انتشر استخدام الألعاب الجنسية على مر العقود الماضية، لكن هل تُحسن العلاقة بين الزوجين أم تفتعل نزاعًا بينهما؟ يعتمد ذلك على الأرجح على طبيعة انفتاح تلك العلاقة ومدى التواصل بين الشريكين. إذًا كيف يتأثر رضا الأفراد عن علاقتهم الجنسية جراء استخدامهم الألعاب الجنسية؟ خاصةً بعدما بدأت وصمات العار حولها بالتراجع مقابل سعي الأفراد –والأزواج- نحو مستوى آخر من الحميمية التكنولوجية.

ألقت بعض الأبحاث -التي تقيس مدى حضور الألعاب الجنسية في العلاقة- ضوءها على هذا السؤال، وأشارت النتائج إلى وجود اختلاف بين مبدأ المتعة الجنسية ذاتها ومبدأ المتعة في العلاقة بين شريكين، وفقًا للجندر.

في دراسة تمثيلية وطنية كبيرة، فحص الدكتور مايكل ريس مدى انتشار استخدام الهزاز بين الرجال مغايري الجنس في الولايات المتحدة. وجاءت النتائج مثيرة للاهتمام، إذ صرح الرجال مغايرو الجنس، الذين سبق لهم استخدام الألعاب الجنسية مع شركائهم، عن قلة رضاهم بتلك التجربة، مقارنةً بمن لم يسبق لهم استخدامها.

يمكن تفسير ذلك بأن استخدام الهزاز في المقام الأول كان لزيادة متعة شركائهم الجنسية -مقابل متعتهم الخاصة- فكان من الوارد أن يظل رضاهم الجنسي كما كان دون استخدام الهزاز، وربما كانت متعتهم الجنسية أقل في المقام الأول. ربما يرجع الأمر إلى اعتقاد الرجال المغايرين بأن حاجة شركائهم إلى استخدام الهزاز –سواءً لاعتقادهم أن ذلك سيزيد متعة شركائهم الجنسية، أو كان باقتراح من شركائهم- يعكس ضعفهم الجنسي وعدم كفايتهم لشركائهم، ما يفسر انخفاض معدلات الرضا الجنسي.

تقول معالجة الزواج والأسرة المتخصصة الدكتورة كات فان كيرك: «الاعتقاد بأن الاستعانة بلعبة جنسية يشير إلى افتقار شريكك إلى الناحية الحميمية هو أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا حول الألعاب الجنسية. قد يخشى الشريك أن يستبدل الآخر به لعبة جنسية أو يعتمد عليها غالبًا للوصول إلى النشوة الجنسية».

ليس المقصود أن كل رجل يستخدم الهزاز يراوده مثل هذا الشعور. وجدت دراسة أخرى أن الرجال الذين يستخدمون الهزاز -سواءً لأنفسهم أو لشركائهم، أو في الحالتين- حققوا نتائج أعلى على مقياس وظيفة الانتصاب، وكل من النشوة الجنسية والرغبة الجنسية والرضا الجنسي، مقارنةً بالرجال الذين لم يسبق لهم أن استخدموه، أو الذين نادرًا ما فعلوا ذلك.

وجدت الدراسة شيوع استخدام الرجال المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي الهزاز والألعاب الجنسية الأخرى مقارنةً بمغايري الجنس.

يشيع سلوك استخدام الهزار بين من لا يُعرفون أنفسهم بأنهم مغايرو الجنس بوضوح من النساء، استنادًا إلى دراسة عام 2011 قادتها الدكتورة فانيسا شيك. فاقت نسبة النساء اللائي مارسن الجنس مع نساء أخريات وسبق لهن أن استخدمن الألعاب الجنسية نسبة النساء المغايرات، بنسبة 86% مقابل 53%، بل صرحن عن الشعور بطفرة ملحوظة في معدل الرضا الجنسي. جاء في الدراسة: «إن النساء المثليات والكويرات مستخدمات الهزاز اختبرن ألمًا أقل كثيرًا ممن لم يستخدمنه من قبل».

وفقًا للأبحاث، تستخدم نصف النساء تقريبًا الألعاب الجنسية، أو سبق أن جربنها مرة على الأقل، وتزداد نسبة استخدامها لدى النساء في علاقة حميمية.

في إحصاء أجراه مركز شيكاغو برمانز، نحو 2600 امرأة تراوحت أعمارهن بين 18 و60 عامًا، أجبن عن أسئلة عن حالتهن العاطفية واستخدامهن الألعاب الجنسية، وبينت النتائج أن 44% من النساء استخدمن الألعاب الجنسية سابقًا، أو ما زلن يستخدمنها، وجاء الهزاز أكثرها استخدامًا. وتمثل النساء الأصغر سنًا، بعمر 25-34 عامًا، نسبة 51% من تلك المجموعة.

صرحت النساء ضمن الفئة العمرية 55-60 عامًا أنهن استخدمن الألعاب الجنسية من قبل، إلا أن استمرارية استخدامهن لها بلغت النصف مقابل الفئة متوسطة العمر.

لكنهن في جميع الأحوال كن في علاقة في أثناء تجربتهن أو استخدامهن الألعاب الجنسية، وأكدن بوضوح أن فكرة استبدال الألعاب الجنسية بالشريك لم تكن مطروحة.

صرحت 43% من النساء غير المتزوجات عن استخدامهن المستمر للألعاب الجنسية بينما يعشن مع شركائهن، وأعلنت 17% من النساء من نفس الفئة عن قيامهن بذلك سابقًا. وبلغت نسبة النساء اللائي لا يعشن مع شركائهن، لكنهن ما زلن يستخدمن الألعاب الجنسية 35%.

يقل استخدام الألعاب الجنسية بين العزاب

تبين النتائج قلة استخدام الألعاب الجنسية بين النساء العازبات، إذ صرحت 22% من النساء عن استخدامهن ألعابًا جنسية، و12% من النساء من نفس الفئة عن استخدامها سابقًا.

يكثر استخدام الألعاب الجنسية بين النساء ذوات البشرة البيضاء ومن الخلفية الجامعية، إذ أعلنت 34% من النساء ذوات البشرة البيضاء عن استخدامهن ألعابًا جنسية، مقارنةً بالنساء ذوات البشرة السمراء والنساء من أصل أسباني والأعراق الأخرى، بنسب 22% و19% و8% على التوالي.

واعتادت النساء اللائي التحقن بالجامعة، لكن دون إتمام الدراسة بها، استخدام الألعاب الجنسية، بنسبة 37%، مقابل 26% في حالة إتمام الدراسة الجامعية، و29% في حالة إتمام الدراسة الثانوية فقط.

الألعاب الجنسية لا تغني عن ممارسة الجنس

إجمالًا، تمتلك النساء نظرة حيادية -ربما تميل إلى الإيجابية- تجاه استخدام الألعاب الجنسية.

بأخذ المتغيرات الديموغرافية في الحسبان، يوضح تقرير الدراسة: «مال مستخدمو الألعاب الجنسية، سواءً كانوا في علاقة صحية ومستقرة أو كانوا عازبين، إلى الشعور برغبة جنسية أعلى وألم أقل في أثناء الجماع أو بعده. في حين يقل رضا مستخدمي الألعاب الجنسية عن علاقتهم الجنسية بشركائهم في حال كانت العلاقة غير صحية أو غير مستقرة».

أعرب نحو 90% من مستخدمي الألعاب الجنسية عن انفتاحهم لمشاركة هذا الجزء من حياتهم الجنسية مع شركائهم. وصرحت نسبة الثلثين تقريبًا من النساء عن دعم شركائهن لرغبتهن في استخدام الألعاب الجنسية.

أظهر تقرير عام 2013 علاقةً طرديةً بين علاقة الفرد بشريكة ورغبته فيه، فكلما كانت علاقتهما أو التواصل بينهما إيجابيًا، كلما ازدادت رغبة كل منهما في الآخر، كذلك الرضا الذي يسعون إليه في علاقتهما، سواء على المستوى الحميمي أو العاطفي.

يرتبط التواصل الإيجابي في سياق الألعاب الجنسية بقدرة الطرف الآخر -غير مقترح الفكرة- على التعبير عن مخاوفه وشعوره بالتهديد جراء استخدام شريكه الألعاب الجنسية. من الواجب على الشريك أن يشعره بالتفهم والتقدير لمشاعره، وطمأنته بأن لجوءه إلى الألعاب الجنسية ليس سببه عدم الرضا عن شريكه جنسيًا. وعلى الشريك الراغب في استخدام الألعاب الجنسية أن يكون قادرًا على التعبير عن رغبته دون الشعور بالخزى أو إلقاء الأحكام أو هجر شريكه أو تجنبه جنسيًا.

الخلاصة أن الشركاء المنفتحين لاستكشاف طرق جديدة ليتقاربوا على المستوى الحميمي -ويتضمن ذلك تجربة لعبة جنسية من بين أمور أخرى- يميلون إلى الحفاظ على عاطفتهم ورغبتهم، إضافةً إلى رضاهم عن العلاقة، على المدى الطويل.

علّق الباحثون: «قد يكون ما يزيد الرضا هو القدرة على التواصل بانفتاح، والشعور بأن الشريك يتفهم اهتمامات شريكه الجنسية ونزواته ويتقبلها».

وبينت دراسة عام 2016 أن النساء والرجال الذين أعلنوا رضاهم عن علاقتهم وحياتهم الجنسية مع شركائهم يميلون إلى الإبلاغ عن استخدامهم المشترك للألعاب الجنسية، إضافةً إلى أنشطة حميمية أخرى، مثل الاستحمام معًا وتجربة أوضاع جديدة وتحديد موعد مسائي بغرض ممارسة الجنس.

تؤمن فان كيرك بأن تضمين الألعاب الجنسية في العلاقة يمكن أن يعززها ويزيد من الرضا الجنسي لأي أحد منفتح يحترم ميوله وميول شريكه، والحدود الخاصة بكل منهما. تقول: «يمكن لمعظم الأشخاص تعلم إدخال جوانب جديدة على ما يعتادونه، بدلًا من مقاومتها، ما دام يوجد حس من الانفتاح وعدم إصدار الأحكام يمكن صقله. تكمن محاولة تبديد الشائعات التي تحوم حول رأس الشريك فيما يتعلق باستخدام الألعاب الجنسية. مثل ذكر حقيقة أن استخدام الألعاب الجنسية يساعد النساء على بلوغ النشوة الجنسية، ويحقق نتائج أفضل من الاعتماد على القضيب والمهبل فقط».

اقرأ أيضًا:

ما الذي ترغب به النساء لاختبار النشوة الجنسية؟

لماذا يعد اختلاف الرغبة الجنسية مشكلة كبيرة بين الزوجين؟

ترجمة: سامية الشرقاوي

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة أحلام مرشد

المصادر: 1 2