سببت متلازمة الصدمة التحسسية الرعب للعديد من النساء اللواتي استخدمن السدادة القطنية، لفترة طويلة بعد وباء الثمانينيات.

يحذر مقدمو الرعاية الصحية النساء في سن معينة من مخاطر استخدام السدادات القطنية التي تسبب متلازمة الصدمة التحسسية. ألهم التحذير بعض مستخدمات السدادات، وظنت نساء أخريات أن ترك السدادة مدة ساعة واحدة قد يؤدي إلى حالة ما تهدد الحياة. لكن هل هذا صحيح؟

متلازمة الصدمة التحسسية

أُصيبت حوالي 2500 امرأة بهذه المتلازمة، التي أصبحت وباءً في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. تُعد هذه المتلازمة نادرةً جدًا ومهددة للحياة.

من أعراضها ما يلي:

  •  طفح جلدي مفاجئ.
  •  ارتباك.
  •  ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
  •  إقياء أو إسهال.
  •  صداع.
  •  اختلاجات.
  •  آلام عضلية.
  •  انخفاض ضغط الدم.

أُصيبت آلاف من النساء بالمرض في الثمانينيات، 90% منهن في فترة الحيض، و 99% منهن استخدمن السدادات. مع ذلك، لم تكن السدادات القطنية ما تسبب TSS، بل السموم التي تنتجها البكتيريا عادةً.

لماذا أصيبت الحوائض فجأةً بمتلازمة الصدمة التحسسية في الثمانينيات؟

كانت السدادة القطنية موجودةً منذ فترة، وقد أُنتجت أول سدادة قطنية حاصلة على براءة اختراع في عام 1931، وأصبحت أكثر شيوعًا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما استُخدمت في أماكن العمل.

صُنعت السدادات من القطن والحرير الصناعي. مع ذلك، بدأت المشكلات بالظهور عندما أرادت إحدى العلامات التجارية المدعوة ريلي تيمبونس جعلها أكثر امتصاصًا، وذلك باستخدام كريات مضغوطة من البوليستر بدل القطن العادي، وقد كانت عالية الامتصاص، وقد تحمل الدم بما يقارب العشرين ضعفًا من وزنها.

أُثبت لسوء الحظ أن السدادات مأوى ملائم للبكتيريا لما تؤمنه من الدفء والرطوبة والبيئة المناسبة. ميزة الامتصاصية العالية تترافق مع عيب إضافي متمثل بإحداث جروح صغيرة عند إدخال السدادات القطنية أو إزالتها. كانت الإزالة مؤلمة لبعض النساء، فالسدادات القطنية جيدة جدًا في الامتصاص لدرجة الالتصاق بجدران المهبل.

تُطلق السدادات القطنية أيضًا الأكسجين إلى المحيط، ما يؤمن وسطًا حيوي مناسبًا لنمو البكتيريا ممهدًا للكارثة، فقد تتمكن البكتيريا الانتهازية التي كانت تنمو على السدادة القطنية من الدخول إلى مجرى الدم. وبسبب خواصها الامتصاصية استخدمت النساء السّدادة فترة أطول من المُوصى بها.

سحبت الشركة المنتجة السدادات عند معرفتها بهذا الخطر، ولكن ما زالت حالات الإصابة بالصدمات التحسسية مستمرة. أدرك العلماء أن المتلازمة كانت تحدث بسبب الامتصاص العالي رغم المواد التي صُنعت منها السدادات.

لا يستخدم مصنعو السدادات القطنية في الولايات المتحدة الأميركية حاليًا المواد التي ارتبطت بالإصابة بمتلازمة الصدمة التحسسية عند التصنيع، وقد طلبت إدارة الغذاء والدواء (FDA) من الشركات المصنِّعة وضع العلامات الدقيقة لقياس مستوى الامتصاص القياسي على جميع العبوات، وتقييم جميع السدادات القطنية للتأكد من سلامتها قبل طرحها في السوق.

ما احتمالية الإصابة بمتلازمة الصدمة التحسسية في الوقت الحالي؟

تندر الإصابة بالمتلازمة في الوقت الحالي، ويجب اتباع بعض التوصيات لتقليل مخاطر الإصابة:

  •  معالجة الجروح والحروق بسرعة، واستشارة الطبيب في حال ظهور علامات تدل على العدوى.
  •  تغيير السدادات القطنية باستمرار (كل 4 إلى 8 ساعات).
  •  غسل اليدين بعد إدخال السدادة القطنية.
  •  عدم استخدام السدادات القطنية خارج أوقات الحيض.
  •  استخدام السدادات الأقل قدرة على الامتصاص.
  •  وضع سدادة واحدة فقط في المهبل في كل مرة.

هل تُعد النساء اللواتي يستخدمن السدادات القطنية أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة الصدمة التحسسية؟

تجدر الإشارة إلى أن متلازمة الصدمة التحسسية لا يقتصر حدوثها على استخدام السدادات القطنية، ففي الولايات المتحدة الأميركية كانت المتلازمة غير مرتبطة بالحيض بمعدل من 0.8 إلى 3.4 لكل 100000 حالة.

اقرأ أيضًا:

11 حالة طبية تسبب انخفاض ضغط الدم عليك معرفتها

التأق/ فرط الحساسية

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر