تتضارب العديد من التقارير حول ما إذا كان ارتداء حمالة الصدر ذا تأثير إيجابي أم سلبي على صحة الفرد. بينما تُبنى بعض هذه التقارير على أساس علمي إلا أن البعض الآخر مبني على الخرافات. نعرض في هذا المقال الدليل العلمي على سلبيات وإيجابيات ارتداء حمالة الصدر مقابل عدم ارتدائها وكيف تتأثر صحة الفرد في الحالتين.

بدايةً؛ هناك بعض الخرافات حول عدم ارتداء حمالة الصدر التي لا يدعمها بحثٌ علمي، مثل الآتي:

يحفز عدم ارتداء حمالة الصدر ترهل الثدي:

ترهل الثدي نظرًا لفقدانه الدعم الذي تقدمه حمالة الصدر هو إحدى الخرافات المرتبطة بعدم ارتداء حمالة الصدر، ومع ذلك، لا يوجد دليلٌ علميٌ قوي يؤكد ترهل الثدي أو حدوث تغيرٍ في شكله إذا لم ترتد المرأة حمالة الصدر.

يقلل عدم ارتداء حمالة الصدر من خطورة الإصابة بسرطان الثدي:

الفكرة وراء تلك الأسطورة أن ارتداء حمالة الصدر يؤثر على عملية النزح اللمفاوي المسؤولة عن إخراج السموم والمخلفات من الجسم، وإعاقة هذه العملية قد يسبب تراكم هذه المواد في مجرى الدم، ما يزيد من احتمالية خطر الإصابة بالسرطان.

أشارت جمعية السرطان الأمريكية في دراسة منذ عام 2014 شاركت بها 1.513 امرأة في سن انقطاع الطمث، إلى أنه لا يوجد دليلٌ علمي يربط بين سرطان الثدي وارتداء حمالة الصدر.

قد يكون مصدر هذه الخرافة حقيقةً أن ذوي الوزن الزائد يميلون إلى امتلاك ثدي أكبر حجمًا، وبالتالي أكثر ميلًا لارتداء حمالة الصدر، والسمنة المفرطة أو الوزن الزائد من العوامل الشائعة للإصابة بسرطان الثدي.

ارتداء حمالة الصدر في أثناء النوم:

قد يؤثر ارتداء حمالة الصدر أو الملابس الضيقة عمومًا في أثناء النوم على دورة النوم واليقظة، وفقًا إلى دراسة قديمة منذ عام 2000.

تابع الباحثون عشرة أفراد في دراسة ضيقة النطاق مدة 58 ساعة، ووجدوا أن الضغط الزائد على أجسادهم بسبب ارتداء الملابس الضيقة عند النوم رفع درجة حرارة الجسم الداخلية وقلل افراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يساعد على تنظيم دورة النوم واليقظة، وقلته قد تؤثر على جودة النوم. المزيد من الأبحاث التي تشمل أعدادًا كبيرة ومدة أطول أمر ضروري لدعم هذه النتيجة.

ارتداء حمالة الصدر طول اليوم:

لا يوجد دليلٌ علمي يشير إلى وجود آثار سلبية لارتداء حمالة صدر ذات قياس ملائم خلال اليوم، ومع ذلك، قد يسبب ارتداء حمالة صدر ضيقة الآمًا في الرقبة وعضلات الصدر.

قد تؤثر أيضًا أحزمة (حمالات) الكتف الضيقة للغاية على الكتف، إذ أنها أحد العوامل الرئيسية في دعم الثدي عند ارتداء حمالة الصدر، وقد يسبب هذا الضغط على الكتف على مر السنين حزًا دائمًا في الأنسجة الرخوة في الكتف.

قد يكون هناك أيضًا رابطٌ بين ارتداء حمالات الصدر غير مناسبة القياس والسعي لإجراء جراحة تصغير الثدي، إذ وجدت دراسة أُجريت عام 2003 على 102 أنثى يخضعن لتلك الجراحة، بأن جميعهن كنّ يرتدين القياس غير المناسب لهن من حمالات الصدر. ما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض التي تدفع الأشخاص للرغبة في إجراء جراحة تصغير الثدي.

توصل الباحثون عبر تلك الدراسة إلى ضرورة حرص الأفراد على ارتداء حمالات الصدر المناسبة لأجسادهم قبل التفكير في إجراء عملية جراحية لتصغير حجم الثدي.

ارتداء حمالة الصدر الرياضية:

قد يشكل ارتداء القياس الخاطئ من حمالة الصدر أو عدم ارتدائها على الإطلاق عائقًا أمام ممارسة التمارين الرياضية لبعض الأشخاص، والذي بدوره قد يتسبب في عدد كبير من المشكلات الصحية.

ذكرت نسبة 17% من النساء بين 249 أنثى في دراسة استقصائية منذ عام 2013 أن أثدائهن شكلت عائقًا أمام ممارسة التمارين الرياضية لأسباب يتضمنها الآتي:

  1.  الشعور بالحرج نتيجة كثرة حركة الثدي الواضحة.
  2.  العجز عن إيجاد حمالة الصدر الرياضية المناسبة.
  3.  زيادة ألم الثدي نتيجة ممارسة التمارين الشديدة وعدم كفاية دعم الثدي.

لاحظ الباحثون زيادة استخدام حمالات الصدر الرياضية بين أولئك المثقفين فيما يتعلق بصحة الثدي، وبالتالي زيادة معدلات ممارسة التمارين الرياضية بين المشاركات، ما يترتب عليه الحفاظ على وزن صحي وبالتالي تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

يُنصح بالبحث عن الاختيارات التي تدعم الثدي أكثر من غيرها عند شراء حمالة الصدر الرياضية.

بحثت دراسة منذ عام 2015 في تأثير ارتداء حمالة الصدر الرياضية في أثناء الهرولة، ووجدت أن حمالات الصدر الرياضية التي تقدم مستوى عاليًا من الدعم، استطاعت أن تقلل آلام الثدي، خاصة لدى الأشخاص ذوي الأثداء الأكبر حجمًا.

هل يحفز ارتداء حمالات الصدر الترهل أم يمنعه؟

أجرى اختصاصي الطب الرياضي الأستاذ جان دينيس رويلون دراسة استمرت مدة 15 عامًا، شملت 330 أنثى أعمارهن بين 15و35 عامًا، لتقييم إذا كانت حمالات الصدر تسبب الترهل أم لا، وتوصل إلى أن ارتداءها قد يضعف عضلات الصدر، ما يحفز ترهل الثدي.

وبالتالي فإن تجاوزها يحفز عضلات الصدر لتعمل بجهد لرفع الثدي.

لم تُنشر دراسة رسمية لنتائج جان، تراجع علميًا من أحد زملائه، وبالتالي ليس من الممكن تقييم صحة البحث.

يشير ماركو كلينجر-رئيس وحدة عمليات الجراحة التجميلية في مشفى البحوث الإنسانية في إيطاليا- إلى أن الدراسة تعد ضيقة النطاق للغاية على أن تعتبر تمثيًلا دقيقًا لحالات ترهل الثدي لدى عامة الشعب.

ووضح أن ترهل الثدي يعود على الأرجح إلى العديد من المتغيرات التي تشمل الآتي:

  •  الجينات.
  •  التغير في الوزن (تأرجحه المستمر بين زيادة ونقصان).
  •  عملية التقدم في السن الطبيعية (الشيخوخة).
  •  الحمل.
  •  المراحل المتغيرة طبيعيًا لمستويات الهرمونات.

عمومًا، لا يوجد دليل علمي كافٍ يشير إلى ما إذا كان ارتداء حمالة الصدر أم لا، يساهم في ترهل الثدي أو يسببه.

ومع ذلك، فإن دعم الأنسجة الضامة للثدي بارتداء حمالة الصدر قد يقلل من سرعة حدوث الترهل لدى الأشخاص ذوي الأثداء كبيرة الحجم.

هل يخفف ارتداء حمالة الصدر من آلام الظهر؟

وفقًا إلى دراسة منذ عام 2013، ترتبط الأعراض التالية بامتلاك أثداء كبيرة الحجم:

  1.  آلام الظهر والرقبة.
  2.  الصداع.
  3.  تهيج الأعصاب.

يزعم العديد من النساء ذوي الأثداء الكبيرة أن أثداءهن هي ما تسبب لهن آلام الظهر. مع ذلك، يشير معهد بحوث صحة المرأة بجامعة «نورث وسترن» إلى أن الأثداء الكبيرة نادرًا ما تكون السبب الرئيسي لآلام الظهر. وإنما قد تكون الآلام نتيجة للآتي:

  1.  ارتداء حمالات الصدر ذات القياس غير المناسب.
  2.  زيادة الوزن أو السمنة.
  3.  إصابة عضلات الصدر.
  4.  تهيج الأعصاب الشوكية.
  5.  هشاشة العظام أو ضعف العمود الفقري.
  6.  الحمل.

قد يساعد ارتداء القياس المناسب من حمالة الصدر على تحسين وضعية الجسم والوقاية من آلام الظهر، وخصوصًا لدى الأشخاص ذوي الأثداء الكبيرة. ولكن إذا استمر الألم رغم ذلك فيُنصح بزيارة الطبيب، إذ أن آلام الظهر المزمنة قد تكون علامة تحذيرية على وجود مشكلة صحية.

اقرأ أيضًا:

ما هي عملية استئصال الثدي وكيف تتم؟

ما هي علامات سرطان الثدي؟

ترجمة: سامية الشرقاوي

تدقيق: وسام عمارة

مراجعة: مازن النفوري

المصدر