بالرغم من ورود تقارير حديثة تشير لعدم وجود أية فائدة صحية مثبتة لخيط الأسنان، إلا أن خبراء الصحة يشيرون إلى أهمية تنظيف الفراغات ما بين الأسنان.

في تقرير حديث صادر عن وكالة الأسوشتيد برس(AP) أشار لخلو جميع التوصيات التي تحث على استخدام خيط الأسنان من أي أدلة قاطعة تشير لأهميته، بل إن بعض تلك التوصيات تم إزالتها من كتيب إرشادات الحكومة الصحي الأخير، ما يشير لعدم جدوى خيط الأسنان حسب ما توصل إليه التقرير.

للتأكد من مدى صحة الأمر؛ قامت صحيفة Live Science بتوجيه السؤال لخبراء الصحة وأطباء الأسنان حول مدى أهمية استخدام خيط الأسنان وتأثيره على صحة الفم والأسنان.

طبيب الأسنان ومحلل الصحة العامة في المعهد القومي لبحوث الوجه والأسنان تيم لافولا:

وجود أدلة ضعيفة حول أهمية خيط الأسنان لا يعني بالضرورة عدم فاعليته، لكنها فقط تعني عدم وجود أدلة مؤكدة على أهميته، فخيط الأسنان يُعد أداة قليلة المخاطر كما أنها قليلة التكلفة، وإذا كانت الدراسات الإكلينيكية تشير إلى أنها فعّالة عندما تُستخدم بطريقة صحيحة، فلا يمكن التردد في توصية الناس باستخدامه، خيط الأسنان لن يؤذي أحدا!

كطبيب أسنان، لا أتردد في إخبار مرضاي باستخدام خيط الأسنان، فطبيب الأسنان العادي يستطيع تمييز المريض الذى يستخدم الخيط بمجرد رؤية حالة أسنانه.

لكن إذا كنت تشعر بألم عند تنظيف أسنانك باستخدام الخيط، يعنى ذلك أنك متحمس للأمر بشدة، إذ الهدف الرئيس من خيط الأسنان هو تنظيف الفراغ الضئيل ما بين الأسنان المتجاورة، لذا يتوجب عليك تحريك الخيط بلطف حول عنق السن وتحريكه لأعلى وأسفل، حتى تزيح بقايا الطعام والترسبات والبكتريا التي تتواجد في هذه المنطقة.

الهدف من ذلك هو أن تستخدم خيط الأسنان بفاعلية، بعد ذلك ستكون النتائج واضحة لكلا من المريض والطبيب الذى يرى آثاره في الفم بعد ذلك.

في رأيي إن إزالة الترسبات أمر صحي وأي شيء بالإمكان للحفاظ على صحة الفم والأسنان يجب أن يقوم به الشخص بصورة دورية.

الطبيب تيم بيورت، طبيب أسنان من فلوريدا، ومخترع (Flossolution)، نظام تنظيف الأسنان بالخيط يعمل بطاقة الصوت:

لكل سنّ من أسنانك خمسة أسطح، ثلاثة منها فقط تستطيع فرشاة اأسنان العادية تنظيفها هي الأمام والخلف وطرف السنّ، بينما يُستخدم الخيط لتنظيف سطحين هما جانبي السنّ والمناطق الملاصقة للسنّ المجاور.

على صعيد مبدأي، ينصح أطباء الأسنان وعلماء الصحة باستخدام خيط الأسنان للوقاية من مشكلتين أساسيتين؛ أولهما هو منع تحلل السنّ نتيجة وجود البكتيريا المنتجة للأحماض بين الأسنان، وثانيهما لمنع التهاب اللثة الناتج عن رد فعل الجهاز المناعي تجاه البكتيريا المتواجدة بين الأسنان.

من أساسيات النظافة الشخصية الجيدة هو تنظيف الأسنان بالحركات الميكانيكية اللطيفة، إذ يتوجب عليك أن تزيح وتغيّر من بيئة البكتيريا التي يمكن أن تسبب الأمراض كالترسبات وبقايا الطعام التي تسبب تأثيرا حمضيا يؤدي لتحلل الأسنان، لكن إذا كان تنظيف الأسنان بالخيط يتم بصورة غير صحيحة فإن هذا يدمر حواف اللثة، لذا إذا لم تستطع أن تستخدم خيط الأسنان بطريقة صحيحة فلا تستخدمه على الإطلاق.

على كل حال، فإنه إذا تمت النظافة الشخصية للفم على وجه صحيح وبلطف، فإن استخدام كلا من الفرشاة والخيط لتنظيف ما بين الاسنان، سيقي من الإصابة بالأمراض، كما يحافظ على أسنان نظيفة وصحية ما يؤدى لامتلاك أسنانك مدى الحياة ومنع فقدانها.

الطبيب اديموند هيوليت، المتحدث الرسمي لنقابة أطباء الأسنان الأمريكيين والاستاذ في جامعة UCLA لطب الأسنان:

قرار قسم الصحة والخدمات الإنسانية بعدم وضع خيط الأسنان ضمن توصياتها الحديثة لا يعني بالضرورة أن أهمية تنظيف الأسنان بالخيط لم تعد كما السابق، لكنه يلمح إلى صعوبة التوصل لدراسة تعطي دليلا واضحا لا لبس فيه عن تأثير خيط الأسنان، لكن غياب الدليل القوى لا يعني عدم فاعليته على الإطلاق.

نعلم أن الترسبات والبكتيريا التي تتواجد في الترسبات الجيرية، تسبب أمراض اللثة، كما نعلم تماما أنها تتواجد على السنّ كل يوم.

لقد رأيت فوائد تنظيف أسناني بالخيط بنفسي، كان هناك بعض الأماكن التي لم أستطع الوصول إليها بالفرشاة العادية، بالتأكيد رأيت الأمر عينه لدى مرضاي، هناك فرقا واضحا بين الالتهاب الذب يصيب لثة شخص يستخدم خيط الأسنان بانتظام وبين آخر لا يستخدمه.

تنظيف الأسنان باستخدام الخيط أو تنظيف ما بين الأسنان عامة، هي عملية قليلة المخاطر، إذا آذيت نفسك أثناء أدائها يعنى أنك تجاوزت الحد جدا، حتى إذا كانت ذات منفعة صغيرة، لكنها منفعة صالحة لنوصي بها المرضى بوضعها في الاعتبار، فإن نصف الأمريكيين يعانون من أمراض ما بين الأسنان، لذا بما أن خيط الأسنان ذو مخاطر قليلة للتسبب بمشاكل، فأن نسبة المخاطر إلى الفائدة صغيرة جدا عن الطرق الأخرى لتنظيف ما بين الأسنان.

بالإضافة لذلك تتضمن التوصيات أن يتم تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميا باستخدام معجون يحتوى على الفلورايد، واستخدام خيط الأسنان أو طرق تنظيف ما بين الأسنان مرة يوميا، كما زيارة طبيب الأسنان بصورة دورية مهمة.
هذه هي أفضل النصائح التي يمكن أن نعطيها للمرضى للحفاظ على صحة أسنانهم بل والفم كله.


إعداد: رحمة قريش.
تدقيق: مرام سالم.
تحرير: سهى يازجي.
المصدر