إذا كنت ممن يثقون في جدول تصنيف الجامعات، فإنك ربما تعرف أن جامعة أوكسفورد تُعتبر واحدةً من أفضل الجامعات في العالم، واعتبرت بهذا الوقار منذ تأسست عام ١٠٩٦م. لإرضاء فضول الناس حول المقابلة المطلوبة للقبول في الجامعة، وبعض الغموض الذي يطال هذه العملية، أصدرت جامعة أكسفورد بعضًا من أسئلتها على مدى السنوات القليلة الماضية. تستند معظم أسئلة الالتحاق بجامعة أكسفورد على المواضيع التي يكون المرشحين على دراية بها، أو أعربوا عن اهتمامهم بها في استمارة التقديم.

وقالت الدكتورة سمينا خان، مديرة القبول والتواصل في جامعة أكسفورد، في تصريح لها «ندرك أنه لا يزال هناك سوء فهم حول مقابلة أكسفورد؛ لذا وضعنا أكبر قدر ممكن من المعلومات للسماح للطلاب برؤية واقع العملية. بغض النظر عن نوع الخلفية التعليمية، أو الفرص التي حصلتَ عليها، يجب أن تكون المقابلة فرصةً لعرض اهتمامك وقدرتك في الموضوع الذي اخترته، لأنها ليست مجرد تلاوة ما تعرفه بالفعل».

تتناول الأسئلة التي قدمتها أكسفورد على مدار السنوات الثلاث الماضية مواضيع مختلفة، من الدين والاقتصاد، إلى السياسة واللغة الفرنسية، وهي متوفرة لإعطاء الطلاب المُحتملين فكرةً عن طبيعة عملية المقابلة. وبشكل عام، لا تُطرح الأسئلة من خلال توقع أن هناك إجابة واحدة صحيحة، وإنما تُطرح لبدء محادثة ما بدلًا من ذلك. ويهتم المحاورون بمعرفة كيف يفكر المرشحون، بغض النظر عن الكم الذي يتذكرونه.

أسئلة الالتحاق بجامعة أكسفورد إكمال الدراسة في أفضل الجامعات حول العالم الاتحاق بأفضل جامعة في بريطانيا جامعات المملكة المتحدة

في ما يلي، الأسئلة المتعلقة بالعلم والطب:

«حوالي 1 من بين كل 4 وفيات في المملكة المتحدة يعود سبب وفاتهم إلى شكل من أشكال السرطان، ولكن الرقم في الفلبين هو ١ من ١٠ فقط. ما العوامل التي قد تكمن وراء هذا الاختلاف؟».

طرح كريس نوربوري من كلية كوين هذا السؤال على طلاب الطب المحتملين في عام ٢٠١٦، ولم يكن من المتوقع من المرشحين أن يقدموا قائمة شاملةً بالعوامل التي تميز بين السكان. بدلًا من ذلك، اهتمت الكلية بما إذا كان المرشحون قد طرحوا أسئلة المتابعة، وربطوا أساليب الحياة بالنتائج، ولاحظوا الاختلافات في العمر المتوقعة بين البلدين، وقدروا التعقيد الدقيق لدراسة السكان ككل.

«كم عدد الجزيئات المختلفة التي يمكن تكوينها من ست ذرات كربون واثنتي عشرة ذرة هيدروجين؟»

في العام الماضي، سأل مارتن غالبن الطلاب المهتمين بدراسة الكيمياء هذا السؤال، وإذا كنت مهتمًا بالكيمياء، فقد تعلم أنه يمكنك تكوين خمس جزيئات باستخدام كل هذه الذرات، لكن هذا ليس ما كان المُحاور مهتمًا بسماعه. وبدلًا من ذلك، أراد أن يعرف ما إذا كان الطلاب المُحتملون قد فهموا كيف يمكن أن يكون للجزيئات ذات الصيغة نفسها بُنى مختلفة جذريًا، وكيف يرتبط هذا بالخصائص التي يمكن قياسها.

«رتّب هذه البلدان حسب معدل الوفيات الأولية (عدد الوفيات لكل ألف من السكان): بنغلاديش، اليابان، جنوب أفريقيا، المملكة المتحدة».

طرح أندرو كينغ، من كلية إكستر، هذا السؤال في عام 2017، والذي يبدو مماثلًا للسؤال الطبي السابق، إلا أن الطلاب في الواقع، يواجهون تصورات خاطئة محتملة بشأن الوفيات الأولية. وفي حين أن الوفيات المذكورة في وسائل الإعلام غالبًا هي الأمراض، أو وفيات الأطفال، فإن معدل الوفيات الأولية تحتويها كلها.

وقد يفترض المرشحون أن بلدانًا مثل بنغلاديش، لديها أعلى معدل وفيات أولي؛ بسبب معدلات وفيات الرضع، والأمراض المعدية، ولكن تتصدر الدول ذات الشيخوخة السكانية القائمة. الدولة التي لديها أعلى معدل وفيات أولية هي اليابان، متبوعة بالمملكة المتحدة، ثم جنوب أفريقيا، تليها بنغلاديش.

«كيف يمكننا تقدير كتلة الغلاف الجوي؟»

طُرح هذا السؤال ضمن أسئلة الالتحاق بجامعة أكسفورد من قبل كونال ماكنيوجا إيل من كلية إكستر. قد تعلم، أو لا تعلم أن الغلاف الجوي يقدر بـ 4.5 مليار كيلو غرام تقريبًا، ولكن هذا لن يساعدك؛ لأن السؤال يبدأ بـ “كيف” تقدر كتلة الغلاف الجوي. إن ماكنيوجا إيل ليس مهتمًا فقط بتطبيق معرفتك لحل مشكلات الحياة الواقعية، ولكنه يهتم أيضًا بالتفكير خارج النطاق المألوف.

وقال ماكنيوجا إيل «هناك نهج بديل يتمثل في معرفة ما إذا كانت هناك خصائص للجو يمكننا ملاحظتها على السطح، والتي قد تمكننا من تقدير الكتلة، إحدى هذه الخواص هي الضغط الجوي». كما اتجه لمعرفة ما إذا كان المرشحون قد ذكروا التحديات في تحديد المكان الذي ينتهي فيه الغلاف الجوي، وما إذا لاحظوا أن الكثافة يمكن أن تتغير بارتفاع متفاوت.

اقرأ أيضًا:

هذه الأسئلة العشرة تُستخدم لقياس المعرفة العلمية للجمهور. كم سؤالًا تستطيع حله؟

حتى لا تبدو جاهلًا أمام أسئلة طفلك العلمية

لماذا العلم هو الوحيد القادر على الإجابة عن أسئلتنا الكبرى ؟

هذه المعضلة الرياضيّة المُعطاة لطلاب الصف الخامس في الصين غير قابلةٍ للحل، ولكن إجاباتهم كانت مذهلة

ترجمة : محمد طارق – تدقيق: عبد الرحمن عبد

مراجعة: رزان حميدة

المصدر