اختبرت شركة HB11 الناشئة في مجال التكنولوجيا العميقة بنجاح التقنية التي اقترحها أحد مؤسسيها نظريًّا بوصفها سبيلًا لتوليد طاقة نظيفة، باستخدام أشعة ليزر عالية الطاقة والدقة لبدء تفاعلات اندماج بين الهيدروجين والبورون-11، عوضًا عن تسخين نظائر الهيدروجين إلى حرارة مئة مليون درجة.

جاء هذا الانجاز بعد سنتين من تقديم الشركة طلبًا للحصول على براءة اختراع.

توقع عالم الفيزياء النظرية في جامعة ساوث ويلز، أحد مؤسسي شركة HB11، الأسترالي هنريك هورا، استخدام الليزر بدلًا من الاندماج الحراري في سبعينيات القرن الماضي.

تختلف هذه التقنية اختلافًا جذريًّا عن معظم طرق الاندماج الأخرى التي تتطلب تسخين نظائر الهيدروجين إلى حرارة تبلغ ملايين الدرجات.

الاندماج النووي هو عملية جمع وحدتين أو أكثر لتشكيل ناتج جديد. تعد تفاعلات الاندماج طريقة توليد الطاقة السائدة في النجوم، ومنها شمسنا، إذ تحقق الشمس الاندماج بتسخين كمية هائلة من ذرات الهيدروجين إلى ملايين الدرجات، مكدسةً في صورة بلازما في نواتها.

تعتمد HB11 مقاربةً مختلفة، تستفيد من تطور في مجال الليزر عالي الطاقة، يُعرف بتضخيم النبضة متغيرة التردد، القادر على توليد طاقة تتجاوز 10 بيتاواط.

أنتجت أول تجربة أجرتها HB11 لاندماج الهيدروجين-بورون، تفاعلات اندماج أكبر بعشرة أضعاف من المتوقع، وتزعم الشركة إنها الآن «تتصدر السباق نحو الاستغلال التجاري لمستقبل الطاقة النظيفة».

«طاقة آمنة ونظيفة ومستدامة للعالم أجمع». هكذا يصفها الدكتور وارين ماكنزي، مؤسس HB11 إذ يقول: «إن تجربة تفاعلات الاندماج ذاتها مثيرة جدًا، ويعطينا العدد الكبير غير المتوقع من التفاعلات معلومات إضافية مهمة عن كيفية تحسين تقنياتنا، لزيادة طاقة الاندماج التي نستطيع توليدها. فتوليد هذا النوع من الطاقة له نتائج رائعة فيما يتعلق بتوفير طاقة آمنة ونظيفة ومستدامة للعالم أجمع».

تظهر النتائج إمكانية كبيرة لتوليد طاقة نظيفة، إذ تستعمل تفاعلات الهيدروجين-بورون وقودًا آمنًا ووافرًا، ولا تنتج نيوترونات في التفاعل الأولي. وبهذا تنتج كميات ضئيلة من النفايات قصيرة العمر، وتستطيع أن تزود محطات الحمل الكهربائي الأساسي أو مولدات الهيدروجين بكميات كبيرة من الطاقة.

أضاف ماكنزي: «تقربنا هذه الاكتشافات خطوة أخرى من إنتاج طاقة آمنة ونظيفة وموثوقة، بأسعار أقل وكميات أكبر من كل مصادر الطاقة المتجددة الحالية مجتمعة، إذ تستعمل مقاربتنا الفريدة لتوليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية النظيفة تفاعل اندماج غير نيوتروني بين الهيدروجين والبورون-11، لا يستعمل أي وقود مشع ولا يخلف نفايات إشعاعية غير مضبوطة. سيكون إنجاز ذلك على مجال واسع نقلة نوعية في مجال الطاقة».

لنرَ إن كانت هذه النتائج المذهلة ستقودنا إلى الحصول على مصدر طاقة نظيفة قابل للاستخدام على نطاق واسع، والمساعدة على إصلاح آثار الاحتباس الحراري الناتج من التغير المناخي.

اقرأ أيضًا:

كيف يمكن للمحيطات أن تمدنا بالطاقة النظيفة؟

تطور كبير في مختبر ليزر يجعل الاستفادة من طاقة الاندماج أقرب من أي وقت مضى

ترجمة: إيهاب عيسى

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر