التسنين جزء طبيعي من نمو الطفل في السنة الأولى من حياته، وغالبًا يبدأ نمو الأسنان بين الشهرين الرابع والسابع بعد الولادة، وتكون الأسنان القاطعة المركزية (السفلية) أول زوج من الأسنان يخرج من اللثة. وفي حالة نادرة تحدث مرة من أصل 2000 مولود، يولد الطفل بأسنان في فمه تسمى الأسنان الولادية.

قد يكون من المخيف ولادة طفلك بأسنان في فمه، ولكن لا داعي للقلق ما دامت لم تؤثر سلبًا في الرضاعة أو اللثة المقابلة أو تُشعر الطفل بالاختناق، وسيساعد طبيب الأطفال على التصرف بنحو صحيح.

أسباب الأسنان الولادية وكيفية الوقاية منها:

الأسنان الولادية ما زالت غير معروفة السبب؛ ولكن هناك بعض الحالات المرضية المقترنة بزيادة احتمالية ولادة طفل بأسنان في فمه مثل فلح (شق) الحنك أو الشفة، أو الأطفال الذين يعانون من مشكلات في طبقة عاج الأسنان (الطبقة المتكلسة المسؤولة عن إعطاء الأسنان هيئتها).

بعض المتلازمات الطبية التي قد تسبب الأسنان الولادية، مثل:

  •  متلازمة سوتو.
  •  متلازمة هاليرمان-شتريف.
  •  تشوهات الحنك (متلازمة بيير روبان).
  •  متلازمة إيليس-فان كريفيلد.

عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالأسنان الولادية:

إضافةً إلى تلك المتلازمات؛ يوجد بعض العوامل التي ترفع احتمالية الإصابة بالأسنان الولادية، فإن 15% من الأطفال المصابين بأسنان ولادية لديهم فرد من أفراد العائلة القريبة عانى عند الولادة من وجود الأسنان الولادية، وذلك يشمل الأخوة والوالدين.

ما زال الصراع قائمًا حول دور جنس الطفل في زيادة نسبة ولادته بأسنان، وعلى الأرجح تزداد احتمالية الإصابة عند الإناث عن الذكور. وأيضًا، يرفع سوء تغذية الأم في أثناء الحمل من معدلات الإصابة.

أنواع الأسنان الولادية :

يوجد أربعة أنواع للأسنان الولادية، ويستطيع اختصاصي الأطفال تحديد نوعها:

  •  تاج مكتمل وجذور غير مكتملة النمو.
  •  أسنان مخلخلة لا تملك جذور.
  •  أسنان صغيرة بالكاد تظهر من اللثة.
  •  أسنان على وشك الخروج من اللثة.

ولادة الطفل بأكثر من سن ولادي هو أمر أقل احتمالًا وأكثر ندرة. أكثر الأسنان شيوعًا هي القاطعة المركزية السفلية، تليها القاطعة المركزية العلوية، تُشكل الأرحاء (الطواحن) أقل من 1% من حالات الأسنان الولادية.

إن عدد الأسنان التي يولد بها الطفل تحدد الأخطار المحتملة، وتساعد الاختصاصي على تحديد: هل العلاج ضروري أم لا؟.

التسنين المبكر:

في هذه الحالة لا يولد الطفل بأسنان، ولكن تبدأ الأسنان بالخروج من اللثة بعد فترة قصيرة من الولادة (في الشهر الأول)، وتسمى هذه الحالة أسنان الأطفال حديثي الولادة.

طبقًا لجريدة طب أسنان الأطفال، إن أسنان الأطفال حديثي الولادة أكثر ندرةً من الأسنان الولادية. بكلمات أخرى، الطفل معرض أكثر للولادة بأسنان من أن يكتسب أسنان بعد أسبوع من ولادته.

أعراض التسنين قد تبدأ بعد ثلاثة أشهر من الولادة؛ ولكن في هذه الحالة لن يكتسب طفلك أسنان بعد شهر أو أكثر -من شهر إلى ثلاثة أشهر-؛ أما في حالة أسنان الأطفال حديثي الولادة يحدث الأمر سريعًا ولا يُعاني الطفل من أعراض التسنين الطبيعية مثل سيلان اللُعاب، وسرعة الانفعال والبكاء، والعض على الأصابع.

متى ينبغي الحصول على مساعدة طبية؟

الأسنان الولادية غير المخلخلة تُترك وشأنها، أي إن كانت مخلخلة قد يستدعي ذلك التدخل الجراحي. يوجد بعض الحالات من الأسنان الولادية قد تسبب مشكلات للطفل، مثل:

  •  الاختناق نتيجة بلع الأسنان المخلخلة.
  •  مشكلات في الرضاعة.
  •  إصابات في اللسان.
  •  إصابة للأم في أثناء الرضاعة.

الفحص باستعمال الأشعة السينية يحدد مدى تماسك جذور الأسنان ومدى الحاجة إلى الخلع.

الخلاصة:

ولادة الطفل بأسنان ولادية أمر نادر الحدوث، ولكن عند حدوثه احرص على استشارة اختصاصي أسنان الأطفال، فإن أي تخلخل في الأسنان، قد يستدعي خلعها لتجنب الأخطار المحتملة.

وحتى إن لم تستدع حالة الطفل التدخل الجراحي، من الضروري وضعه تحت المراقبة الطبية.

اقرأ أيضًا:

أصبح بالإمكان استخدام الخلايا الجذعية من أسنان الأطفال لاستعادة الأسنان الميتة

التعرض للفلورايد قبل الولادة مرتبط باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال

ترجمة: محمد عزت

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: حسين جرود

المصدر