من المحتمل جدًا أنك تتعرض للتوتر بصورة يومية، وذلك يحدث لأسباب عدة، منها : مديرك كثير الطلبات، الزحام المروري الصباحي، أو مشاكل مع عائلتك أو أحد أصدقائك.

قد يكون الإجهاد اليومي البسيط أمرًا طبيعيًا (وفي بعض الأحيان أمرًا جيدًا إذا قام بتحفيزك)، ولكن تحوُّله إلى صورة مزمنة وساحقة سيكون له تأثير سيء للغاية على سلامتك البدنية، والعقلية، والعاطفية.

لذا؛ سيساعدك معرفة أعراض حدوث ذلك على طلب النجدة مبكرًا، وحل المشاكل قبل أن تؤثر سلبًا على صحتك.

قد يكون لديك توتر زائد دون حتى أن تدري بذلك، لأنه لا توجد أعراض ظاهرة، بل وقد تظهر الأعراض عليك بالفعل ومن ثم تقوم بإلقاء اللوم على المرض أو أي شيء آخر.

ولكن في الحقيقة، قد يسبب لك التوتر نفسه مشاكل في جسدك بأكمله، فإذا لم يكن بإستطاعاتك التعامل معه بصورة سوية، سيسبب لك خللاً في كل شيء، بدءًا من مستويات هرموناتك وإنتهاءً بقلبك.

كما وقد يؤثر الإجهاد على الطريقة التي تفكر وتشعر بها، مما يصعب عليك القيام بمسؤولياتك المعتادة واتخاذ القرارات المنطقية.

قد يكون له كذلك بعض التأثير في حالات أخرى؛ حيث يتجه الناس إلى المخدرات، والكحوليات، والتبغ، أو غيرها من المواد الضارة للتعامل مع مشاعرهم.

كما وقد يؤثر التوتر المفرط على شهيتك، مما يؤدي إلى تناول الطعام بكمية أكبر أو أقل من المعتاد، والذي قد يؤدي إلى التقليل من حافزك للتمرين الرياضي والبقاء بحالة صحية جيدة، أو حتى القضاء عليه تمامًا.

بالإضافة إلى ذلك، قد تدفعك المشاعر التي تحس بها أثناء توترك إلى اللجوء للإنعزال عن الأصدقاء، والعائلة، وحتى نفسك.

العلامات الجسدية :

  • الشعور بألم، أو ضغط في الرأس، أو الصدر، أو المعدة، أو العضلات؛ حيث أن عضلاتك تكون مشدودة حينما تتوتر، وبمرور الوقت، قد يسبب لك هذا : الصداع، أو الصداع النصفي، ومشاكل عضلية وعظمية.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي: تشمل تلك المشكلات : الإسهال، أو الإمساك، أو الغثيان، أو القيء، كما يمكن للتوتر التأثير على السرعة التي يتحرك بها الطعام بداخلك، وإمتصاص العناصر الغذائية داخل أمعائك.
  • مشكلات جنسية: يمكن للتوتر التأثير على الدافع الجنسي لديك، وتعرض النساء لدورات غير منتظمة أو شديدة الألم، ونقص في عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، بالإضافة لانخفاض كبير في مستوى الرغبة الجنسية لدى الجنسين.
  • تغيرات في معدل نبضات القلب وضغط الدم، حينما تكون تحت ضغط كبير، يتحول جسمك إلى وضعية (القتال أو الطيران – fight-or-flight)، وهو ما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من هيرموني الكورتيزول والأدرينالين من غدتيك الكظريتين، وهو ما يؤدي إلى معدل نبضات أسرع وارتفاع ضغط الدم. يحدث ذلك عادةً بصورة لحظية وتختفي الأعراض بانتهاءها. مثلًا، إذا كنت متأخراً على إجتماع مهم، فستجد قلبك يدق كمحرك في سيارة سباق، ولكنه يهدأ بمجرد وصولك الإجتماع. بمرور الوقت، فإن تعرضك المستمر لمثل هذه المواقف قد يؤدي إلى حدوث التهاب في شرايينك، وهو ما يعد عاملًا مساهمًا في حدوث سكتات قلبية مفاجأة.

العلامات النفسية والعاطفية:

  • الإكتئاب أو القلق.
  • الغضب، أو التهيج، ونفاذ الصبر.
  • الشعور بالإرهاق الشديد، أو فقدان الحافز، أو عدم القدرة على التركيز.
  • عدم القدرة على النوم، أو النوم أكثر من اللازم.
  • أفكار متسارعة وقلق دائم.
  • مشاكل خاصة بالذاكرة.
  • اتخاذ قرارات سيئة.

إذا كنت تعاني من التوتر الشديد ولا تعرف كيف تتعامل معه، فربما ترغب في طلب المساعدة من طبيب أخصائي.

يمكن أن يكون طبيبك المعتاد هو الخيار الأمثل، ونقطة إنطلاق جيدة لتحديد ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها ناتجة عن التوتر أم مشاكل طبية أخرى.

كما بإمكانه أن يحيلك إلى متخصص في الصحة النفسية وتوفير بدائل أفضل لك.

السؤال الأهم، الآن ! متى تطلب المساعدة؟

  • إذا كان أداؤك في العمل أو الدراسة يتدهور.
  • إذا لجأت لتعاطي الكحوليات، أو المخدرات، أو التبغ للتأقلم مع التوتر.
  • إذا تغيرت عادات النوم والأكل لديك بشكل ملحوظ.
  • إذا بدأت تتصرف بطرق خطرة على نفسك، ومن ضمنها تشويه الذات (self-mutilation).
  • إذا كانت لديك مخاوف غير عقلانية أو قلق.
  • إذا كانت لديك صعوبة في أداء مسؤولياتك اليومية البسيطة.
  • إذا بدأت في الإنسحاب عن عائلتك وأصدقائك.
  • إذا فكرت في الإنتحار أو إيذاء الآخرين.

 

  • ترجمة : أحمد حسين إبراهيم
  • تدقيق: عمر النجداوي
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر