للبشر علاقةٌ خاصةٌ مع حيوانات المنزل، و٦٢٪ منهم يدّعون أن حيواناتهم تفهم الكلمات حين ينطقونها، وفي حين لا توجد طريقةٌ ما لمعرفة إذا ما كان فيدو (الحيوان الأليف) يعي بالضبط ما تقوله، أثبت العلماء أن بعض الكلاب والقردة وحتى الدلافين يفهمون لغة المخاطبة.

في دراسة، كلبٌ من فصيلة (border collie) يُسمى (ريكو) ظهر أنه يعرف أسماء أكثر من مئتي شيء، ويستطيع التقاطها حين يؤمر.

ذهبت دراسةٌ مماثلة أبعد من ذلك، حول كلبٍ آخر من نفس الفصيلة يُسمى (كاسر)، لم يفرّق كاسر وحسب بين أسماء ١٠٢٢ شيئًا، بل وخمَّن أسماء أشياء جدد، على سبيل المثال، حين طُلب من كاسر إحضار سيد مونكي (دمية لم يرها من قبل) استطاع أن يحدد موقعها من خلال (عملية استثناء)، أي حين وضعت الدمية مونكي بين دُمى مألوفة لكاسر في السابق.

وربما الأكثر إثارةً هو أن كاسر كان قادرًا على تكرار نفس العملية في تحديد الدمى غير المألوفة له بواسطة اسمها بعد شهر تمامًا، وبعد أن شاهدها لمرةٍ واحدة فقط في السابق.

وكان قادرًا أيضًا على فهم الأفعال والأشياء في مواضيع مختلفة، مثلاً، أبدى كاسر قدرته على وضع أنفه على كرة، والتقاطها، ولمسها، وأخذها بناءً على الأوامر التي يتلقاها.

ولا تحسب أن لقدرة تلك الفصيلة من الكلاب (border collie) حدًّا، فقد أظهر جروٌ من فصيلة (Yorkshire) في دراسةٍ أخرى مقدرته على فهم أكثر من ١٢٠ كلمةً في دراسة منفصلة.

لكن ماذا عن الحيوانات الأخرى التي لا تربطها علاقةٌ كهذه مع الإنسان؟

خذ (كانزي) مثلًا، شمبانزي من فصيلة (بونوبو – bonobo)، فمن خلال عمله مع مدربه كان قادرًا على إبداء فهمه لأكثر من ثلاثة آلاف كلمة إنجليزية، إذ يقف الباحث ينطق الكلمات في غرفةٍ مفصولةٍ كي يتجنب أي استدلال، بينما يستمع كانزي إليها من خلال سماعات أذنٍ، ويشير إلى الرمز الذي تدل عليه الكلمة على لوحة مفاتيحه الخاصة.

كان الشمبانزي قادرًا على الاستجابة بشكلٍ مناسبٍ للأوامر مثل «ضع الصابون في الماء».

وربما الأكثر إثارةً للاهتمام هو زوجٌ من الدلافين (ذات الأنف القاروري – bottlenose)، والذي أبدى استطاعته على فهم جملٍ كاملةٍ في دراسةٍ عام ١٩٨٤.

استخدم المدربون أصواتًا ناتجةً عن حاسوب، وإشارات اليد للتواصل مع زوج الدلافين، الذي كان قادرًا على اتباع تعليماتٍ بطول (٢ – ٥) كلمات، واستطاع تحديد أشياء وُضعت في نفس الخزان معه خلال ثلاثين ثانية بعد تلقي الأمر، أو إخبار المدربين حين يصعب تطبيق الأمر.

وكحال قطط المنزل، تشير دراساتٌ إلى أن القطط تستطيع التمييز بين صوت سيدها والأصوات الأخرى حين تُنادى باسمها.

وفي حين تظهر إشاراتٌ بمعرفتهن ما يجري حولهن، تبدي القطط عدم اهتمامها، وأنها لا تأبه لما تقوله تمامًا، وتبدو هذه صفةٌ مناسبةٌ للقطط (الاستقلالية).


  • ترجمة: لُبيد الأغبري
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر