من منّا لا يودّ تناول وجبة فيجيميت مع الشيدر أو بعض الجبن الأبيض الطري مع كأس من النبيذ، ولكن يبدو أنّ الأدلّة متذبذبة حول ضرورة كون الجبن جزءًا من نظامنا الغذائي الصحي أم لا.

تحتوي معظم الأجبان على الملح والدهون المشبعة، ولكنّها تحتوي على كميات عالية من البروتين والكالسيوم، فما هو الحكم الصحيح؟

لقد سألنا خمسة أخصائيّين حول ما إذا كان الجبن ضارًّا بصحّتنا؛ أجابوا جميعهم بلا.

وهذه هي أجوبتهم المفصّلة:

أخصّائية التغذية: كلير كولينز Clare Collins

ما لم تكن من ضمن 4.5 بالمئة من الأستراليين الذين يعانون من الحساسية من بروتينات الحليب البقري أو منتجات الألبان، فإنّ تناول الأجبان من الممكن أن يكون مُتّسِقًا مع الصحة الجيّدة، وطريقةً لذيذة للحصول على البروتين والكالسيوم وفيتامين B12.

يوصي الدليل الأسترالي للغذاء الصحّي بتناول وجبتين إلى ثلاث وجبات من منتجات الحليب كلّ يوم (أو أربع وجبات للنساء اللاتي تجاوزن عمر الخمسين)، تحتوي كلّ وجبة على 40 غرامًا تقريبًا (أي ما يقارب حجم علبة الكبريت) من الجبن كامل أو منقوص الدسم.

تساعد الأجبان منقوصة الدسم في تقليل مقدار السعرات المتناولة.

وفي ما يتعلّق بالمخاطر على صحة القلب، بقي السؤال الذي يقارن بين تناول الأجبان كاملة ومنقوصة الدسم مجهولًا.

نُشِرت مراجعة في عام 2018 تناولت أربع دراسات ووجدت أنّ ازدياد تناول الأجبان مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.

إنّ تناول كميات معتدلة من الأجبان بصورة منتظمة هو أمرٌ متّسقٌ مع الصحة الجيّدة.

أخصّائية الحمية الغذائية: إيفانجيلين مانتزيورس Evangeline Mantzioris

يحتوي الجبن على العديد من المواد المغذية والتي يجب علينا أخذها بعين الاعتبار، أغلب الموادّ هذه -الكالسيوم والبروتين والدهون المشبعة – موجودٌ في منتجات الحليب الأخرى.

الكالسيوم مهمٌّ في تقليل خطر هشاشة العظام، والبروتين مهمٌّ في تكوين وإصلاح الأنسجة، توفّر هاتان المادتان فوائدَ واضحةً لصحّتنا.

الدهون المشبعة في الأجبان مثيرةٌ للجدل في ما يخصّ دورها في أمراض القلب، ولكن وصل عدد كبير من الدراسات إلى الإجماع على أنّ الجبن محايدٌ؛ أي أنّه لا يملك تأثيرًا سلبيًّا أو إيجابيًّا.

والجبن هو طعام متخمّر، يحتوي على البكتيريا أو الخميرة، ما يساهم في الحصول على ميكروبيوم (الفلورا الطبيعية) صحي.

ولكن تذكّر أنّ وجبةً من الجبن (40 غرامًا) تحتوي على ما يقارب 500-650 كيلوجول، لذا التزم بالتوجيهات التي توصي بتناول ثلاث وجبات من منتجات الحليب كلّ يوم، والتي تتضمّن الأجبان إذا كنت تحبّها.

إذا كنت تحاول خسارة بعض الوزن أو تعاني من مشكلة في قلبك، فاستشر طبيبك.

أخصّائية التغذية: ريبيكا رينولدز Rebecca Reynolds

الجبن غذاء جيّد، وهو مصدرٌ مهمٌّ للمواد الغذائية المهمّة لكلٍّ من النباتيين وآكلي اللحوم والنباتات، مثل الكالسيوم.

يتناول ثلث الأستراليون الأجبان – غالبًا الأجبان الصلبة، مثل الشيدر.

إنّ منتجات الحليب وبدائلها (مثل جبن الصويا) هي مجموعة موصى بها من قبل الدليل الأسترالي للتغذية، على الرغم من أنّه ينصح الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم سنتين فما فوق باستهلاك البدائل منخفضة الدهون (مثل جبن الشيدر قليل الدسم – على الرغم من أنّ 15 بالمئة فقط من الجبن المستهلَك قليل الدسم).

وهذا لأنّ الدهون مادّةٌ غنيةٌ بالطاقة والكثير منّا يعاني من زيادة في الوزن، ولأنّ الكثير من الدهون الموجودة في الجبن هي دهون مشبعة سيّئة.

ولكن أظهرت بعض الأدلّة أنّ الحليبَ محايدٌ أو مفيدٌ لصحّة القلب – حتّى إذا كان كامل الدسم.

وتحتوي الأجبان على مستويات عالية من البروتينات التي تحتاجها أجسامنا.

بعض الأوجه السلبية للجبن هي احتواؤه على نسبة عالية من الملح، وخطر التسمّم الغذائي لبعض الأصناف بالنسبة للحوامل، والجانب الأخلاقي في ما يخصّ إنتاجه (رفاهية الأبقار، وانبعاثات الغازات الدفيئة، والأجر المنصف للعاملين في مجال منتجات الحليب).

أخصّائية الحميات الغذائية: ريجينا بيلسكي Regina Belski

من الممكن أن يمثّل الجبن الجزء الصحي من غذائنا، ولكن لا تُصنَع جميع الأجبان بطريقة متشابهة، ونحن لسنا بحاجةٍ إلى تناول عجلة كاملة من الجبن الأبيض الطري في جلسة واحدة.

طبقًا للدليل الأسترالي للغذاء الصحي، تتكوّن الوجبة من 40 غرامًا من الجبنة الصلبة مثل الشيدر، وحوالي نصف كوب من جبنة ريكوتا.

في المرّة القادمة التي تتسوّق بها، انظر إلى خلفية العلبة لثلاثة أنواع مختلفة من الأجبان وانظر إلى ما تأكله بالفعل، ما هي المكوّنات؟ ما هي كمية الصوديوم والدهون المشبعة والكالسيوم الموجودة بها؟ وبعدها اختر الأفضل من هذه الأنواع – كالسيوم أكثر، صوديوم ودهون مشبعة أقل.

عالم الطب الحياتي: يوتانغ وانع Yutang Wang

يُعتبَر الجبن من أقدم الأطعمة عند البشر، وهو جزء من نظامنا الغذائي منذ آلاف السنين.

الجبن هو طعام غنيّ بالبروتينات والدهون والتي توفّر لبنة بناء مهمّة (الحموض الأمينية والحموض الدسمة) لأجسامنا.

ويتضمّن كذلك مكوّنات أخرى مهمّة مثل الفيتامينات والمعادن، والتي تعتبر ضروريةً للحفاظ على صحة جيّدة.

حتّى الآن، لا توجد أيّ دراسات تربط استهلاك الأجبان بأمراض القلب، على الرغم من أنّ الدهون الصناعية المتحوّلة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، فإنّ الدهون المتحوّلة الطبيعية الموجودة في الجبن لا تسبّب أيًّا من هذا.

على الرغم من أنّ الجبن يحتوي على دهون مشبعة، فإنّنا لسنا متأكّدين من أنّ هذا هو ما يسبّب انسداد الشرايين.

وبالرغم من أنّ الجبن نفسه ليس سيّئًا، يجب علينا تجنّبه إذا ما سافرنا إلى بلدان موبوءةٍ بمرض السلّ حيث لا تُجرى عملية البسترة (مثل نيجيريا).


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: إسماعيل اليازجي
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر