وفقًا لدراسة جديدة من الدنمارك، لوحظ أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية -بما في ذلك الأنواع الجديدة من حبوب منع الحمل، فضلًا عن الأجهزة الرحمية (اللولب) وغرسات منع الحمل الهرمونية- قد يزيد قليلًا من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي.

تستند الدراسة إلى النتائج السابقة التي تربط بين تحديد النسل باستخدام العلاج الهرموني وسرطان الثدي، ولكن الدراسة الجديدة ركزت على الأشكال الأحدث لتحديد النسل.

وجدت الدراسة التي شملت نحو 1.8 مليون امرأة في الدنمارك، أن اللائي استخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية أصبحن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20% على مدار فترة 11 عامًا، مقارنة مع أولئك اللاتي لم تستخدمن أي طرق هرمونية لتحديد النسل.

ومع ذلك، كانت فرص المرأة بشكل عام للإصابة بسرطان الثدي المرتبطة باستخدام الهرمونات في تحديد النسل صغيرة جدًا: حيث يقدر الباحثون أنه سيكون هناك حالة إضافية واحدة من سرطان الثدي لكل 7,690 امرأة أخذن وسائل منع الحمل الهرمونية (أو 13 حالة إضافية من سرطان الثدي لكل 100,000 امرأة استخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية).

عندما قام الباحثون بفحص عدد من التركيبات الهرمونية المختلفة المستخدمة في تحديد النسل، وجدوا أن جميع التركيبات زادت من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنفس المقدار تقريبًا.

ومن المعروف أن أساليب تحديد النسل الهرمونية عادة ما تستخدم إما مزيجًا من هرمونات الاستروجين والبروجستين، أو البروجستين في حدّ ذاته.

نشرت تلك الدراسة مؤخرًا في الدورية الطبية المرموقة “The New England Journal of Medicine”.

الصلة ليست جديدة:

لا تُعد نتائج العلاقة بين وسائل منع الحمل الهرمونية وسرطان الثدي جديدة، فتشير الدراسات التي تعود إلى عقود سابقة إلى أن استخدام الهرمونات في تحديد النسل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ولكن هذه الدراسات استندت بالأساس إلى أنواع قديمة من حبوب منع الحمل، والتي احتوت جرعة أعلى من هرمون الاستروجين من حبوب منع الحمل المستخدمة حاليًا.

ولذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان هذا الخطر ينطبق على تركيبات جديدة من حبوب منع الحمل أو وسائل أخرى لتحديد النسل، بما في ذلك الأجهزة الرحمية (اللولب) والغرسات التي تحتوي فقط على البروجستين الهرموني.

تؤكد الدراسة الجديدة أن زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والذي تم الابلاغ عنه في البداية عند استخدام التركيبات القديمة وكثيرًا ما تكون جرعة أعلى من الهرومونات تنطبق أيضًا على التركيبات المعاصرة لتحديد النسل.

يقول دكتور ديفيد هنتر (David Hunter) أستاذ علم الأوبئة والطب في أكسفورد في مقال افتتاحي مرفق بالدراسة: «إن هذه النتائج لا توحي بأن أي تحضير هرموني محدد خالٍ من المخاطر».

ولكن يجب أن يزن هذا الخطر الفوائد الضرورية لوسائل منع الحمل الهرمونية، فهي وسيلة فعالة لتحديد النسل.

وعلاوة على ذلك، وجدت دراسات أخرى أن تناول موانع الهرمونية قد يقلل في الواقع من خطر الإصابة بسرطانات أخرى، بما في ذلك سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم وسرطان القولون والمستقيم.

المخاطر تزداد مع الاستخدام لفترات طويلة:

شملت الدراسة الجديدة مجموعة من النساء في الدانمرك تتراوح أعمارهن بين 15-49 سنة واللواتي لم يتم تشخيصهن من قبل بمرض السرطان.

واستخدم الباحثون في هذه الدراسة سجلات محلية لجمع معلومات عن الوصفات الطبية التي تم ملؤها بعقاقير منع الحمل الهرمونية، فضلًا عن تشخيصهن بسرطان الثدي.

وكلما أطالت النساء فترة استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، زاد خطر إصابتهن بسرطان الثدي.

في حين أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لمدة تقل عن سنة لم يزد من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي.
ومع ذلك، فإن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لمدة 10 سنوات ارتبط بزيادة قدرها 40% في خطر الإصابة بسرطان الثدي، مقارنة مع أولئك اللواتي لم يستخدمن مطلقًا وسائل منع الحمل الهرمونية.

وبمجرد أن تتوقف النساء عن استخدام هذه الأشكال من حبوب تحديد النسل، تختفي الزيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي وذلك إذا ما استخدمت النساء وسائل منع الحمل الهرمونية لمدة تقل عن خمس سنوات.

ولكن إذا ما أخذن وسائل منع الحمل الهرمونية لأكثر من خمس سنوات، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يستمر لمدة خمس سنوات على الأقل بعد توقفهن عن استخدام وسائل تحديد النسل الهرمونية.
تأكدت هذه النتائج حتى بعد أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل الحمل أو وجود تاريخ عائلي للمرض.

ولكن لم تأخذ الدراسة في الحسبان بعض الأمور الأخرى التي تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل مستويات النشاط البدني واستهلاك الكحول.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن أي عوامل غير معلومة ستحتاج إلى أن يكون لها تأثير كبير على خطر الإصابة بسرطان الثدي وتصبح شائعة جدًا بين المجتمع لتأكيد وشرح تلك النتائج.


  • ترجمة: علي أبو الروس
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر