوبو

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر