لربما سمعت قصصًا مشابهة لهذا: أنت تخطط للذهاب في عطلة، وقد ناقشت الأمر مع الأصدقاء والعائلة وأنت تفكر بأن كوبا قد تكون ممتعة، أو لمحّت إلى ذلك، فيظهر على غفلة إعلان أثناء تصفحك إنستاغرام يحاول بيعك تذكرة طيران مع تخفيض إلى هافانا، وهذا قبل أن تقوم بأي بحث على الإنترنت عن هذه الرحلة، فهل كان هاتفك ينصت إلى محادثاتك؟ أم أنها مصادفة، فكوبا وجهة شعبية ويحجز إليها العديد من الأشخاص في هذا الوقت من العام.

«هاتفي يقوم بتسجيل كل شيء أقوله ويستخدمه ليبيع لي الأشياء» نظرية المؤامرة هذه لها صدى منتشر في الوسط هذه الأيام، ولحل هذا الخلاف، قام علماء كمبيوتر من جامعة نورث إيسترن ماساتشوستس بإجراء تجربة لمدة عام كامل في هذه المسألة.

إذن، هل هاتفك ينصت إليك؟ على الأرجح لا. فلم يجد العلماء أي دليل يقترح بأن الميكروفون في هاتفك الذكي يستعمل للاستفادة من محادثاتك، على الرغم من أنهم امتنعوا عن قول أن الدراسة قاطعة 100 %.

بدلاً من ذلك، هم كشفوا عن تقنية شريرة، تستخدمها شركات التطبيقات لسرقة بياناتك الخاصة.

قامت الدراسة برصد حركة البيانات لـ 17،260 تطبيق أندرويد باستخدام 10 هواتف ونظام آلي، مركزين على أي نشاطات غير اعتيادية، خصوصًا، أي ملفات وسائط مشبوهة تسلّم إلى طرف ثالث.

وقد حصل ما يفوق 9000 تطبيق على إذن الوصول لكاميرا الهاتف والميكروفون، ما يعني تقنيًا أن له الحق للاستماع عندما يُستخدم التطبيق.

لم يلاحظ العلماء في أي مرحلة أن التطبيق يقوم بتفعيل الميكروفون وتسجيل المحادثة أو يرسل ملفًا صوتيًا دون المطالبة بذلك، وقد لاحظوا أن صور الشاشة وتسجيلات الفيديو لنشاطات الأشخاص في التطبيقات قد أرسلت إلى أطراف ثالثة دون السؤال عن الموافقة، مثال على هذه التطبيقات (GoPuff) وهي خدمة توصيل متخصصة في الحلويات والوجبات الخفيفة المالحة.

فلم يقم التطبيق بتسجيل وإرسال لقطات الشاشة فقط داخل التطبيق (بما في ذلك عندما يطلب من العميل تحديد رمزه البريدي الخاص) بل أيضًا خارجه، لكن الشركة لم تذكر في سياسة الخصوصية أنها قد تقوم بتسجيل شاشة المستخدم.

هذا النوع من خرق الخصوصية قد يضع المعلومات الشخصية للأشخاص وكذلك تفاصيل حساباتهم البنكية في خطر .

بينما تُظهِر التجربة فضح نظرية “الاستماع”، فلم تتم مراجعة هذه الدراسة، وكذلك الهواتف المستخدمة كانت تعمل بأنظمة مؤتمتة في المختبر، وليس بواسطة شخص يمارس نشاطاته الاعتيادية، وقد يتم تشغيل الميكروفونات عن طريق الحركة أو الاتصال البشري.

أما بالنسبة للإعلانات الغريبة التي تتلقاها فقد تكون عن طريق الصدفة.

يقول الكاتب دايفيد شوفنيس: «ما يبدو غير مفهوم للأشخاص هو أن هناك العديد من عمليات التعقب لحياتهم اليومية وهي لا تتضمن كاميرا الهاتف أو الميكروفون وهذا ما يعطي الطرف الثالث النظرة الشاملة عنك».

من المقرر أن يُقدَّم هذا البحث في ندوة بمؤتمر تعزيز تكنولوجيا الخصوصية في برشلونة الشهر المقبل.


  • ترجمة: يحيى بعيج
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: حسام صفاء
  • المصدر