يريد الأهل لأولادهم الصحبة الحسنة، لكن ماذا لو كانت هذه الصحبة محض خيال؟ تهتم العالمة النفسية الدكتورة كيت إيشلمان بالأطفال والمراهقين، وفي جعبتها بعض الأخبار المُطمئِنة حول الأصدقاء المُتَخيَّلين، والنصائح التي يجب اتباعها لتتصرف حيال صديق طفلك المُتخيَّل.

هل من الطبيعي أن يكون للأطفال أصدقاء مُتَخيَّلون؟

أن يكون للطفل صديق مُتخيَّل هو أمر طبيعي، وانعدام هذا النوع من الأصدقاء طبيعي كذلك، تقول إيشلمان: «يكون لدى أكثر من نصف الأطفال في مرحلة معينة أصدقاء متخيلون أو شركاء لعب، وعدم حدوث ذلك أيضًا طبيعي، لأن ذلك يعتمد على الطفل».

وربما نفترض أن وجود الأصدقاء المُتخيَّلين يقتصر على الأطفال الصغار، لكنّ بحثًا كان قد بين أنه حتى الأطفال الأكبر سنًا يتخيلون هذا النوع من الشركاء، تقول الدكتورة إيشلمان إن ذلك شائع عند الأطفال حتى سن الثانية عشرة.

ويمكن أن يكون الأصدقاء المُتخيَّلون من صنيعة عقل الطفل أو ربما يكون هذا الصديق الخيالي هو الدمية التي يمثل الأدوار معها.

هل يشير وجود صديق طفلك الخيالي إلى مكابدة التوتر أو الوحدة؟

تتحدث الطفلة إيما إلى دميتها باستمرار، هل يعني ذلك أنها تشعر بالتوتر أو القلق؟ تطمئننا الدكتورة إيشلمان وتقول: «ربما يستعين الأطفال بالأصدقاء المُتخيَّلين كي يمثلوا أحداثًا عاشوها أو يكرروها، إنها طريقتهم في التمرن على المهارات الاجتماعية ومعالجة ما شهدوه من أحداث ولا تعني وجود خطب ما لدى طفلك».

كيف يستجيب الأهل لوجود الصديق المُتخيَّل لدى ولدهم؟

ربما سيبدو الأمر غريبًا حين يناقش طفلك معك وجود صديقه الخيالي، لكن الدكتورة إيشلمان تقول إنه من الجيد أن يجاري الأهل طفلهم فيما يقوله، وتنصحهم بما يلي:

«تصرف حيال صديق طفلك الخيالي كما لو أنه صديق حقيقي آخر، واستجوب طفلك عن اسم هذا الصديق وعن الوقت الذي قضياه معًا، وربما يشاء طفلك أن يكون لصديقه الخيالي مكان على طاولة العشاء وهذا أيضًا طبيعي، لكن لا تبالغ جدًا في ذلك، فإذا كانت الحصة الأخيرة من الطعام من نصيب أحدهم، ليس عليك منحها لصديق طفلك الخيالي، أما إذا كان ذلك لا يضر أحدًا سيكون رائعًا أن يحظى صديق طفلك الخيالي بمكان على الطاولة.

هل من الطبيعي أن يكون أصدقاؤك من نسج خيالك؟ - هل من الطبيعي أن يكون للأطفال أصدقاء خياليون؟ - هل من الطبيعي وجود صديق طفلك الخيالي

متى نلجأ إلى طبيب الأطفال؟

الأطفال مبدعون بصورة خاصة ويمكن أن يكون تفاعلهم مع صديقهم الخيالي مقنعًا حقًا، فكيف نتحقق من أن طفلنا لا يزال يميز الواقعي من الخيالي؟

تقول الدكتورة إيشلمان: «تقترح الأدلة أن الأطفال يدركون لا واقعية صديقهم الخيالي، ربما يتحدثون عنه بصفة واقعية لكنهم يعرفون أن ذلك مجرد نوع من التظاهر». لكن -لدواعي الأمان- تواصل مع طبيب الأطفال في حال بدر عن طفلك أي مما يلي:

  •  إذا بدا خائفًا من صديقه الخيالي.
  •  إذا كان صديقه الخيالي يريده أن يؤذي نفسه.
  •  إذا تغيرت عاداته في تناول الطعام والنوم، علمًا بأنه يمكن أن يكون هذا طبيعيًا في إحدى مراحل نموه.
  •  إذا بدر عنه تغيّر كبير في سلوكياته ومواقفه.
  •  إذا استمر وجود صديقه الخيالي بعد تجاوزه سن الثانية عشر».

يمكنك الاطمئنان بعد مراجعة سريعة لطبيب الأطفال، وتقول الدكتورة إيشلمان: لا مانع من استشارة الطبيب عند القلق لكن تذكروا أنه من الطبيعي ملاحظة بعض التبدلات التي تترافق مع نمو الطفل.

الفوائد التي يعود بها صديق طفلك الخيالي عليك:

إذا كان لدى طفلك صديق خيالي يمكنك أنت أيضًا أن تجني ثمار ذلك، فهو في المحصلة مستمع جيد ومتاح دائمًا، وعندما تنشغلين بمهمات أخرى يستطيع طفلك تبادل الحديث مع صديقه الخيالي الذي يشغل طفلك ما يخفف عن كاهل الأهل أيضًا.

وقد بينت الدراسات أن الأطفال ممن كان لهم أصدقاء مُتخيَّلون غالبًا ما يكبرون ليصبحوا راشدين مبدعين.

اقرأ أيضًا:

اضطرابات التعلم الأكثر شيوعًا التي قد يعانيها الطفل

إساءة معاملة الطفل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: حيدر بوبو

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: عون حدّاد

المصدر