بعدما شُخّص ستيف جوبز بنوع نادر من سرطان البنكرياس سنة 2003، قام بتأخير عملية نزع الورم – العلاج الموصى به- لمدة 9 أشهر.

خلال تلك الفترة المؤقتة حاول علاج نفسه بالطب البديل، الذي يتضمن نظامًا غذائيًا خاصًا، وفقًا لتقارير إخبارية.

هل كان هذا التأخير في العلاج سوء تقدير من جوبز وتسبب في تعجيل وفاته؟

الادعاء بأن جوبز قرّر التخلي عن العلاج الطبي الرئيسي بعد تشخيصه بالمرض لايزال غير مؤكد.

والخبراء الذين تحدثنا معهم لا يستطيعون التعليق على قضيته مباشرة.

أظهرت التقارير أن جوبز كان مصاب بنوع من سرطان البنكرياس يدعى بورم الأعصاب الصماوية* هذا النوع يعتبر الأقل خطورة من بين أنواع سرطان البنكرياس الأخرى (السرطانات الغدية).

الأورام العصبية الصماوية تنمو أبطأ من أورام السرطانات الغدية، هذا يعني أن المرضى غير ملزمين بالإسراع في تلقي العلاج كما صرحت جولي فلشمان (Julie Fleshman) الرئيسة التنفيذية ومديرة شبكة مكافحة سرطان البنكرياس في كاليفورنيا والداعمة لأبحاث سرطان البنكرياس ومساعدة المرضى وعائلاتهم.

إذا كان خيار إجراء العملية الجراحية متاحًا للمصابين بالسرطانات الغدية؛ فإن المريض يدخل عادة إلى غرفة الجراحة في اليوم التالي بعد التشخيص، غير أن المصابين بالأورام العصبية الصماوية يمتلكون وقتًا أطول في اتخاذ القرار حول طريقة العلاج على عكس الذين تم تشخيصهم بالسرطانات الغدية، كما صرحت فلشمان.

وقالت أيضًا: «من الممكن للمريض أن يؤجل إجراء الجراحة لبعض الوقت».

إذن قرار جوبز في تأجيل العلاج قد لا يكون سوء تقدير كما ادّعى البعض.

قال د. ماجد رزق مختص في أمراض الجهاز الهضمي بعيادة كليفلاند، في مقابلة مع موقع (WebMD): «لا أظن أنه قرار خاطئ بالانتظار لتسعة أشهر من أجل إجراء الجراحة، خصوصًا إذا كان مرض محدود، وخصوصا إذا كان وَرَم خلايا الجزيرة وحين يكون السرطان في مراحله المبكرة، وطالما لا تظهر الأعراض من الممكن تأخير العلاج قليلًا».

يقول د. رزق أن الأورام العصبية الصماوية تعرف أيضًا بأورام خلايا الجزيرة.

ولكن ماذا عن استعمال جوبز للطب البديل؟ وهل كان له تأثير على سرطانه؟

بعض الخبراء يقولون إن استخدام نهج الطب البديل ساعد في تحسين صحة جوبز بشكل عام.

عاش ستيف جوبز بعد تشخيصه بالسرطان لمدة 8 سنوات.

إن معدل العيش المتوقع لشخص مصاب بورم عصبي صماوي نَقيلِيّ يقارب العامين وفقًا لشبكة مكافحة سرطان البنكرياس (يظل غير واضح ما إذا كان سرطان جوبز نَقيلِيّ عندما تم تشخيصه).

يقول د. اشوين ميهتا (Ashwin Mehta) أستاذ مساعد والمدير الطبي للطب التكاملي في مركز سيلفستر للسرطان في جامعة ميامي: «أعتقد أنه قام بإعادة التركيز على ممارساته الصحية من خلال التغييرات في الحِمية والتمارين الرياضية، من أجل القيام بما قام هو به؛ فلا بدّ أنه قام بالكثير من الأشياء بالطريقة الصحيحة».

يقول د. ميهتا أن طرق العلاج مثل علاج الوخز بالإبر والتأمل و التمارين الرياضية، يمكن استخدامها جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأساسية للسرطان من أجل تحسين الصحة وتقليل الآثار الجانبية للعلاج، والتي تتمثل في الإرهاق والألم المزمن والأرق.

ويضيف أنه يفضل التفكير في أن هذه الممارسات تكميلية بدل أن تكون بديلة للعلاج، لأنها دائمًا ما تكون مدمجة مع العلاجات الأساسية، كما يهدف الطب التكاملي لتحسين الصحة العامة للمريض.

رغم ذلك د. ميهتا لن يوصي أبدًا علاج السرطان باستخدام الطب البديل فقط، ويقول: «لن أقول أبدًا لأحد مرضاي، أنه لا يحتاج إلى الاستمرار في العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي الخاص به، كل ما عليه القيام به هو التأمل واعتماد عادات النوم الصحية، وبدء ممارسة الرياضة بشكل روتيني، وبعد ذلك يمكنه علاج نفسه، هذه هي الحقيقة ويجب استعمال الطريقة الصحيحة، لأن للطب التكاملي أثرًا إيجابيًا على صحة المريض المصاب بالسرطان».

«خلاصة القول إن عقل الإنسان قوي جدًا، ومن غير المعقول عدم استخدامه كحليف في سياق العلاج الطبي الموحد».

ملاحظة: قد تؤدي علاجات الطب البديل إلى تحسين الصحة بالنسبة لأولئك المصابين بالسرطان، ولكن يجب أن تستخدم دائمًا بالاقتران مع الرعاية الطبية الأساسية.


  • ترجمة: طه زرايبي
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر