السؤال:

بلغ عمر فتاة عشرة أعوام وبدأت تتحدث مع أبيها عن الكواكب التي تدور حول الشمس.

وكانا يتساءلان ما إن كان يتواجد الشخص في نفس البقعة تمامًا من هذا الكون الكبير في كل مرة يحتفل فيها بذكرى مولده، أي هل يكون في النقطة ذاتها بالنسبة للشمس بينما تؤدي الأرض دورة واحدة كاملة حول الشمس خلال 365 يومًا، (تذكر أن الكواكب جميعها ستكون بأماكن مختلفة)، أو أن حركة الأرض تتبدل باستمرار؟ وإن كان الأمر كذلك، فكيف يحدث؟

هذا الطرح السابق وجهه كريس سميث إلى عالم الفلك أندرو نورتون.

-أندرو: نعم هذا صحيح، فبعد دوران سنة واحدة ستعود الأرض إلى المنطقة نفسها بالنسبة للشمس، ولكن الشمس تتحرك عبر الفضاء ساحبة معها جميع كواكب المجموعة الشمسية؛ فالشمس متحركة بالنسبة للنجوم القريبة منها، وكل هذه النجوم ومن ضمنها الشمس تدور حول مركز مجرتنا درب التبانة.

كما أن مجرتنا هذه تتحرك عبر الفضاء بالنسبة إلى المجرات الأخرى في مجموعتنا المحلية من المجرات، وهذه المجموعة -بما فيها مجرة أندروميدا- تتحرك عبر الفضاء بالنسبة إلى عنقود مجرات العذراء العظيم والذي نحن جزء منه، وهذا العنقود أيضًا يتحرك في الفضاء بالنسبة إلى إشعاع الخلفية الكونية (توهج الخلفية الناتج عن الانفجار العظيم) والذي بإمكاننا اعتباره مرجعًا ثابتًا يتحرك كل شيء عكسه؛ أي أن كل شيء يتحرك!

-كات: كما يفترض هذا أن دوران الأرض حول الشمس يستغرق 365 يومًا بالضبط، ولكن هذا غير دقيق أليس كذلك؟

-أندرو: صحيح، فالمدة الصحيحة هي 365 يومًا وربع اليوم، ولهذا السبب نضيف إلى روزنامتنا يومًا في كل سنة كبيسة كل أربع سنوات.

لذا نعم، هناك القليل من التغيير بسبب ذلك، ولكن مع وجود كل شيء آخر يمكننا القول أن هناك الكثير من الحركة!

-كات: وهذا ما يسبب اليوم 29 من شهر شباط…

-كريس: إذًا بالنسبة للشمس، أنت تحتفل بعيد مولدك من نفس المكان في الكون، ولكن بالنسبة إلى أي مكان آخر فلا تكون بنفس النقطة في كل مرة!

-أندرو: بعد 365 يومًا وربع أنت في نفس مكانك نسبيًا مع الشمس. ولكن علينا أن نعترف أن الأمر أكثر تعقيدًا!


ترجمة: سارة عمّار
تدقيق: جعفر الجزيري
تحرير: محمد سمور
المصدر