تصاب الكلاب بالخرف أحيانًا لكنه خرف صامت صعب الاكتشاف، فحسب بحث حديث نُشِر في أغسطس 2022، يندر تشخيص الخرف سريريًّا عند الكلاب، لكنه شائع بكثرة خاصةً عند الكلاب التي يزيد عمرها على عشر سنوات.

نستعرض في هذا المقال بعض التغيرات السلوكية التي لوحظت عند الكلاب المسنة وتدل على إصابتها بالخرف ما يستدعي استشارة طبيب بيطري.

ما هو خرف الكلاب؟

يتشابه الخرف عند الكلاب أو ما يعرف بالخلل المعرفي عند الكلاب مع ألزهايمر عند البشر، فهو مرض دماغي يتطور ويتفاقم مع الوقت، يترافق الخرف مع تغيرات سلوكية ومعرفية وإدراكية وتبدلات أخرى.

يُصيب الخرف عادةً الكلاب المسنة التي يبلغ عمرها ثمان سنوات فأكثر، لكن قد تصاب بعض الكلاب في عمر السادسة.

يعتقد مربو الحيوانات الأليفة أن التبدلات السلوكية والمعرفية طبيعية مع التقدم في العمر، ما يؤثر في نسب الإصابات المسجلة، إذ توجد الكثير من الحالات غير المشخصة.

من المحتمل أن يجد الأطباء البيطريون صعوبة في تشخيص الخرف، إذ لا يوجد اختبار دقيق وغير باضع لتأكيد الإصابة بالمرض، إضافةً إلى حدوث الكثير من الاختلاطات عند الكلاب المسنة ما يعقّد التشخيص.

كيف أميز إن كان كلبي مصابًا بالخرف؟

غالبًا ما يتوه الكلب المصاب بالخرف في المنزل الذي يعيش فيه أو في فنائه الخلفي، قد ينسى الكلب قدرته على المشي للوراء فيعلق أو يجد صعوبة في الخروج من خلف الأثاث وزوايا المنزل.

يريد الكلب المصاب بالخرف الخروج أحيانًا من أحد أبواب المنزل لكنه يفشل في ذلك لأنه يعبر من الجانب المفصلي للباب.

تنعكس التغيرات السلوكية على تعامل الكلب مع الناس والحيوانات الأليفة الأخرى، فقد يرغب الكلب بعد مرضه بمزيد من الاهتمام والتعاطف من مربيه وقد تفضل بعض الكلاب التقليل منه.

يؤثر الخرف في تعامل الكلب المصاب مع الكلاب الأخرى، فقد تتحول علاقة الصداقة والتآلف إلى كره وغضب بين الكلب المصاب وكلب آخر في المنزل مثلًا، وقد ينسى الكلب وجوه الأشخاص التي لطالما عرفها وأحبها.

قد تتغير العادات اليومية للكلب المصاب فينام ساعات طويلة نهارًا ويستيقظ ليلًا أو يتسارع في مشيته وينبح ويزمجر دون سبب واضح، عندما تبدأ هذه السلوكيات لا يهدأ الكلب حتى بأخذ قسط من الراحة، فقد يتوقف مؤقتًا ثم يعود لسلوكه غير المفهوم.

يبدو الاعتناء بكلب مصاب بالخرف أشبه بتربية جرو صغير أحيانًا، فقد يتبول داخل المنزل رغم أنه مروّّض ومدرّّب.

يصعُب على الكلاب المصابة تذكر بعض السلوكيات الأساسية التي سبق أن كانت من المسلمات في حياتهم، وقد يكون من المستحيل تعلم سلوكيات جديدة.

ينحدر مستوى نشاط الكلب المصاب بدرجة كبيرة إذ يغدو قليل الحركة بالكاد يستيقظ ويتحرك من مكان نومه بعد أن كان حيويًا لا تهدأ خطواته طوال اليوم.

ستلاحظ زيادة مستوى القلق عند كلبك المصاب، فتصبح غير قادر على تركه بمفرده أبدًا، ستجده وراءك من غرفة لأخرى، أو يخاف من أشياء لم يسبق أن أزعجته.

ما الخطوة التالية إن أصيب كلبي بالخرف؟

لاستشارة الطبيب البيطري أهمية قصوى، فقد يحتاج الكلب المصاب بالخرف بعض الأدوية التي تقلل علامات الخرف وأعراضها فتحسن نوعية الحياة وتسهل عملية الاعتناء به. وما زال الطريق في بدايته لإيجاد علاج غير دوائي للخرف، مثل اللجوء لبعض التمارين والتدريبات.

لسوء الحظ، لا يوجد علاج للخرف حاليًا، وأفضل ما يمكن تقديمه هو بعض التمارين الوقائية التي تقلل من خطر إصابة الكلاب بالخرف.

ما نتائج الدراسة الأخيرة حول خرف الكلاب؟

جُمِعَت بيانات أكثر من 15000 كلب في بحث أميركي نُشر حديثًا، وهو جزء من مشروع كبير لدراسة شيخوخة الكلاب.

طلب الباحثون من أصحاب الحيوانات الأليفة ملأ استبيانين، الأول يدور حول الكلاب وحالتهم الصحية ونشاطهم الجسدي، والثاني يقيّم الوظيفة المعرفية والإدراكية للكلاب.

يُعتقد أن 1.4% من الكلاب مصابة بخلل إدراكي ومعرفي، ويزداد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50% كل سنة بالنسبة للكلاب التي يزيد عمرها على عشر سنوات.

الكلاب قليلة الحركة أكثر عرضة للإصابة بالخرف، إذ يزداد الخطر 6.5 ضعف تقريبًا مقارنةً مع الكلاب النشطة.

قد تفيد بعض التمارين الرياضية المنتظمة في تقليل خطر الإصابة بالخرف، لكن ما يزال هذا الاقتراح قيد الدراسة، الكلاب المصابة بالخرف أو التي تبدي علامات مبكرة للإصابة أقل ممارسة للرياضة من غيرها.

تُحسّن الرياضة القدرات العقلية عند البشر، وقد ينطبق ذات الشيء على الكلاب، وبهذا لا ضرر من مشي أصحاب الحيوانات الأليفة مع كلابهم.

تجب دراسة تأثير إصابة الكلاب بالخرف على مقدمي الرعاية لها، إذ من المؤكد أن الاعتناء بكلب مصاب بالخرف أمر صعب وعبء ثقيل على عاتق المربي، لكنه فعل مجزٍ مع ذلك. والضغط والتوتر الذي يزداد مع إصابة الكلب بالخرف مشابه لما يعانيه مقدمي الرعاية لمريض ألزهايمر.

يضمر بعض أصحاب الحيوانات الأليفة الكثير من الحب لكلابهم، كتب أحد المشاركين في البحث: «في قلبي حب كبير لكلبتي، إني مستعد لتقديم أي شيء من أجلها، سأواجه الصعاب من أجلها».

اقرأ أيضًا:

هل يمكن أن يكون النظام الغذائي النباتي أفضل للكلاب؟

الفقد السريع لحاسة الشم يُنبئ بالخرف ومناطق الدماغ المرتبطة بمرض ألزهايمر

ترجمة: لجين بري

تدقيق: بشير حمّادة

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر