ينصح الأطباء سنويًا بأخذ لقاح الإنفلونزا وخاصة عند الأطفال وكبار السن والمُضعفين مناعيًا لأن الإنفلونزا قد تشكّل خطرًا حقيقيًا عند هذه الفئات من البشر.

ويعتبر لقاح الإنفلونزا الوسيلة الأفضل المتوفرة لدينا حاليًا للوقاية من هذا المرض، بالإضافة لإجراءات الصحة والنظافة العامة؛ كالغسل المتكرر للأيدي وتغطية السعال والعطاس وتجنّب الاختلاط بالمصابين. ويوجد كذلك ثلاثة أدوية مرخّص بها في الولايات الأمريكية لعلاج الإنفلونزا والوقاية منها وهي :
Tamiflu   (oseltamivir)
Relenza (zanamivir)
Rapivab (peramivir)

ولكن فعالية هذه الأدوية في الوقاية من الإنفلونزا ومكافحتها هي أقل بكثير من فعالية اللقاح. يتم عادةً أخذ لقاح الإنفلونزا في بداية فصل الخريف ويعتقد بعض الذين لم يأخذوا اللقاح حتى الآن أن الأوان قد فات ولا فائدة من أخذه حاليًا، ولكن بحسب منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (Food and Drug Administration) FDA فإن هذا غير صحيح نهائيًا… لأن موسم الإنفلونزا يبدأ في وقت مبكر من تشرين الأول، ويستمر حتى آخر أيار، مع ذروتي حدوث في كانون الثاني وشباط وسيبقى اللقاح فعّالًا ومفيدًا طوال هذه الفترة.

يقول البروفيسور ماريون غربر (Marion Gruber) رئيس قسم أبحاث وتطوير اللقاحات في FDA: «هنالك عدة أسباب تفرض علينا إنتاج لقاح إنفلونزا جديد كل سنة، لأن فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار، وكل عام نشاهد أنواع وذراري جديدة من الفيروس، وعلى اللقاح الجديد أن يحوي هذه الأنواع المتوقع انتشارها في العالم في العام القادم».

وهكذا يبدأ العمل على اللقاح الجديد في شهر شباط من كل سنة أي حتى قبل أن ينتهي موسم الإنفلونزا الحالي… حيث يقوم خبراء وعلماء ينتمون لعدة مؤسسات ومنظمات عالمية أهمها:

منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) WHO

منظمة الأغذية والأدوية العالمية (Food and Drug Administration) FDA

مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها (The Centers for Disease Control and Prevention)

يبدؤون بجمع البيانات والمعلومات من كل مناطق العالم حتى يتعرفوا على أنواع الإنفلونزا التي من المحتمل أن تنتشر في العالم وتسبب أكثر جائحات الإنفلونزا في العام القادم… ووفقًا لهذه المعلومات، تبدأ الشركات الدوائية وبترخيص من FDA بتصنيع لقاح الإنفلونزا للسنة القادمة والذي سيستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول العالم، مع العلم أن هناك عدة منظومات لمراقبة فعالية اللقاح وآثاره الجانبية والاختلاطات الناتجة عنه أهمها:VAERS و VSD و PRISM. ترفع هذه المنظومات تقاريرها بشكل دوري لكل من FDA وCDC، الأمر الذي يساعد في تلافي الأخطاء في اللقاحات القادمة وتحسين نوعيتها وزيادة فعاليتها

إن هذا التشابه بين أنواع الإنفلونزا الموجودة في اللقاح وبين الأنواع التي ستنتشر في العالم في العام القادم هو حتى اليوم أفضل وسيلة موجودة لدينا لمكافحة مرض الإنفلونزا والوقاية منه. وينصح سنويًا بأخذ هذا اللقاح، وخاصة من قبل الفئات عالية الخطورة (الأطفال والمسنون والمضعفون مناعيًا)، وأما بالنسبة للذين لم يأخذوا اللقاح في خريف هذا العام ويعتقدون أنهم تأخروا وأنه لم يعد من فائدة لذلك فإننا نؤكد لهم أن هذا غير صحيح وأن الأوان لم يفت بعد!!!


 

المصدر:

FDA’s consumer updates page 29\12\2015